ورغم ارتفاع المخزونات الأميركية وترقب حركة الفيدرالي جنبًا إلى جنب وعلامات الركود في أرووبا والصين، بدى أن تفاعل الأسعار بات هشًا مع تلك الأنباء، حيث باتت الأسواق تراقب عن كثب إعلان إسرائيل عن هجوم بري وما قد يتسبب فيه هذ التطور من اتساع دائرة الصراع وجذب أطراف أخرى على غرار إيران.
الهجوم بدى محدودًا تزامنًا وتهديدات كلامية فقط من إيران وهو ما فسرته الأسواق على عدم اتساع الصراع.سي إم سي ماركتس
وما يزيد حالة الضبابية عدم اليقين التي تسيطر على تحركات أسعار النفط يأتي ترقب الأسواق لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
ويعد النفط من السلع ذات الحساسية لاتجاه الدولار حيث يعد الدولار القوي رياحًا سلبية للنفط المسعر بالعملة الأميركية، حيث ترتفع تكلفة شراء ونقل وتأمين النفط على المستوردين وهو ما يقود إلى خفض الطلب.
وتستحوذ منطقة الشرق الأوسط على ما يقرب من ثلث صادرات النفط في العالم، وفي الوقت ذاته يأتي مضيق هرمز الذي يعد بوابة رئيسية لما يقرب من خمس صادارات النفط بخلاف ممر قناة السويس.
يرى محلل السلع لدى يوبي إس جيوفاني ستانوفو، أن ارتفاع أسعار النفط بحوالي 20 % منذ يونيو الماضي مع نقص الإمدادات وبدء تخفيضات أوبك.
ولفت محلل يوبي أس أن خفض أوبك والتخفيضات الطوعية من روسيا والسعودية مع نمو نسبي للطلب من الهند والصين عزز من صعود الأسعار.
وفي غضون ذلك، جاء الوترات الجيوسياسية لتغذي ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ يتداول في قرب مستويات الـ 100 دولار.
بيد أن الأنباء عن احتمال احتواء الصراع مع اتجاه واشنطن لتخفيف العقوبات عن فنزويلا وتوقعات رفع أسعار الفائدة وعلامات الضعف في أوروبا عززت من انكماش الأسعار من جديد، وفقًا لستانوفو.
اتساع الصراع في جميع أنحاء المنطقة، ليجذب دولًا أخرى منتجة للنفط سيؤدي إلى ارتفاع كبير للأسعار.يو بي إس
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، ترتفع أسعار النفط هامشيًا، وفي غضون ذلك، ارتفع الخام الأميركي الخفيف بحوالي 0.15% إلى 81 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بحوالي 0.25% إلى مستويات 85.22 دولار بمكاسب لم تتجاوز الـ 20 سنتا.
وبنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بما يقرب من 0.5% نزولًا إلى مستويات قرب الـ 87.41 دولار للبرميل.
بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف نايمكس بنسبة 1.6%، نزولًا إلى مستويات قرب الـ 80 دولارًا للبرميل.
ويرى المحلل لدى سي إم سي ماركتس، ليون لي أنه وعلى الرغم من تنفيذ هجوم بري من جانب إسرائيل إلا أن الهجوم بدى محدودًا تزامنًا وتهديدات كلامية فقط من إيران وهو ما فسرته الأسواق على عدم اتساع الصراع.
بيد أنه ووفقًا لليون لي، إذا تطور الأمر إلى غزو واسع النطاق، وأصبحت إيران طرفًا في الصراع فمن المرجح أن تشتعل الأسواق خوفًا من إضطراب انتظام الإمدادات من الشرق الاوسط.
ورجح محلل السلع لدى يوبي إس جيوفاني ستانوفو أن الأسعار ستظل أكثر حساسية لأساسيات السوق، وسيجري تداولها في نطاق يتراوح بين 90 و100 دولارا على مدى الشهور الـ12 المقبلة.
ووفقًا لمحلل السلع لدى يوبي إس، فقد يؤدي اتساع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة، الذي يجذب دولًا أخرى منتجة للنفط إلى ارتفاع الأسعار بصورة أكبر، اعتمادًا على حجم الاضطراب.
إذا تطور الأمر إلى غزو واسع النطاق، وأصبحت إيران طرفًا في الصراع فمن المرجح أن تشتعل الأسواق.ليون لي
وفي الوقت ذاته، يرى محللو آي إن جي أنه في حال اشتعل الصراع لا يزال توقف تدفقات النفط الإيراني هو الخطر الأكثر وضوحًا على السوق.
ورجح خبراء آي إن جي أن النقص في الإمدادات قد يتراوح بين 500 ألف برميل يوميًا ومليون برميل يوميًا إذا فرضت الولايات المتحدة العقوبات صارمة مرة أخرى.
ولفت خبراء آي إن جي إلى أنه حتى الآن لم تتأثر تدفقات النفط الإيراني من التطورات في الشرق الأوسط أو العقوبات الأميركية المفروضة.
وقبل صدرو البيانات الرسمية عن غدراة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الأربعاء، بشأن مخزونات النفط، جاءت البيانات الأولية من معهد البترول لتكشف عن ارتفاع المخزونات.
وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت 1.35 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري.
وارتفعت المخزونات بأقل من التوقعات التي رجحت ارتفاعًا في حدود 1.6 مليون برميل ومقابل تراجع فعلي في الأسبوع قبل الماضي بواقع 2.66 مليون برنيل.
وفي غضون ذلك، انخفضت مخزونات البنزين 357 ألف برميل في الأسبوع الماضي، فيما تراجع مخزون المقطرات ويشمل الديزل وزيت التدفئة 2.3 مليون برميل.
في حال اشتعل الصراع لا يزال توقف تدفقات النفط الإيراني هو الخطر الأكثر وضوحًا على السوق.آي إن جي
وفي تقرير حديث للبنك الدولي، حذر من أن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية في حال اتسعت دائرة الصراع في غزة بيت إسرائيل وحماس.
ولفت البنك الدولي إلى احتمال تكرار سيناريو حرب 73، في حال توسع الصراع خارج حدود قطاع غزة لتتكرر المقاطعة النفطية العربية في عام 1973، متوقعات ارتفاع أسعار النفط إلى 157 دولارًا للبرميل.
ورجح خبراء البنك الدولية في التقديرات الأساسية أن يبلغ متوسط أسعار النفط 90 دولارًا للبرميل في الربع الحالي، قبل أن تنخفض إلى متوسط 81 دولارًا للبرميل في عام 2024، مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.