دخلت أسعار النفط في موجات كبيرة من الارتفاع مع توارد أنباء عن رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني في الأسبوع الماضي، ومع تدفق مزيد من البيانات بشأن حجم ونتائج الهجوم تحركت أسعار النفط بمزيد من الحساسية لتتجاوز الـ 90 دولارا للبرميل قبل أن تقلص مكاسبها مع خروج تقارير وبيانات إيرانية رسمية أفادت بمحدودية الهجوم الإسرائيلي حتى الآن.
وأنهت أسعار النفط تعاملات أمس على تباين وسط تحركات متقلبة ومحدودة، وذلك مع استمرار قلق السوق بشأن الطلب على النفط ومؤشرات على إمكانية تجنب صراع أوسع نطاقًا بالشرق الأوسط، وذلك بعدما فقدت جميع مكاسبها التي جنتها عقب الهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة على إسرائيل في الأسبوع الماضي.
علقت إيران الرحلات الجوية فوق عدة مدن بما في ذلك مدينة أصفهان بوسط البلاد وشيراز وطهرانوكالة الأنباء الإيرانية
هجمات إسرائيل
ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية، علقت إيران الرحلات الجوية فوق عدة مدن بما في ذلك مدينة أصفهان بوسط البلاد والتي ذكرت تقارير في وقت سابق أن دوي انفجارات سُمع بالقرب من مطارها.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصادر رسمية أنه تم تعليق الرحلات الجوية فوق مدن أصفهان وشيراز وطهران.
وفي غضون ذلك، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن مصادر بالجيش أن المحطات النووية الإيرانية لم تصب بأي أضرار وسط أنباء عن هجوم محدود.
اقرأ أيضاً- "بيج بوك" والرهن العقاري يثيران قلق "باول" ورفاقه
طائرة مسيرة
وفي الوقت ذاته، قالت مصادر لوكالة فارس الإيرانية للأنباء اليوم الجمعة إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في مدينة أصفهان للتعامل مع جسم يشتبه في أنه طائرة مسيرة.
وأضافت الوكالة شبه الرسمية أن ثلاثة انفجارات سمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في شمال غرب المدينة.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني برس تي في إن الوضع في أصفهان بإيران طبيعي ولم يحدث أي انفجار على الأرض.
وقالت وكالة مهر للأنباء: "إن الدفاع الجوي دمر 3 طائرات مسيرة صغيرة في سماء محافظة أصفهان"، في حين تم تفعيل المضادات الدفاعية الجوية في أجواء عدد من محافظات البلاد وفق وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
الدفاع الجوي دمر 3 طائرات مسيرة صغيرة في سماء محافظة أصفهانوكالة مهر الإيرانية
النفط الآن
ارتفعت أسعار النفط في اللحظات الأولى من توارد أنباء عن هجوم إسرائيلي لتقفز بما يقرب من 4% قبل صدرو تعليقات إيرانية أفادت ان الهجمات جاءت محدودة حتى الآن.
بينما يرتفع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بحلول الساعة 7:30 بتوقيت دبي بحوالي 2.4% أو ما يعادل دولارين وصولًا إلى مستويات 84.7 للبرميل بعدما قفز إلى مستويات 86.28 دولار للبرميل.
فيما نزل خام برنت القياسي دون مستويات الـ90 دولاراً للبرميل، مكتفيًا بالارتفاع 2.5% أو ما يعادل 2.1 دولاراً للبرميل عند مستويات 89.3 دولار، بعدما وصل إلى مستويات 90.75 دولار للبرميل.
اقرأ أيضًا- النفط يلتقط أنفاسه بعد أنباء عن عقوبات على فنزويلا وإيران
النفط أمس
وعند نهاية تعاملات أمس الخميس انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو 2024، بنسبة 0.2%، نزولا إلى مستويات 87.11 دولارا للبرميل.
بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو بنسبة 0.04%، وصولا إلى مستويات 82.73 دولار للبرميل.
تحركات الأسعار قبل الهجوم تشير إلى أن الجولة الأخيرة من علاوة المخاطر الناجمة عن التوترات الإسرائيلية الإيرانية المتزايدة قد تآكلتفاندانا هاري
ما يقود السوق؟
وقالت مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط فاندانا هاري: "عاد سعر خام برنت الآن إلى مستويات ما قبل هجوم الأول من أبريل على القنصلية الإيرانية".
وقبل أنباء الهجوم علقت فاندانا هاري على تحركات الأسعار بأن هناك ما يشير إلى أن الجولة الأخيرة من علاوة المخاطر الناجمة عن التوترات الإسرائيلية الإيرانية المتزايدة قد تآكلت.
اقرأ أيضاً- الفيدرالي فقد السيطرة.. هل ضل الطريق؟
وتعد إيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، ومن شأن تخفيف صراعها مع إسرائيل أن يقلل من احتمالات انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط.
وحتى الآن لا يزال المستثمرون يقيمون احتمال انتقام إسرائيل من الهجوم الصاروخي والطائرات دون طيار الذي شنته إيران، بعد هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في سوريا.
ردّ إسرائيل سيحدّد ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمرANZ Research
نفط إيران
وفي المقابل، لفت محللو إيه.إن.زد إلى أن العقوبات على إيران ستكون أكثر تأثيرًا على إمدادات الطاقة من تلك المفروضة على فنزويلا خاصة في ظل محاولات القوى الغربية الضغط على إسرائيل لإثنائها عن الرد على الهجوم الإيراني الأخير.
وتنتج إيران أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام بصفتها منتجا رئيسيا داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research): "ردّ إسرائيل سيحدّد ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمر، إذ لا يزال من الممكن احتواء الصراع بين إسرائيل وإيران، مع احتمال مشاركة الولايات المتحدة".
