وارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر، مدعومة بنتائج أرباح قوية لشركات منها بنوك مثل يو.بي.إس السويسري، ويوني كريدت الإيطالي، إضافة إلى معنويات متفائلة بخصوص خفض أسعار الفائدة.
وتلقت الأسهم دعما أيضا من انخفاض العائد على سندات منطقة اليورو بفعل زيادة المراهنات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي سيخفضان الفائدة هذا العام في أعقاب بيانات وظائف ضعيفة في الولايات المتحدة يوم الجمعة.
ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقا في أوروبا بحوالي 0.7% إلى مستويات 511 نقطة، وهو أعلى مستوى في أكثر من شهر.
وزاد مؤشر فوتسي 100 البريطاني بأكثر من 1% إلى مستويات 8295 نقطة، وارتفع داكس الألماني 0.4% إلى مستويات 18240 نقطة.
وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.2% إلى مستويات 8010 نقطة، وزاد فوتسي إم آي بي الإيطالي 0.9% إلى 34260 نقطة، وارتفع ايبكس 35 الإسباني 0.5% إلى 10970 نقطة.
ما الذي يقود الأسواق؟
اقتفت أسهم أوروبا وول ستريت بعدما أغلقت المؤشرات الرئيسة الأميركية على ارتفاع حاد يوم الاثنين، وارتفعت معظم الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء وحذت أوروبا حذوها، وسط تفاؤل بأن بيانات الوظائف غير الزراعية ستؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق تراقب البيانات الأميركية، إذ سجلت المؤشرات القياسية أكبر خسائر أسبوعية في ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي، إذ شعر المستثمرون بالقلق من احتمال ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول، مما يؤدي إلى كبح النمو في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفي الأسبوع الماضي ألمحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي إلى أن مسؤولي المركزي الأوروبي على الأرجح قد ينظرون في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يونيو القادم، بعد أن أظهرت التوقعات بلوغ التضخم مستهدفاته الأساسية عند اثنين في المئة بحلول عام 2025، وِأشارت لاغارد بمؤتمر صحفي في فرانكفورت إلى أن المركزي الأوروبي يعتزم الكشف عن إطار جديد لكيفية تنفيذ السياسة النقدية.
سيتمكن المركزي الأوروبي من رفع القيود على السياسة النقدية لهذا العام وللعام المقبل وخفض الفائدةفيليب لين
مفاجأة يو بي إس
وقفز سهم يو.بي.إس7% بعدما أعلن البنك زيادة صافي الربح في الربع الأول بنحو ثلاثة أمثاله، في أول ربح فصلي يحققه البنك منذ استحواذه على منافسه كريدي سويس.
وارتفعت أرباح بنك "يو بي إس" (UBS) السويسري 71% في الربع الأول من 2024 على أساس سنوي بدعم من نمو الإيرادات، متجاوزة بذلك توقعات المحللين.
وأعلن المصرف على موقعه الإلكتروني نتائج أعماله للربع الأول، وتحقيق صافي أرباح قدرها 1.75 مليار دولار، مقارنة بـ1.03 مليار دولار في الفترة المقارنة من العام الماضي.
وارتفعت إيرادات المصرف السويسري في الأشهر الثلاثة الأولى من العام إلى 12.74 مليار دولار، مقارنة بـ8.74 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي وبنسبة نمو 46% على أساس سنوي.
رياح عكسية
ومع ذلك، جاءت المكاسب في أوروبا غير واثقة بعد انخفاض الطلبيات الصناعية الألمانية في مارس بنسبة 0.4%عن الشهر السابق، وهو أقل بكثير من الارتفاع المتوقع بنسبة 0.4% مما يدل على أنه لا يزال من الصعب تحقيق النمو في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وأظهرت بيانات في نهاية الشهر الماضي أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، عادت إلى النمو في الربع الأول بتوسع أكبر من المتوقع بنسبة 0.2%، لكن جرى تعديل أرقام الربع الرابع لتظهر انخفاضا أعمق في نهاية عام 2023.
ومن المقرر أن تظهر مبيعات التجزئة في منطقة اليورو في وقت لاحق من الجلسة، ومن المتوقع أن تظهر نموًا بنسبة 0.6% على أساس شهري في مارس، وهو انتعاش من الانخفاض بنسبة 0.5% في الشهر السابق.
أتوقع خفض الفائدة 3 مرات هذا العام بدلاً من أربع في ضوء البيانات التي صدرت مؤخراً حول التضخم والنمو الاقتصادي في منطقة اليورويانيس ستورناراس
وارتفع سهم BP بنسبة أقل بقليل من 1% على الرغم من إعلان شركة الطاقة العملاقة عن انخفاض أرباح الربع الأول، مع نتائج أقل من التوقعات، والتي جاءت مع ضعف أسعار الوقود وانخفاض أسعار الغاز والنفط.
وارتفع سهم Infineon بنسبة 6% بعد أن أعلنت أكبر شركة مصنعة لأشباه الموصلات في ألمانيا عن برنامج لتوفير التكاليف، إذ خفضت توقعات إيرادات العام بأكمله، وألقت اللوم على ضعف الطلب الحالي على مستوى الصناعة.
وارتفع سهم UniCredit SpA بنسبة 3% بعد أن رفع البنك الإيطالي توجيهاته لعام 2024، إذ أعلن عن أرباح أفضل من المتوقع للربع الأول من العام.
بينما انخفض سهم دويتشه بنسبة 1% بعد أن سجلت المجموعة اللوجستية الألمانية انخفاضا في الأرباح في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، إذ استمرت التوترات الجيوسياسية والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة في التأثير على التجارة العالمية.
وفي غضون ذلك توقع يانيس ستورناراس، محافظ المركزي اليوناني، عضو البنك المركزي الأوروبي خفض الفائدة 3 مرات هذا العام بدلاً من أربع في ضوء البيانات التي صدرت مؤخراً حول التضخم والنمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
وقال ستورناراس: "إن مصرف بلاده استعرض بيانات التضخم والنمو التي صدرت مؤخراً عن مكتب الإحصاءات الأوروبي، ويرى أن سيناريو خفض الفائدة في أوروبا 3 مرات في عام 2024 هو السيناريو الأكثر ترجيحاً".
وأضاف ستورناراس: "أن بيانات التضخم في منطقة اليورو خلال شهر أبريل توافقت مع توقعات المركزي الأوروبي، لكن بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول كانت مفاجئة".
سيناريو خفض الفائدة في أوروبا 3 مرات في عام 2024 هو السيناريويانيس ستورناراس
ويرى كبير الاقتصاديين بالبنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، أن المركزي الأوروبي سيتمكن من رفع القيود على السياسة النقدية لهذا العام وللعام المقبل وخفض الفائدة كلما عززت البيانات الثقة في أن التضخم يعود إلى الهدف المحدد له.
وقال فليب: "نظرًا للتأخر في انتقال السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، لا تزال الآثار المتشددة لدورة رفع أسعار الفائدة السابقة تبدأ في الظهور".
وأضاف فليب: "تعود توقعات التضخم المستقبلية إلى مستويات أكثر طبيعية، تاركة الأسعار الاسمية دون تغيير، وهو ما يعني زيادة ميكانيكية في أسعار الفائدة الحقيقية، حيث أن هناك مخاطر على كلا الجانبين، وذلك عند المضي قدما خلال المرحلة التالية.