وتحوم أسعار النفط قرب أدنى مستوى في أسبوعين، بالتزامن مع توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مع غياب المحفزات في ظل ترقب الأسواق لقرار "أوبك+" بشأن خطة الإنتاج.
مخزونات النفط ارتفعت بمقدار 2.48 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 17 مايو الجاري مقابل انخفاض 3.1 مليون برميلمعهد البترول الأميركي
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يوليو إلى مستويات قرب الـ82 دولاراً للبرميل، بتراجع في حدود 0.9% بحلول الساعة 4:35 صباحاً بالتوقيت العالمي غرينتش.
وفي غضون ذلك، تراجعت العقود الآجلة تسليم يوليو لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط إلى مستويات قرب الـ79 دولاراً للبرميل، بتراجع في حدود 0.3%.
وعند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي لشهر يوليو 1%، لتصل إلى 82.88 دولار للبرميل.
بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، لشهر يوليو 0.67%، لتصل إلى 79.26 دولار للبرميل.
المخاوف من ضعف الطلب أدت إلى عمليات بيع في سوق النفط، إذ أصبح احتمال خفض سعر الفائدة الفيدرالي بعيداتوشيتاكا تازاوا
وقال معهد البترول الأميركي، إن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت بمقدار 2.48 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في السابع عشر من مايو الجاري، مقابل انخفاض 3.1 مليون برميل في الأسبوع قبل الماضي.
وذكر في تقريره الأسبوعي أن مخزونات البنزين صعدت بمقدار 2.09 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، بينما انخفض مخزون المقطرات -ويشمل الديزل وزيت التدفئة- بنحو 320 ألف برميل.
وتلقت أسعار النفط دعماً الأسبوع الماضي من تراجع مخزونات النفط الأميركية بمقدار 2.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 مايو، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 0.5 مليون برميل.
وتترقب الأسواق الآن صدور بيانات المخزون الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، والتي كانت قد انخفضت بأكثر من التوقعات في الأسبوع قبل الماضي، ما عزز من صعود الأسعار.
وقال المحلل لدى "فوغيتومي سيكيوريتيز" توشيتاكا تازاوا في مذكرة: "المخاوف من ضعف الطلب أدت إلى عمليات بيع في سوق النفط، إذ أصبح احتمال خفض سعر الفائدة الفيدرالي بعيدا".
وكتب توشيتاكا تازاوا في مذكرة: "مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعثوا رسالة للأسواق أنهم ينتظرون المزيد من العلامات على تباطؤ التضخم قبل النظر في خفض أسعار الفائدة".
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك: "إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يصبح البنك المركزي واثقًا من أن تباطؤ نمو الأسعار مستدام".
يسعر المستثمرون الوضع الراهن من جهة السياسات بأنه يتجه للهدوء، مع بقاء أي صراع إقليمي أوسع خارج الطاولة، وهو ما يضغط على الأسعاريب جون رونغ
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في "آي جي" (IG) يب جون رونغ: "على الرغم من ارتفاع الأسعار بسبب بعض عدم اليقين في إيران في وقت سابق من الأسبوع إلا أن أسعار النفط بددت كافة مكاسبها".
وأضاف رونغ لرويترز: "يسعر المستثمرون الوضع الراهن من حيث السياسات بأنه يتجه للهدوء، مع بقاء أي صراع إقليمي أوسع خارج الطاولة، وهو ما يضغط على الأسعار".
وتابع رونغ: "يركز المستثمرون على الإمدادات من أوبك+، إذ من المقرر أن يجتمع التحالف الأول من يونيو لتحديد سياسة الإنتاج، بما في ذلك ما إذا كانت التخفيضات الطوعية ستمدد لبعض الأعضاء، البالغة 2.2 مليون برميل يوميا".
وقال : "ما تزال أسعار النفط الخام في انتظار وجود حافز لدفع اختراق النطاق الحالي، مع استمرار التركيز على أيّ تطورات جيوسياسية، إلى جانب بيانات مخزونات النفط هذا الأسبوع".
لا تزال سوق النفط محصورة في نطاق محدود إلى حد كبير ودون أي محفز جديدوارن باترسون
غياب المحفزات
ويرى رئيس استراتيجية السلع في "آي إن جي" وارن باترسون أنه "لا تزال سوق النفط محصورة في نطاق محدود إلى حد كبير ودون أي محفز جديد".
وكتب في مذكرة للعملاء: "من المرجح أن نضطر إلى انتظار الوضوح بشأن سياسة إنتاج أوبك+ من أجل الخروج من هذا النطاق".
ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، في التحالف المعروف باسم أوبك+، في الأول من يونيو.