شهدت تحركات أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، تداولات متقلبة، إلا أنها جاءت محدودة للغاية، بعدما أنهت تعاملات أمس على شبه استقرار، في إشارة إلى ترقب الأسواق لنتائج اجتماع «أوبك+»، إضافة إلى مراقبة مدى تماسك اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وهو ما انسحب على توقعات سعر النفط اليوم وغداً.
في غضون ذلك تراقب الأسواق غداً بيانات مخزونات النفط الأميركية الصادرة عن معهد البترول، ثم تلك التي تصدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وذلك قبل يوم واحد من اجتماع «أوبك+» المقرر بعد غد الموافق 5 ديسمبر.
تحولت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير 2025 نحو المنطقة الخضراء، ليرتفع العقد 0.3% أو ما يعادل 0.25 دولار، وصولاً إلى مستويات 72.03 دولار للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير 0.2% أو ما يعادل 0.15 دولار للبرميل وصولاً إلى مستويات 68.25 دولار للبرميل.
عند نهاية تعاملات أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت سنتاً واحداً لتبلغ عند التسوية 71.83 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات أو 0.15% إلى 68.10 دولار.
لا يزال المستثمرون في وضع انتظار ومراقبة قبل اجتماع «أوبك+»، وعلى الرغم من تخفيضات الإمدادات التي أجرتها المجموعة، ظل خام برنت في نطاق 70 إلى 80 دولاراً للبرميل العام الجاري، بعد أن سجل أدنى مستوى له في عام 2024 عند أقل من 69 دولاراً في شهر سبتمبر.
يبلغ حجم تخفيضات أعضاء «أوبك+» 5.86 مليون برميل يومياً، أو نحو 5.7% من الطلب العالمي، في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ عام 2022 لدعم السوق.
وكان من المقرر أن تأتي زيادة الإنتاج 180 ألف برميل يومياً، في شهر يناير من الأعضاء الثمانية المشاركين في أحدث تخفيضات «أوبك+» البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، وتأجلت الزيادة من شهر أكتوبر بسبب انخفاض الأسعار.
بددت المخاوف من عدم خفض أسعار الفائدة الأميركية في شهر ديسمبر الآمال في تحسن الطلب على النفط إثر ارتفاع نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
في غضون ذلك أظهر مسح ارتفاع نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين خلال شهر نوفمبر بأسرع وتيرة في خمسة أشهر؛ ما عزز تفاؤل الشركات الصينية في الوقت الذي كثف فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تهديداته التجارية.
في الوقت ذاته لا تزال الأسواق تراقب هدنة جنوب لبنان، التي من شأنها تهدئة المخاوف بشأن انتظام تدفق الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، وعدم اتساع دائرة الصراع.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان: «إن وقف إطلاق النار في جنوب لبنان صامد، على الرغم من بعض الحوادث».
وفي بؤرة جديدة للصراع في الشرق الأوسط، يراقب المتعاملون تطورات الوضع في سوريا، ويقيّمون ما إذا كانت ستؤدي إلى توسيع نطاق التوتر في الشرق الأوسط، أو تؤثر سلباً على المعروض.
خلال الأسبوع الماضي، انخفض الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس بأكثر من 3%، مع انحسار المخاوف من تضرر الإمدادات جراء الصراع بين إسرائيل ولبنان واحتمالات زيادة المعروض خلال العام المقبل، على الرغم من توقعات بتمديد «أوبك+» لتخفيضات الإنتاج.