logo
اقتصاد

الحرب التجارية تقضي على آمال تعافي قطاع النقل البري الأميركي

الحرب التجارية تقضي على آمال تعافي قطاع النقل البري الأميركي
اختناق مروري عند مداخل العاصمة الأميركية واشنطن - 24 نوفمبر 2021المصدر: رويترز
تاريخ النشر:24 أبريل 2025, 01:36 م

يواجه قطاع النقل البري الأميركي ضغوطاً متزايدة، رغم تسجيله أحجام نقل قياسية في أبريل، مدفوعة بموجة من تخزين السلع تحسباً للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكن خبراء الصناعة يرون أن هذه الزيادة ليست سوى فقاعة مؤقتة، إذ بدأت هذه الرسوم تؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي، وتُهدد بإجهاض التعافي المنتظر في القطاع.

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة: طلبيات السلع المعمّرة ترتفع 9.2% في مارس

الولايات المتحدة: طلبيات السلع المعمّرة ترتفع 9.2% في مارس

 

وكان قطاع النقل البري الذي تبلغ قيمته نحو 906 مليارات دولار قد بدأ يتعافى تدريجياً من ركود دام قرابة ثلاث سنوات قبل تولي ترامب منصبه في يناير الماضي. غير أن الإجراءات الحمائية التي اتخذها الرئيس الأميركي سرعان ما قلبت المعادلة.

وقال دين كروك، كبير المحللين لدى شركة «دي إيه تي فرايت» التابعة لمجموعة «روبر تكنولوجيز» لوكالة رويترز، إن شركات النقل تنقل حالياً كميات تفوق تلك التي تم تسجيلها خلال ذروة جائحة 2021، نتيجة السعي لتجنّب الرسوم الجمركية. لكنه أضاف أن هذا الزخم يُخفي في طياته تباطؤاً في الطلب، خصوصاً في قطاعات حيوية مثل الصناعة المحلية التي تمثل أكثر من 60% من كميات النقل، إضافة إلى تراجع ملحوظ في الواردات البحرية.

وأكد كروك: «الوضع يتدهور بسرعة في ظل هذه الحرب التجارية الوشيكة. لا مؤشرات إيجابية على انتعاش الطلب في سوق النقل البري»، وبحسب كروك، بلغ سعر النقل بالشاحنات الكبيرة (dry van) هذا الأسبوع 1.60 دولار للميل (دون الوقود)، بزيادة طفيفة عن 1.54 دولار قبل عام. وتُتوقع بقاء هذه الأسعار على حالها تقريباً خلال 2025، دون زيادات تُذكر.

أما آدم ميلر، المدير التنفيذي لشركة «نايت سويفت»، فأشار خلال مكالمة الأرباح إلى أن «التقلبات في السياسة التجارية دفعت العملاء إلى توخي الحذر»، ما أثر سلباً على زخم السوق، موضحاً أن المكاسب في بعض العقود الجديدة قد لا تستمر إذا بقيت أسعار السوق والطلب عند مستويات منخفضة.

ركود يلوح في الأفق رغم ذروة النشاط

تُعد صناعة النقل البري مؤشراً مبكراً على التحولات الاقتصادية، كونها تمس تقريباً جميع قطاعات الاقتصاد الأميركي. ورغم توقعات «الرابطة الأميركية للنقل بالشاحنات» (ATA) بنمو طفيف نسبته 1.6% في 2025، إلا أن مؤشرات التراجع بدأت تظهر.

فقد عاد قطاع التصنيع الأميركي إلى الانكماش في مارس بعد نمو استمر شهرين فقط، كما أظهرت بيانات الإسكان تباطؤاً في إصدار تصاريح البناء وبدء مشاريع المنازل.

وفي سياق متصل، علّقت الشركات الأميركية استيراد السلع من الصين بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 145% من قبل ترامب، وهو ما قابلته بكين برد مماثل بنسبة 125% على صادرات أميركية رئيسة مثل اللحوم. وكانت الصين قد مثّلت نحو ثلث واردات أميركا البحرية في مارس، ما رفع تلك الواردات إلى مستويات شبه قياسية مطلع العام، قبل أن تبدأ في التراجع.

قطاع النقل يتكبد خسائر حادة في الأسواق

لم تسلم أسهم شركات النقل من تأثير التوترات التجارية، إذ خسر مؤشر «داو جونز للنقل» 15.4% منذ بداية العام، مقابل انخفاض نسبته 8.9% في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

وقالت شيلي سيمبسون، المديرة التنفيذية لشركة «جي بي هانت» المتعاملة مع عملاق التجزئة «وولمارت»، إن شركات النقل تعمل بهوامش ربح ضعيفة جداً، وأحياناً معدومة، مشيرة إلى أن المنافسة الحادة تمنع تمرير ارتفاع التكاليف إلى العملاء.

وختمت بالقول: «لم أشهد قط ركوداً في قطاع الشحن استمر لثلاث سنوات».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC