وفي غضون ذلك برز الذهب كملاذ آمن مع استمرار إقبال البنوك المركزية على اكتناز السبائك، وتوجه المستثمرين صوب الملاذات الآمنة للتحوط من التقلبات السعرية للأصول عالية المخاطر.
وعززت الرهانات على تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (الفيدرالي) أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام والإقبال على المعدن كملاذ آمن في ظل غموض يكتنف وقف إطلاق النار في غزة، من ارتفاع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء.
سيتطلع المستثمرون إلى الوضع السياسي في الشرق الأوسط وكيف ستسير المفاوضاتكيلفن وونغ
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.15% وارتفعت عقود التسليم الفوري إلى 2324.75 دولار للأوقية، أو ما يعادل 3 دولارات خلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يوليو بحوالي دولارين، إلا أنها كانت قد تراجعت في وقت سابق في إشارة إلى انها قد تقضي جلسة متقلبة بينما تحوم الأسعار قرب مستويات الـ 2300 دولار للأوقية.
وارتفعت أسعار الذهب أمس الاثنين، إذ أدى استمرار التوترات في الشرق الأوسط والتوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام إلى زيادة جاذبية المعدن النفيس.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 2322.24 دولار للأوقية، وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو بنسبة 0.97%، أو ما يعادل 22.6 دولار لتصل إلى 2331.2 دولار للأوقية.
وفي نهاية الأسبوع الماضي أنهى الذهب تعاملات يوم الجمعة على تراجع، ليواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، كما سجل خسائر أسبوعية بنسبة 1.6%.
البيانات الأميركية الضعيفة توفر المزيد من المرونة للفيدرالي فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة بما يمهد الطريق لاستقرار أسعار الذهبيب جون رونغ
قال كيلفن وونغ كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا: "سيتطلع المستثمرون إلى الوضع السياسي في الشرق الأوسط وكيف ستسير المفاوضات الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإذا تضاءلت الآمال في التوصل إلى هدنة، سيرتفع الذهب".
وقال يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي لأداء السوق في آي.جي: "إن البيانات الأميركية الضعيفة توفر المزيد من المرونة في السياسة لمجلس الاحتياطي الاتحادي فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة بما يمهد الطريق لاستقرار أسعار الذهب".
وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ أكثر من المتوقع في أبريل، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، تتوقع الأسواق بنسبة 64% خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، بعدما نزلت هذه لنسبة إلى ما دون الـ 50% قبل البيانات.
وتتوقع الأسواق الآن أن الفيدرالي الأميركي قد يقوم برفع الفائدة مرتين على الأقل بدءا من اجتماع سبتمبر، بنحو 50 نقطة بدلا من 25 نقطة أساس قبل صدور البيانات.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك جون وليامز يوم الجمعة إن هدف التضخم البالغ 2% يعد حاسما لجهود مجلس الاحتياطي الاتحادي لتحقيق استقرار الأسعار.
المخاوف من احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة ساعدت الذهبمات سيمبسون
وقال مات سيمبسون، كبير المحللين لدى سيتي إندكس: "إن الذهب يبني قاعدة ببطء خلال الأسبوع الماضي ليظهر أن الطلب يحوم حول 2280 دولارا، إذ يواصل الاحتياطي الاتحادي إثارة زخم حول الخطوة التالية التي من المحتمل أن تخفض أسعار الفائدة".
وصرح رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك جون وليامز أمس الاثنين بأنه في مرحلة ما غير محددة سيخفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة، ولم يقدم جدولا زمنيا لذلك، لكنه قال: "إن الاقتصاد يتحرك بنحو عام نحو توازن أفضل".
وأضاف سيمبسون: "المخاوف من احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة ساعدت الذهب أيضا، إذ يراقب المستثمرون عن كثب آخر التطورات في صراع الشرق الأوسط"
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الاثنين على اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة قدمته مصر وقطر، لكن إسرائيل قالت: "إن الشروط لا تلبي مطالبها"، ومضت قدما في ضربات على رفح بينما تخطط لمواصلة المفاوضات حول الاتفاق.