اليورو يتراجع تحت ضغط توقعات خفض الفائدة الأوروبية

تراجع اليورو اليوم الخميس قبيل اجتماع «البنك المركزي الأوروبي»، الذي من المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة، ويشير إلى مزيد من التخفيضات، وفقاً للمحللين، في حين اختار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي الإبقاء على سياسته النقدية دون تغيير يوم الأربعاء.

ومن المتوقع أن ينخفض سعر الفائدة على الودائع، وهو المعدل المرجعي، بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى 2.75%، وفقاً لمعظم الاقتصاديين، ما سيجعلها خامس عملية خفض منذ يونيو والرابع على التوالي.

وفي ظل تسجيل اقتصاد منطقة اليورو نمواً صفرياً خلال الربع الأخير من عام 2024، واقتراب التضخم من هدف «البنك المركزي الأوروبي»، قد يترك الأخير الباب مفتوحاً لمزيد من التخفيضات في اجتماعه المقبل في مارس، بحسب لي هارديمان من (MUFG).

وأشار المحلل إلى أن هذا النهج سيؤدي إلى تعميق الفجوة بين السياسة النقدية لـ«البنك المركزي الأوروبي» ونظيرتها لدى «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، الذي أبقى الأربعاء بعد اجتماع استمر يومين، على معدلات الفائدة دون تغيير ضمن نطاق 4.25% - 4.50%.

وبحلول الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت غرينتش، تراجع اليورو بنسبة 0.11% مقابل الدولار ليصل إلى 1.0409 دولار، كما فقد 0.04% من قيمته أمام الجنيه الإسترليني ليصل إلى 83.65 بنس لليورو الواحد.

ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، رغم أنهما تتمتعان بحماية؛ نظراً لاتفاقية التجارة الحرة بين الدول الثلاث، وذلك اعتباراً من السبت 1 فبراير.

وعند سؤاله عما إذا كان «الاحتياطي الفيدرالي» يأخذ بعين الاعتبار التأثير التضخمي المحتمل لمثل هذه السياسات، بما في ذلك فرض رسوم جمركية جديدة، وخفض الضرائب، وترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، وتخفيف القيود التنظيمية، قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إنه يفضل الانتظار لمعرفة السياسات الفعلية التي ستُطبق قبل تقييم تأثيرها المحتمل.

وأثار قرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير غضب ترامب، الذي كان قد طالب الأسبوع الماضي بخفضها على الفور.

«المركزي الأوروبي» في مرمى السياسة الأميركية

رغم أن «الاتحاد الأوروبي» ليس مستهدفاً مباشرة من قبل ترامب، إلا أن «البنك المركزي الأوروبي» يظل رهينة للسياسات الاقتصادية الأميركية، وفقاً لكاثلين بروكس من (XTB).

وأوضحت المحللة أن فرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية قد يضر بنمو منطقة اليورو، ما قد يجبر «البنك المركزي الأوروبي» على خفض الفائدة لدعم الاقتصاد. وفي سياق متصل، خفض «بنك كندا» سعر الفائدة الرئيس مجدداً يوم الأربعاء، كما خفض توقعاته للنمو محذراً من أن أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة قد تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الكندي.

وفي ظل هذه التقلبات، عزز الذهب مكانته كملاذ آمن، مرتفعاً بنسبة 0.71% ليصل إلى 2,779.00 دولار للأوقية، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، المسجل في نهاية أكتوبر الماضي.