هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها فيما يقرب من أربعة أشهر بمستهل تعاملات اليوم الجمعة، عند 81.26 دولار للبرميل إثر سلسلة إشارات سلبية للاقتصاد الأميركي تصب باتجاه تراجع الطلب على النفط الخام، بالتزامن مع خطأ روسي "تقني" حول ارتفاع الإنتاج بأعلى من اتفاق "أوبك+".
كما تأثرت السوق بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة، مقارنة مع تقديرات بانخفاض 2.5 مليون برميل.
روسيا تجاوزت حصتها الإنتاجية في إطار "أوبك+" خلال أبريل لأسباب فنية.. وستقدم قريباً إلى أمانة (أوبك) خطتها للتعويض عن الخطأوزارة الطاقة الروسية
النفط اليوم
سيطرت حالة من التذبذب على أسعار الخامين برنت وغرب تكساس خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، في ظل ترقب الأسواق لمناقشات أوبك بلس لخطة الخفض الطوعي.
ولا يزال الخام الأميركي بالقرب من مستويات أمس دون 77 دولارا للبرميل، بينما يتحرك خام برنت القياسي عند مستويات قرب 81 دولاراً للبرميل، وتحديداً عند مستويات 81.26 دولار للبرميل.
ويجتمع تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين يوم 1 يونيو في فيينا لتحديد سياسة الإنتاج.
اقرأ أيضاً- النفط يهبط لقاع 3 أشهر بعد بيانات خارج التوقعات للمخزونات الأميركية
الأدنى منذ شهور
عند تسوية تعاملات أمس الخميس انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 54 سنتا بما يعادل 0.7 % إلى 81.36 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أدنى مستوى منذ يناير .
وفي الوقت ذاته تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 70 سنتا أو 0.9% إلى 76.87 دولار، وهو أدنى مستوى منذ ثلاثة أشهر.
تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة جاء على خلفية بيانات أضعف، بما في ذلك ارتفاع مخزونات النفط والطلب الفاتر وضعف هامش المصافيسيتي غروب
إشارات عكسية
تلقت الأسواق مجموعة من البيانات تصب في اتجاه الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الاقتراض، الأمر الذي قد يبطئ النشاط الاقتصادي ويقلص الطلب على النفط.
كما تؤدي الفائدة المرتفعة إلى زيادة قوة الدولار وبالتالي ارتفاع تكاليف النقل والتأمين والشراء على المستوردين بالعملات الاخرى.
وأظهرت بيانات وكالة "ستاندرد اند بورز غلوبال" تسارع النشاط التجاري الأميركي هذا الشهر، لكن مُصنّعين تحدثوا أيضا ُعن حدوث قفزة في أسعار مجموعة من المدخلات، ما يشير إلى ارتفاع تضخم البضائع خلال الأشهر المقبلة.
وأظهر محضر اجتماع السياسة النقدية الماضي لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أن صناع السياسات لا يزالون متشككين فيما إذا كانت تكاليف الاقتراض الحالية مرتفعة بما يكفي لكبح التضخم المرتفع.
اقرأ أيضاً- الدولار ينتظر إشارات جديدة.. الأسواق تترقب بيانات مهمة بعد محضر الفيدرالي
اجتماع أوبك+
يترقب المستثمرون أيضا اجتماعا مقبلاً في الأول من يونيو لتحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، وسيصدر فيه التحالف قرارا بشأن سياسة الإنتاج.
وكتب رئيس شركة "ليبو أويل أسوشيتس" أندرو ليبو في مذكرة للعملاء: "التراجع في أسعار النفط الخام يزيد من احتمالية أن يبقي أوبك+ على قيود الإنتاج الحالية على الأقل حتى نهاية سبتمبر ".
من المتوقع أن يمدد تحالف أوبك+، الذي يضم أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، تخفيضات الإنتاج حتى الربع الثالث من هذا العامسيتي غروب
خطأ فني
قالت وزارة الطاقة الروسية، إن موسكو تجاوزت حصتها الإنتاجية في إطار "أوبك+" خلال أبريل لأسباب فنية، وستقدم قريباً إلى أمانة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خطتها للتعويض عن الخطأ.
وفي منتصف الأسبوع قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لكبار مسؤولي النفط: "إنتاج النفط الروسي انخفض 1.8% منذ بداية العام حتى الآن إلى 195.7 مليون طن، ما يرجع إلى تخفيضات الإنتاج بموجب اتفاقات أوبك+".
وتخفض روسيا إنتاج النفط وصادراته بواقع 471 ألف برميل إضافي يومياً في الربع الثاني من العام الجاري.
ولم تبدأ "أوبك" وحلفاؤها بعد محادثات رسمية بشأن تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً إلى ما بعد يونيو، لكن ثلاثة مصادر من منتجي "أوبك+" الذين خفضوا الإنتاج قالوا إنهم قد يمددون التخفيضات إذا لم يرتفع الطلب، وفقا لتقارير دولية.
توجهات الأسعار
واعتبر محللو "سيتي غروب" في مذكرة حديثة، أن تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة جاء على خلفية بيانات أضعف، بما في ذلك ارتفاع مخزونات النفط والطلب الفاتر وضعف هامش المصافي وزيادة خطر تخفيضات التشغيل.
ورجحو تمديد تحالف "أوبك+" الذي يضم أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، تخفيضات الإنتاج حتى الربع الثالث من هذا العام، عندما يجتمع في الأول من يونيو المقبل".
وأبقى محللو "سيتي غروب" على توقعاتهم ببلوغ متوسط سعر خام برنت 86 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من عام 2024.
