من المرجح استمرار تخفيضات «أوبك» حتى نهاية مارس
تحوم أسعار النفط خلال التعاملات اليوم الخميس، بالقرب من المستويات المنخفضة التي أغلقت عنها نهاية تعاملات أمس، وسط ترقب الأسواق لقرار تحالف «أوبك+» بشأن سياسة الإنتاج، وذلك بعد فشل تشديد عقوبات أسطول الظل الإيراني في الحد من تراجع الأسعار، وهو ما انسحب على توقعات سعر النفط اليوم.
نزلت أسعار العقود الآجلة للنفط بنحو 2% مع ترقب المتعاملين لإعلان تحالف «أوبك+» لقراره بشأن الإمدادات، في حين لم يقدم انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي الدعم للأسعار، وكذلك العقوبات الأميركية التي من شأنها الحد من تدفقات النفط الإيراني إلى الأسواق.
تتداول العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير 2025، عند مستويات 72.32 دولار للبرميل دون تغير عن مستويات أمس، بعدما نزلت بصورة طفيفة إلى 72.2 دولار، بحلول الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في حين تحوم العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم يناير، خلال تعاملات اليوم، عند مستويات 68.84 دولار للبرميل بعدما نزلت إلى مستويات 68.45 دولار للبرميل.
عند نهاية تعاملات أمس، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.31 دولار أو 1.78% إلى 72.31 دولار للبرميل عند التسوية، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميريكي 1.40 دولار أو 2% وصولاً إلى 68.54 دولار.
تجاهلت الأسواق النقص المحتمل في إمدادات النفط، بعد أن كثفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عقوباتها على إيران لتطال 35 كياناً وسفينة، وقالت الخزانة الأميركية: «تلك السفن نقلت نفطاً إيرانياً بشكل غير مشروع إلى أسواق أجنبية، وهو ما لقبته الخزانة بأسطول الظل».
وقال برادلي سميث، وكيل وزارة الخزانة: «إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بتعطيل أسطول الظل من السفن والمشغلين الذين يسهلون هذه الأنشطة غير المشروعة، باستخدام مجموعة كاملة من أدواتنا وصلاحياتنا».
وأظهرت بيانات الشحن على منصة ورك سبيس التابعة لمجموعة بورصات لندن أن ثماني سفن من تلك المستهدفة بالعقوبات وعددها 21، محملة بالنفط، في حين تتجه سفينة أخرى إلى ميناء روسي ليتم تحميلها بشحنة.
تراهن الأسواق الآن على تلقي النفط بعض الدعم من توقعات أن يمدد تحالف «أوبك+» في وقت لاحق اليوم تخفيضات الإنتاج حتى مارس 2025، نهاية الربع الأول من العام المقبل.
ولم تقدم بيانات المخزون الدعم اللازم للأسعار؛ إذ إن الانخفاض الأكثر من المتوقع في مخزونات الخام تزامن مع ارتفاع مخزونات البنزين ونواتج التقطير بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع.
في الوقت ذاته تخلت الأسعار عن مكاسبها القوية يوم الثلاثاء، والتي جاءت على خلفية وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، وإعلان كوريا الجنوبية فرض الأحكام العرفية، وتصاعد التوترات في سوريا.
رغماً عن تخفيضات الإمدادات التي يطبقها التحالف، انخفض خام برنت، وظل سعر البرميل إلى حد كبير في نطاق بين 70 و80 دولاراً هذا العام، بعد أن سجل أدنى مستوى له في عام 2024 عند أقل من 69 دولاراً في شهر سبتمبر.
تخفض الدول الأعضاء في «أوبك+» إنتاجها بمقدار 5.86 مليون برميل يومياً، أو حوالي 5.7% من الطلب العالمي، في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ عام 2022 لدعم السوق.
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع 20 ألف برميل يومياً إلى مستوى غير مسبوق بلغ 13.513 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر.
وكان إنتاج النفط قد وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسبوع المنتهي في الأول من نوفمبر عند 13.50 مليون برميل يومياً؛ ما يؤدي إلى زيادة المعروض في السوق تزامناً وتباطؤ الطلب الصيني (ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم).