تشير التوقعات إلى أن أسواق الأسهم العالمية قد تواجه مكاسب معتدلة في عام 2025، بسبب التوترات التجارية العالمية، وارتفاع المخاوف بشأن التضخم، وذلك وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة «رويترز» على أكثر من 150 محللاً إستراتيجياً.
وبحسب الاستطلاع، فإن معظم الأسواق الكبرى قد لا تتمكن من تكرار أدائها المتواضع هذا العام في العام المقبل، وذلك نتيجة لتأثير الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة وبعض شركائها التجاريين، بالإضافة إلى تدهور توقعات التضخم التي تؤثر سلباً على المكاسب المحتملة. وكانت خطط الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على الواردات من بعض الدول قد تسببت بتقلبات كبيرة في الأسواق هذا العام، وسط مخاوف من أن تؤثر هذه السياسات في النمو العالمي، وقدرة البنوك المركزية على خفض أسعار الفائدة.
لكن، رغم هذه التحديات، أظهر مؤشر «إس آند بي 500» الأميركي ارتفاعاً قدره 4% منذ انتخاب ترامب في الخامس من نوفمبر، مما يعكس رضا المستثمرين الأميركيين عن السياسة الجديدة. ومع ذلك، يظل الحذر سائداً في الأسواق الأخرى حيث تزداد المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة للتوترات التجارية على النمو العالمي.
وتوقع الاستطلاع أن 3 فقط من بين 15 مؤشراً رئيساً قد يحققون أداءً أفضل في 2025 مقارنةً بالعام الحالي. وفي هذا السياق، أكد محللو «غولدمان ساكس» أن المستثمرين يواجهون خطرين رئيسين مع اقتراب العام المقبل: الأول هو احتمال تصحيح الأسواق بعد موجة التفاؤل الحالية التي قد تكون مفرطة، والثاني هو القلق المستمر بشأن تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي والتضخم.
ورغم أن مؤشر «إس آند بي 500» سجل ارتفاعاً كبيراً هذا العام، وهو الأفضل بين المؤشرات الرئيسية، إلا أن هذا الارتفاع كان مدفوعاً بشكل رئيس بأسهم قطاع التكنولوجيا، وهو ما يحد من فرص تكرار هذا الأداء في العام المقبل.
ومن المتوقع أن يصل مؤشر «إس آند بي 500» إلى 6,147 نقطة في منتصف عام 2025، على أن ينهي العام عند 6,500 نقطة، بزيادة تقدر بنحو 2.7% و 8.5% على التوالي مقارنة بإغلاق يوم الاثنين الماضي. وفي الوقت نفسه، يعد المؤشر الأميركي من بين الأكثر مبالغة في تقييمه عالميًا، إذ إن مكرر الربحية الحالي (P/E) يبلغ حوالي 24، بينما كان المتوسط التاريخي خلال السنوات العشر الماضية 18.
على جانب آخر، تشير التوقعات إلى أن الأسواق الأوروبية قد تستمر في معاناتها مقارنة بالأسواق الأميركية. ومع ذلك، من المتوقع أن يقدم مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي فرصاً استثمارية جيدة من حيث القيمة النسبية، حيث يتوقع أن يرتفع بنسبة تزيد على 5% بنهاية عام 2025، متجاوزًا الرقم القياسي الذي سجله في سبتمبر.
وفي فرنسا، يُتوقع أن يعوض مؤشر «كاك 40» خسائره بالكامل، ليحقق مكاسب تصل إلى 9% مقارنة بالمستويات الحالية بحلول نهاية العام المقبل. بينما تظل الأسواق الناشئة، مثل البرازيل والمكسيك، في دائرة الاهتمام، مع تقديرات بتحقيق مكاسب كبيرة خلال 2025.
ورغم هذه التوقعات، لا يزال المحللون منقسمين بشأن احتمالية حدوث تصحيح كبير في الأسواق قريباً. إذ اعتبر 43% من الإستراتيجيين أن تصحيحاً بنسبة 10% أو أكثر في أسواقهم المحلية قد يكون محتملًا بحلول بداية العام المقبل.
وتبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة الأسواق العالمية على التكيف مع التحديات الاقتصادية القادمة، حيث تترقب الأسواق ما ستؤول إليه سياسات الرئيس الأميركي المنتخب ترامب بعد توليه منصبه في يناير 2025.