لا يزال اليورو تحت الضغط، إذ تسببت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على واردات الصلب في أول صدمة للاتحاد الأوروبي، وفق مذكرة صادرة عن بنك «آي إن جي»، اليوم الثلاثاء.
أضاف البنك أن الاتحاد الأوروبي يستعد لاحتمال فرض رسوم على قطاعات أخرى، مثل قطاع السيارات، رغم أن نظام الرسوم الجمركية في الاتحاد الأوروبي يعد منخفضاً نسبياً.
وأوضح أن صناع القرار الأوروبيين قلقون من إمكانية فرض رسوم إضافية في أبريل المقبل، تزامناً مع إصدار وزارة التجارة الأميركية تقريراً حول أسباب العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة.
ورجحت مذكرة «آي إن جي» استمرار تداول زوج اليورو/الدولار الأميركي عند مستوى 1.03 دون تصحيح صعودي ملحوظ؛ نظراً للفجوة الواسعة بين أسعار الفائدة الأوروبية والأميركية.
وأوضحت أن هذا التباعد، إلى جانب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، قد يدفع اليورو نحو نطاق 1.0250/1.0260 أو ربما أقل، قبل الإعلان عن أي رسوم جديدة.
من المتوقع أن تلقي كاثرين مان، العضو السابق في لجنة السياسة النقدية بـ«بنك إنجلترا»، كلمة اليوم الثلاثاء، حيث تترقب الأسواق مبررات تغيير موقفها بشأن أسعار الفائدة في الاجتماع الأخير.
وذكرت أن تصريحاتها الأخيرة لـ«فاينانشيال تايمز» أشارت إلى قلقها من تباطؤ الطلب وتراجع قدرة الشركات على تمرير زيادات الأسعار، بالإضافة إلى مخاطر انخفاض التوظيف بشكل غير متوقع.
وقد تؤدي تعليقات إضافية على هذا النحو إلى زيادة التوقعات بتخفيض «بنك إنجلترا» الفائدة ثلاث مرات هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس لكل مرة، مقارنة بالتسعير الحالي للأسواق الذي يشير إلى 66 نقطة أساس فقط.
وأشارت مذكرة «آي إن جي» إلى أن الجنيه الإسترليني قد يكون أكثر عرضة للهبوط أمام الدولار الأميركي مقارنة باليورو.
رصد البنك تحركات هبوطية لزوج اليورو/الكرونة السويدية (EUR/SEK) واليورو/الكرونة النرويجية (EUR/NOK).
وأشار إلى أن فارق أسعار الفائدة بدأ يتحرك لصالح الكرونة السويدية، إذ يتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة بمقدار 88 نقطة أساس هذا العام، مقابل خفض محدود متوقع من البنك المركزي السويدي.
لكن مذكرة «آي إن جي» ترى أن العوامل المؤثرة تتجاوز فجوات أسعار الفائدة، حيث تصمد الكرونة السويدية أمام ارتفاع أسعار الغاز، على غرار عملات أوروبا الوسطى والشرقية، وسط تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وتوقعت المذكرة أن يتحرك زوج اليورو/الكرونة السويدية نحو مستوى 11.15، بينما قد يختبر اليورو/الكرونة النرويجية مستوى 11.50 أو دونه، مستفيدًا من ارتفاع أسعار الطاقة.
رصد البنك بداية إيجابية للأسواق في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية (CEE)، حيث دفعت تكهنات بشأن محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا المستثمرين إلى تجاهل الضغوط الناتجة عن قوة الدولار الأميركي وارتفاع أسعار الغاز ومخاطر الحرب التجارية.
وتحظى عملتا الزلوتي البولندي (PLN) والفورنت المجري (HUF) بزخم إيجابي منذ فترة؛ ما دفع «آي إن جي» إلى التريث في متابعة هذا الاتجاه الصعودي. ومع ذلك، لا ترى المذكرة أي عوامل تعيق استمرار تراجع اليورو أمام هذه العملات.
ورجح البنك أن ينعكس هذا التفاؤل على سوق السندات في المنطقة، رغم تحديات السياسة المالية والإصدارات الضخمة من الديون.
وستكون الأنظار موجهة نحو مؤتمر الأمن في ميونيخ نهاية الأسبوع، حيث قد يتضح مدى جدية الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق أولي، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل الأسواق في المنطقة.