توقعات الذهب.. لماذا يسيطر التردد على الأسواق؟

تشهد تعاملات الذهب عقب العودة من موسم العطلات الطويلة، حالة من التردد، إذا تتحرك الأسعار في نطاق ضيق للغاية صعوداً وهبوطاً، مع ترقب المتداولين لبيانات اقتصادية حاسمة الأسبوع الجاري.

على النقيض من تداولات أمس، ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، بعدما سجلت أمس تراجعات محدودة، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، التي تعد أحد الملاذات الآمنة المنافسة للذهب.

الأسعار اليوم 

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.3% ما يعادل 6 دولارات وصولاً إلى مستويات 2641.52 دولار للأونصة، بحلول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.

بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير 0.1% أو ما يعادل 2.5 دولار للأونصة، وصولاً إلى مستويات 2649.40 دولار للأونصة.

عند نهاية تعاملات أمس تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.14% إلى 2635.52 دولار للأونصة، فيما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2647.40 دولار.

في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، من جديد، خلال تعاملات أمس، وصولاً إلى أعلى مستوى في أكثر من ثمانية أشهر؛ مما جعل الذهب أقل جاذبية.

الأسواق تترقب

تترقب الأسواق تقرير الوظائف في الولايات المتحدة المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي سيوفر مزيداً من الأدلة حول مسار أسعار الفائدة الذي سيتبناه مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي).

في حين توقع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» في ديسمبر الماضي، إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة العام الجاري، وسط مخاوف من احتمال ارتفاع التضخم مجدداً، تزامناً والمؤشرات الإيجابية بشأن استمرار قوة الاقتصاد.

تترقب الأسواق عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، وسط توقعات أن تؤدي الرسوم الجمركية وسياسات الحماية التجارية التي اقترحها ترامب في صورتها الأولى إلى تأجيج التضخم.

ورغم أنه لا يزال عند ذروة عامين، فإن الدولار 1.1% بعد أنباء أفادت أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يدرس تطبيق رسوم جمركية على الواردات الضرورية فقط، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأسواق بشأن الاتجاه لاحتواء الحرب التجارية.

كما توقع بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة حديثة، وصول أسعار الذهب إلى 3 آلاف دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل، بدلاً من توقعاته السابقة بالوصول لهذا المستوى بنهاية 2025.

تسعير الفائدة

وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لشركة «سي إم إي»، ترى الأسواق فرصة بنسبة 11.2% فقط في إقدام «المركزي الأميركي» على خفض الفائدة، خلال اجتماع يناير.

ترى الأسواق احتمالاً بنسبة 88.8% في الإبقاء على الوضع الراهن، وتثبيت أسعار الفائدة، بعدما قال رئيس «الفيدرالي» الأميركي جيروم باول «خفض تكاليف الاقتراض بمعدلات أكبر يعتمد في الوقت الجاري على التقدم في السيطرة على التضخم».

وأجرى «الفيدرالي» خفضاً ثالثاً على التوالي لأسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه يتوقع الآن خفضين فقط في عام 2025، مشيراً إلى متانة الاقتصاد وسوق العمل، وتتزايد التوقعات أن يتخذ «الفيدرالي» نهجاً مدروساً وحذراً بشأن خفض الفائدة؛ نظراً لاستمرار التضخم في ارتفاع عن هدف البنك عند 2%.