ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، مدعوماً بآمال التوصل إلى اتفاق حول الإنفاق الدفاعي في ألمانيا بحلول نهاية الأسبوع، في حين تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر، مع تصاعد المخاوف من الركود في الولايات المتحدة.
وقالت فرانزيسكا برانتنر، الرئيسة المشاركة لحزب «الخضر» في ألمانيا، في مقابلة مع «بلومبرغ نيوز»، إن حزبها مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الاقتراض الحكومي لتعزيز الإنفاق الدفاعي وتحفيز النمو الاقتصادي وسجّل اليورو مستوى 1.09205 دولار في بداية التعاملات الأوروبية، وهو الأعلى منذ نوفمبر، مرتفعاً بنسبة 0.7%.
وقال نيك ريس، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في «مونيكس أوروبا»: «الأسواق رحّبت بهذه الأنباء التي تعطي دفعة إيجابية بعد عناوين الأخبار السلبية يوم أمس».
وكانت مكاسب العملة الأوروبية يوم الاثنين محدودة؛ بسبب رفض حزب «الخضر» دعم إصلاحات جذرية لقواعد الدين العام، إلى جانب رفضهم إنشاء صندوق خاص للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو، وهو ما أثار قلق الأسواق، وأدى إلى عمليات بيع مكثفة للسندات الحكومية الألمانية.
في المقابل، واصل الدولار الأميركي تراجعه متأثراً بالهبوط الحاد في «ناسداك»، الذي فقد 4% خلال جلسة الاثنين، بينما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 2.7%.
وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث لدى شركة الوساطة «بيبرستون» في ملبورن: «تاريخياً، يتفوق الدولار في الأداء عندما ترتفع التقلبات بشكل كبير، لكن عندما يكون الاقتصاد الأميركي وأسواق الأسهم في دائرة الاهتمام، فإن جاذبية الدولار تتراجع».
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر، متجهاً نحو تسجيل سابع يوم من الخسائر على التوالي.
وأضاف ريس: «نعتقد أن البيانات الفعلية لا تزال تشير إلى تباطؤ الاقتصاد، ولكن بوتيرة غير حادة. المخاوف من الركود تبدو مبالغاً فيها». وأشار إلى أن الأسواق «بالغت في رد فعلها... الدولار لا ينبغي أن يكون بهذا الضعف».
ومع انخفاض عوائد السندات الأميركية وارتفاع العوائد العالمية، تقلّص الفارق بين عائدات السندات الأميركية والألمانية لأجل 10 سنوات بنحو 40 نقطة أساس خلال أسبوع، بينما انخفض الفارق بين العوائد الأميركية واليابانية بنحو 20 نقطة أساس.
جاءت التقلبات في الأسواق بعد مقابلة للرئيس دونالد ترامب مع قناة «فوكس نيوز»، حيث تحدث عن «مرحلة انتقالية»، ما فاجأ المستثمرين الذين توقعوا تراجعاً عن سياسته الاقتصادية السابقة.
وسجل الين الياباني أعلى مستوى له في خمسة أشهر عند 146.55 ين لكل دولار، قبل أن يتراجع إلى 147.45 ين لكل دولار. أما الجنيه الإسترليني، فقد ارتفع بنسبة 0.4% إلى 1.2928 دولار، بينما شهدت العملات الإسكندنافية تحركات ملحوظة.
وتجاوزت الكرونة السويدية حاجز 10 كرونات مقابل الدولار للمرة الأولى منذ ديسمبر 2023، بعد أن صرّح محافظ البنك المركزي السويدي، إريك ثيدين، بأن بيانات التضخم الأخيرة في السويد جاءت أعلى من التوقعات، داعياً إلى الحذر.
وتراجع الدولار بنسبة 0.9% إلى 10.04 كرون، بينما انخفض اليورو بنسبة 0.3% إلى 10.933 كرون. وفي النرويج، ارتفعت الكرونة إلى 11.6270 مقابل اليورو و10.590 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى لها في خمسة أشهر.