انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، لتوسع خسائرها التي انطلقت منذ منتصف الأسبوع الماضي، وذلك مع انحسار خطر تعطل الإمدادات بسبب الإعصار «رافائيل»، إضافة إلى عدم قناعة الأسواق بالتحفيز الصيني الأخير للاقتصاد؛ ما انعكس على توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
راهن المضاربون على ارتفاع الأسعار على الصعود بفضل المخاوف من توقف الإنتاج في خليج المكسيك؛ ما يؤثر في 15% من الإنتاج الأميركي للنفط، إضافة إلى انتظار قرار الصين بشأن ضخ السيولة اللازمة لاستمرار خطة التحفيز التي أعلنت عنها نهاية سبتمبر الماضي.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير 0.45% أو ما يعادل 0.35 دولار في البرميل، وصولاً إلى مستويات 73.56 دولار، بحلول الساعة الـ5:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم ديسمبر 0.6% أو ما يعادل 0.45 دولار للبرميل وصولاً إلى مستويات 69.98 دولار للبرميل.
عند نهاية تعاملات يوم الجمعة هبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.76 دولار أو 2.3 % لتصل عند التسوية إلى 73.87 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.98 دولار أو 2.7% إلى 70.35 دولار.
كما أوقف منتجو الطاقة أكثر من 23% من إنتاج النفط في خليج المكسيك بالولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، استعداداً للإعصار «رافائيل»، لكن أحدث التوقعات بشأن مسار الإعصار وشدته أدت إلى تقليص المخاطر التي يشكلها على إنتاج النفط.
خيبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين الساعين لنمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعدما رفعت الأسواق توقعاتها لضخ ما يزيد على 1.4 تريليون دولار أعلنت عنها بكين، خصوصاً مع فوز الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية وتوقعات حرب حمائية بين البلدين.
ترى الأسواق أن خطة التحفيز التي أعلنتها بكين في اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الجمعة الماضي، جاءت أقل من توقعات السوق، خصوصاً أن توجهاتها المستقبلية الغامضة تشير إلى تحفيز متواضع للإسكان والاستهلاك فحسب.
من المتوقع أن ينمو استهلاك النفط في الصين، المحرك العالمي لنمو الطلب العالمي منذ سنوات، بالكاد في عام 2024 مع تباطؤ نموها الاقتصادي، وانخفاض استخدام البنزين مع النمو السريع للسيارات الكهربائية، وإحلال الغاز الطبيعي المسال محل الديزل كوقود للشاحنات، بحسب الطاقة الدولية.
إجمالا تسيطر حالة من عدم اليقين بشأن السياسات في عهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها على التوقعات الاقتصادية العالمية، مع الرغبة في فرض رسوم وتعريفات عززت من قوة الدولار وأرهقت مشتري الأصول المسعرة بالعملة الأميركية على غرار النفط، مع ارتفاع تكاليف النقل والشراء والتأمين.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% على أساس أسبوعي وتلقت دعماً على خلفية توقعات بأن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تشدد العقوبات على إيران وفنزويلا، وهو ما قد يحد من إمداداتهما للسوق العالمية.
في مطلع الأسبوع أفاد مكتب السلامة وإنفاذ الاشتراطات البيئية في الولايات المتحدة بتوقف أكثر من ربع إنتاج النفط الخام ونحو 17% من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة في أعقاب الإعصار «رافائيل».