توقعات بزيادة الطلب على السبائك مع زيادة عدم اليقين الاقتصادي
مشتريات البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية تعزز الصعود
استهلت أسعار المعدن الأصفر تعاملات بداية الأسبوع، على ارتفاعات مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، إلا أن الصعود تزامن وتداولات ضعيفة مع اقتراب نهاية العام وبداية موسم العطلات، وقبل ثلاثة أسابيع من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
مع اقتراب نهاية العام الجاري وبداية العام 2025 تستعد الأسواق لتحولات سياسية واقتصادية كبرى، بما يشمل الرسوم الجمركية وإلغاء القيود التنظيمية والتغييرات الضريبية في عام 2025 مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
في الوقت ذاته يتجه الذهب لتحقيق أفضل عام له منذ 2010، إذ دفعت مشتريات المصارف المركزية وتخفيف السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية.
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% أو ما يعادل دولارين، وصولاً إلى مستويات 2622.93 دولار للأونصة بحلول الساعة الـ8:30 بتوقيت غرينتش، وفي وقت سابق من تعاملات اليوم صعدت الأسعار إلى مستويات 2628 دولاراً.
بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 بنحو 0.2% أو ما يعادل 6 دولارات وصولاً إلى مستويات 2637.30 دولار، بعدما لامست مستويات 2640 دولاراً في وقت سابق من التعاملات.
كانت أسعار الذهب انخفضت بنحو 22 دولاراً في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، للمرة الأولى في 3 جلسات، لتسجل خسائر أسبوعية، مع وصول الدولار إلى أعلى مستوى في عامين.
ارتفع الذهب بأكثر من 27% هذا العام (2024)، وبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790.15 دولار في الـ31 من أكتوبر للأسعار الفورية ومستويات 2801 للعقود الآجلة.
جاء ارتفاع أسعار الذهب خلال العام الذي أوشك على الانتهاء، مدفوعاً بدورة تيسير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) التي وصلت ذروة 22 عاماً.
عزز من ارتفاع أسعار الذهب خلال تعاملات العام الماضي تصاعد حدة التوترات الجيوسياسة في أنحاء متفرقة من العالم؛ ما ساعد على زيادة الطلب على شراء السبائك.
حتى مع توقعات تقليص خفض أسعار الفائدة، من المرجح أن تستمر ارتفاعات الذهب العام المقبل وصولاً إلى مستويات ذروة جديدة عند 3000 دولار للأونصة بحسب توقعات العديد من بنوك الاستثمار العالمية.
كما من المرجح أن تظل بؤر التوتر الجيوسياسي في جميع أنحاء العالم، عوامل دعم لأسعار الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً في ظل التقلبات والمخاوف وانتشار فترات عدم اليقين.
في الوقت ذاته لا تزال توجهات البنوك المركزية المتوقعة في العام المقبل، داعماً قوياً للطلب على السبائك؛ ما يعزز بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة، مع عودة مشتريات البنك المركزي الصيني بعد توقف دام 6 أشهر.
من جهته كرر بنك «غولدمان ساكس»، في مذكرة حديثة موقفه الصعودي بشأن أسعار الذهب، ورفض وجهة نظر تقول إن المعدن الأصفر لا يمكن أن يرتفع إلى 3000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 في عالم يظل فيه الدولار أقوى.
إلى ذلك توقع محللو «ساكسو بنك» ارتفاع الذهب إلى مستوى 3000 آلاف دولار للأونصة العام الجاري، بفضل زيادة الطلب على الاستثمار، التوترات الجيوسياسية، حتى مع تخفيضات أسعار الفائدة الأقل، بفضل مشتريات البنوك المركزية.
تتحرك أسعار الذهب حالياً في نطاقات محدودة مع تراجع جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عوائد بفعل ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية مع تراجع أيام التداول بسبب العطلات.
في الوقت ذاته تركز الأسواق على العودة المرتقبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب والتأثير المحتمل لسياساته التضخمية على تحركات مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» لعام 2025.
من المتوقع أن تؤدي سياسات فرض رسوم جمركية والسياسات التجارية الحمائية إلى إشعال حروب تجارية محتملة، ما يزيد جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وفقا لأحدث تقرير صدر عن مجلس الذهب العالمي، من المتوقع أن تتواصل موجة شراء الذهب القوية من جانب البنوك المركزية بفعل الغموض السياسي مع عودة ترامب.