ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، لليوم الثاني على التوالي، بدعم من حالة التفاؤل التي سيطرت على المتداولين إزاء الطلب على الوقود في الولايات المتحدة في أعقاب انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام والبنزين، وهو ما انسحب على توقعات سعر النفط الخام اليوم.
في الوقت ذاته تلقت الأسعار دعماً من تقارير تفيد بأن تحالف «أوبك+» قد يرجئ زيادة مخطط لها لمستويات الإنتاج، لتحصل الأسواق على قسط من الراحة بعد خسائر بلغت 7% في أولى جلستي الأسبوع، وهو ما نزل بالأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع الشهر الجاري.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر يناير بحوالي 0.5 دولار أو ما يعادل 0.7% وصولاً إلى مستوى 72.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 3:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في الوقت ذاته صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم ديسمبر إلى مستويات 69.1 دولار للبرميل بزيادة 0.45 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.6%.
عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة للخامين القياسيين بأكثر من 2% بعد أن هبطت بأكثر من 7% في وقت سابق من الأسبوع على خلفية تراجع خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة هبطت على نحو غير متوقع في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر إلى أدنى مستوى في عامين بفعل نمو الطلب، كما شهدت مخزونات الخام انخفاضاً مفاجئاً وسط تراجع الواردات.
وانخفض مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة بنحو 0.5 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر ، ليصل الإجمالي إلى 425.5 مليون برميل، بحسب التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كذلك انخفضت مخزونات البنزين بنحو 2.7 مليون برميل إلى مستوى 210.9 مليون برميل، وكذلك تراجعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار مليون برميل، لتصل إلى 112.9 مليون برميل.
في الوقت ذاته عزز من آمال السوق في عدم زيادة المعروض، تقارير أفادت أن تحالف «أوبك+»، قد يرجئ زيادة مخطط لها لإنتاج النفط في ديسمبر لشهر أو أكثر بسبب المخاوف المتعلقة بضعف الطلب على النفط وارتفاع الإمدادات.
بحسب قرار «أوبك+» السابق، تنفذ 8 دول من تحالف «أوبك+» بقيادة السعودية، تخفيضات طوعية تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، منذ يناير 2024 وحتى نوفمبر 2024، على أن تعود الكميات تدريجياً بدءاً من ديسمبر 2024، مع إمكان استمرار ذلك القرار أو عكسه وفق تطورات السوق.
وكان من المقرر أن يرفع التحالف إنتاجه 180 ألف برميل يومياً في ديسمبر بعدما أرجأ عودة الزيادة في أكتوبر بسبب انخفاض الأسعار.
فيما من المتوقع استمرار سياسة خفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يومياً منذ نوفمبر حتى نهاية 2025 إلى جانب تخفيضات طوعية بنحو 1.6 مليون برميل يومياً معلنة من 9 دول منذ مايو 2023.
في المقابل من الأنباء الداعمة لصعود الأسعار، يأتي تقييم المستثمرين للتوترات الجيوسياسة في الشرق الأوسط، ليحمل بعض الرياح المعاكسة وسط توقعات باحتمال التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
في غضون ذلك عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أمس عن أمله في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل خلال أيام، فيما نشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) ما قالت إنه مسودة اتفاق ينص على هدنة أولية مدتها 60 يوماً.
وسجل الخامان القياسيان خلال جلسة الاثنين الماضي تراجعاً بـ6.1% و6.2%، بعد أن تجاوزت الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على إيران مطلع الأسبوع المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، ولم تعطل إمدادات الطاقة؛ ما خفف التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.