logo
الاقتصاد الأخضر

صعود "اليمين المتطرف".. هل سيضغط على الطاقة المتجددة في أوروبا؟

صعود "اليمين المتطرف".. هل سيضغط على الطاقة المتجددة في أوروبا؟
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربانالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:12 يونيو 2024, 05:52 م

بعد صعود تاريخي لليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي انتهت الأحد الماضي، فإن هذه القوة المتزايدة للمعسكر اليميني قد تضع قطاع الطاقة المتجددة تحت ضغط كبير، وقد انخفضت بالفعل أسهم الطاقة الخضراء الفرنسية الكبرى وسط الاضطرابات الانتخابية.

إذ تأثرت أسواق الأسهم الفرنسية، يوم الإثنين، بدعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإجراء انتخابات مبكرة بعد الهزيمة أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي، وفقا لموقع "يورونيوز".

وانخفض مؤشر CAC 40 القياسي بنسبة 1.4% بعد هذه الأنباء، مع انخفاض أسهم شركات الطاقة المتجددة الرئيسية مثل Engie SA وVoltalia SA وNeoen SA بنسبة تتراوح بين 1% و5%.

وتنظر العديد من هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى التحول إلى الطاقة الخضراء باعتباره طموحًا بعيد المدى للاتحاد الأوروبي. ويزعمون أن الأنظمة المناخية تساهم في ارتفاع التضخم وتفاقم تكاليف المعيشة.

وتزعم الأحزاب اليمينية أن السياسات الخضراء الحالية تفرض أعباء مالية كبيرة على المواطنين والصناعات، وتعزو ارتفاع التضخم وارتفاع تكاليف الأعمال إلى تحقيق أهداف الانبعاثات. 

وقد وفر السخط بين الشركات والأسر نفوذا لأحزاب اليمين المتطرف، مما عزز جاذبيتها الشعبوية وأدى إلى ارتفاع ملحوظ في الدعم العام. 

ووفقا ليورونيوز، من المرجح أن يؤدي الوجود المتزايد للأحزاب اليمينية المتطرفة في برلمان الاتحاد الأوروبي إلى إبطاء تنفيذ الصفقة الخضراء من خلال التدخل في عمليات صنع السياسات.

* خطر خفض الاستثمار 

إلى ذلك، شهد قطاع الطاقة المتجددة عامًا مليئًا بالتحديات في عام 2023 بسبب التضخم الكبير وارتفاع أسعار الفائدة.

وعلى النقيض من شركات الوقود الأحفوري، التي استفادت من ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب، واجهت الشركات التي تركز على الطاقة الخضراء صعوبات. 

وتعتمد هذه الشركات في كثير من الأحيان على الإنفاق الرأسمالي المرتفع، مما يجعلها عرضة بشكل خاص لارتفاع أسعار الفائدة والتضخم. 

وتعتمد أيضا على الدعم الحكومي من خلال مزادات الطاقة المتجددة، إلا أن هذه المزادات عانت من انخفاض سقف الأسعار، مما أدى إلى عدم نجاح تخصيص المشاريع في عام 2023.

وتضيف أيضا أحزاب اليمين المتطرف عائقا إضافيا إلى العوائق التي تواجه الصناعة، بعدما أعربت عن مخاوفها من أن يؤدي التحول الأخضر إلى تقليل القدرة التنافسية لأوروبا مع الاقتصادات الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين. 

وقد يعني تأثيرها على السياسات استثمارا أقل في قطاع الطاقة المتجددة التي تتطلب استمرار الدعم الحكومي وتخصيص الأموال.

ووفقا لتقرير صادر عن البنك المركزي الأوروبي: "قدرت المفوضية الأوروبية أن هناك حاجة لاستثمارات إضافية بقيمة 620 مليار يورو سنويا بين عامي 2023 و2030". ويمثل المبلغ حوالي 3.7% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي لعام 2023.

ومن ناحية أخرى، فإن تخفيف القواعد التنظيمية الخضراء يمكن أن يفيد منتجي الوقود الأحفوري، مثل شركة TotalEnergies، من خلال خفض تكاليف التحول الأخضر وخفض المعايير الإلزامية لكفاءة استخدام الطاقة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC