«النفط الإيرانية»: مستعدون لعقوبات ترامب
أقدمت إيران على رفع أسعار نفطها خلال فبراير المقبل، إذ وسعت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها فرض العقوبات على النفط الروسي وأسطول النفط التابع لموسكو، في الأسبوعين الماضيين، بينما تأتي الخطوة الإيرانية الأخيرة في ظل ارتفاع أسعار النفط للأسبوع الرابع على التوالي، وفي الوقت ذاته يتجاهل القرار تكرار سيناريو عام 2018 عندما شددت إدارة الرئيس ترامب العقوبات على نفط إيران حينما انسحبت من الاتفاق النووي.
يترقب المستثمرون اليوم معرفة ما إذا كانت الإمدادات ستشهد مزيداً من الاضطراب بعد عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تزامناً وتصريحات سكوت بيسنت الذي اختاره ترامب لتولي وزارة الخزانة عن استعداده لتشديد العقوبات على قطاع النفط الروسي والإيراني.
قالت شركة النفط الوطنية الإيرانية اليوم الاثنين إنه قد تم تحديد سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف إلى مشترين في آسيا بعلاوة 1.95 دولار للبرميل فوق متوسط خامي عمان/دبي لشهر فبراير.
في حين تم خفض سعر بيع النفط الخام الخفيف الإيراني إلى شمال غرب أوروبا بـ1.35 دولاراً أقل من سعر نفط عمان، كما جرى خفض سعر البيع للمشترين عبر البحر المتوسط بواقع 1.25 دولار.
في مطلع يناير الماضي قالت شركة النفط الوطنية الإيرانية «إنه سيجري تسعير النفط الإيراني الخفيف للمشترين الآسيويين عند 1.35 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي لشهر يناير».
حينئذٍ مثّل سعر النفط الإيراني إلى السوق الآسيوية في يناير 2025 تراجعاً بمقدار 0.80 دولار عن شهر ديسمبر السابق.
في ديسمبر الماضي فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على 35 كياناً وسفينة قالت إنها تؤدي دوراً حيوياً في نقل النفط الإيراني غير المشروع إلى الأسواق الخارجية.
وأفاد القرار بأن العقوبات تهدف إلى زيادة التكاليف على قطاع نفط إيران، في أعقاب هجومها على إسرائيل في 1 أكتوبر الماضي، وكذلك التصعيد النووي الذي أعلنت عنه مؤخراً.
في نوفمبر من العام الماضي وعقب فوز ترامب، نقل الموقع الإلكتروني التابع لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن وزير النفط محسن باك نجاد قوله: «طهران وضعت خططاً للحفاظ على استمرار إنتاج وتصدير الخام، وهي مستعدة لاحتمال فرض إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القيود على النفط بعد عودته للبيت الأبيض».
يذكر أن ترامب انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران ألحقت أضراراً بقطاعها النفطي، إذ انخفض الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل يومياً خلال فترة رئاسة ترامب.
ارتفع إنتاج النفط الإيراني خلال السنوات القليلة الماضية إلى نحو 3.2 مليون برميل يومياً، وذلك بحسب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وإيران عضو في المنظمة.
وارتفعت صادرات النفط الإيرانية العام الجاري مقتربة من أعلى مستوياتها في سنوات عند 1.7 مليون برميل يومياً، على الرغم من العقوبات الأميركية.
تشتري شركات التكرير الصينية معظم الإمدادات الإيرانية، وقالت السلطات الصينية في أكثر من مناسبة إنها لا تعترف بالعقوبات الأميركية أحادية الجانب.