سارع المضاربون إلى حماية أنفسهم من التقلبات السعرية الحادة التي قد تحدث قبيل وعند إعلان نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2024، مما دفع تقلبات الخيارات المتعلقة باليورو والبيزو المكسيكي إلى أعلى مستوياتها منذ التصويت في عام 2016.
ويُعتبر اليورو والبيزو من العملات الأكثر حساسية لنتائج الانتخابات، التي تشهد تنافساً حاداً منذ أسابيع بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب. ولا تزال هاريس وترامب متساويين تقريباً في استطلاعات الرأي، وقد لا يُعرف الفائز قبل عدة أيام من إغلاق صناديق الاقتراع.
ويرى المحللون أن سياسات ترامب في مجالات الهجرة، وتخفيض الضرائب، والجمارك قد تزيد من الضغوط التضخمية وترفع عوائد السندات والدولار، بينما تُعتبر هاريس مرشحة الاستقرار والاستمرارية.
وقفزت التقلبات الضمنية لليورو في اليوم الواحد، التي تعكس الطلب على الحماية من تحركات الأسعار قصيرة الأجل، إلى 26.4%، وهو أعلى مستوى لها منذ 9 نوفمبر 2016، وهو اليوم الذي تلا الانتخابات الأميركية التي فاز فيها ترامب، ما أحدث مفاجأة لم تتوقعها استطلاعات الرأي.
كما تجاوزت تقلبات البيزو المكسيكي خلال الليل 87%، وهو أعلى مستوى له منذ يوم التصويت في 2016، في 8 نوفمبر. وصرح استراتيجيو «مونكس يوروب» في مذكرة يومية قائلين: «إن الانتخابات الحالية أشد تقارباً من لعبة عملة معدنية، مما يبرز عدم اليقين المحيط بالنتيجة»، وأشاروا إلى أن هذا الوضع من المرجح أن يبقي حركة الأسعار في السوق محدودة اليوم، حيث ينتظر المتداولون النتائج في الساعات الأولى من صباح الغد. أما في المستقبل، فلا يتوقع المتداولون انخفاضاً في تقلبات الأسواق في الأسابيع المقبلة.
ووصلت التقلبات الضمنية لليورو في أسبوع إلى 13.06%، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس 2023 حينما أثار انهيار بنك كريدي سويس مخاوف الأسواق. كما اقتربت التقلبات على مدى شهر من أعلى مستوياتها منذ مارس العام الماضي.
ووصلت تقلبات البيزو على مدى أسبوع إلى 44%، وهو أعلى مستوى منذ أزمة كوفيد في مارس 2020، ويعادل تقريبًا أربعة أضعاف مستواه خلال الانتخابات الأميركية في نوفمبر 2020.
وارتفعت تقلبات عملات شركاء تجاريين رئيسيين آخرين للولايات المتحدة بشكل ملحوظ أيضًا. وفي حالة فوز ترامب، فقد هدد بفرض رسوم جمركية أكثر عقابية على الصين ودول أخرى.
وبلغت التقلبات الضمنية لليوان الصيني الخارجي في أسبوع الثلاثاء مستوى يقترب من أعلى مستوى له منذ عام 2012، حيث وصلت إلى 14.45%، مقابل حوالي 2.5% قبل أسبوع. كما تجاوزت خيارات الدولار الكندي في أسبوع مستوى 8.5% يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى له منذ مارس 2023.
وأشار إستراتيجيو «آي إن جي» إلى أن ارتفاع التقلبات الضمنية مقارنة بالتقلبات المحققة، خاصة فيما يتعلق باليورو والدولار الكندي، يُظهر مدى توتر السوق.
وقال كريس تيرنر، إستراتيجي لدى «آي إن جي»: «نعتقد أن هذا منطقي ويعكس وجهة النظر القائلة بأن ترامب في حال عودته قد لا يكتفي بمعاقبة الصين بالرسوم الجمركية، بل سيتجه نحو رسوم شاملة قد تؤثر بشكل مباشر على اقتصادات مفتوحة مثل منطقة اليورو وكندا».