شهد سعر الدولار في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، حالة من التقلب، فيما لا تزال العملة الأميركية تحوم قرب أعلى مستوياتها منذ مطلع أغسطس الماضي وسط مؤشرات قوية على تراجع مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» عن تخفيضات أسعار الفائدة الكبيرة.
وتشير أحدث البيانات في الولايات المتحدة إلى قوة سوق العمل بالتزامن مع تضخم أعلى قليلاً من المتوقع في سبتمبر، ما دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على تكرار مجلس الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية بشكل حاد مرة أخرى في فبراير على غرار اجتماع سبتمبر.
نزل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، إلى 103.22 ليظل قريباً من المستوى المرتفع الذي سجله يوم الاثنين عند 103.6، وهو مستوى لم يشهده منذ الثاني من أغسطس.
انخفض اليورو 0.05% إلى 1.0888 دولار بحلول الساعة 5:15 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، ليحوم قرب أدنى مستوى منذ 8 أغسطس الماضي، ومن المقرر أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي قرار السياسة النقدية غداً الخميس، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.
في المقابل، ارتفعت العملة اليابانية بصورة طفيفة لتسجل 149.32 ين للدولار، وتظل قرب أدنى مستوى منذ مطلع أغسطس حينما نزلت أول أمس إلى 149.98 ين.
وتراجع الجنيه الاسترليني 0.06% وصولاً إلى مستوى 1.3072 جنيه للدولار، حيث أظهرت أحدث البيانات أمس، قوة سوق العمل في المملكة المتحدة؛ ما يمنح بنك انجلترا فرصة للتأني قبل الفائدة.
كما هبط الدولار النيوزيلندي 0.2% إلى 0.6031 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 19 أغسطس، بفعل تباطؤ التضخم؛ ما أبقى الباب مفتوحاً أمام تيسير نقدي كبير من جانب البنك المركزي في البلاد.
وانخفض الدولار الأسترالي 0.18% إلى 0.6669 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 12 سبتمبر.
تزامن ارتفاع مؤشر الدولار مع زيادة العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بواقع 3 نقاط وصولاً إلى مستوى 4.041%.
يأتي تماسك الدولار بينما يترقب المستثمرون بيانات مبيعات التجزئة والناتج الصناعي وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، غداً، بحثاً عن دلائل وإشارات حول تخفيضات الفائدة.
تعززت قوة الدولار أكثر بعد تصريحات متحفظة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن ولاية سان فرانسيسكو، ماري دالي، أمس، حيث قالت: «لا يزال أمام الفيدرالي المزيد لفعله بشأن التضخم، رغم التقدم في كبحه حتى الآن مع حفاظه على سوق عمل جيدة نسبياً».
وأضافت: «إذا تحققت توقعاتنا بشأن البيانات الاقتصادية، فإنني أتوقع خفض أسعار الفائدة مرة أو مرتين هذا العام، بينما لفتت إلى أن الحديث عن خفض أسعار الفائدة التدريجي يعني وتيرة أبطأ مما تراه الأسواق».
كما لفتت دالي إلى أن عدم وجود خلافات في بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يعني أن صانعي السياسة النقدية متفقون بشكلٍ تام.
وأوضحت أن السياسة النقدية لا تزال مقيدة، لأن الفيدرالي يعمل على خفض التضخم، بينما توقعت أن معدل الفائدة المحايد قد يكون عند 3%.