وجاءت تراجعات اليوم بعدما تلقت الأسواق تصريحات مفاجئة من صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على النقيض من التوقعات بشأن تقييم نتائج مؤشر أسعار المستهلك الأخيرة عن شهر أبريل.
وسيكون محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي -المقرر صدوره غداً، إلى جانب تعليقات عدد كبير من المتحدثين باسم الاحتياطي الفيدرالي- على رادار المستثمرين لهذا الأسبوع.
أسعار الذهب قد تتحول للتراجع مع تطلع الأسواق إلى إعادة تأسيس العلاقة التاريخية بين الذهب والدولار الأميركيبنك الكومنولث
نزلت العقود الآجلة للمعدن الأصفر صباح اليوم إلى مستويات قرب الـ 2408 دولارات للأونصة من مستويات 2438 دولاراً للأونصة عند الافتتاح.
وبحلول الساعة 6 صباحاً بالتوقبت العالمي غرينتش قلص الذهب تراجعاته وصولا إلى مستويات 2420 دولاراً للأونصة بانخفاض 0.9%.
لامس الذهب أعلى مستوى على الإطلاق خلال تعاملات أمس عندما قفز إلى مستويات قرب الـ 2449 دولار للأونصة.
وفي الوقت ذاته تحوم الأسعار الفورية للمعدن الأصفر خلال تعاملات اليوم الثلاثاء عند مستويات قرب الـ 2410 دولارات للأونصة بخسارة 19 دولار في الأونصة.
المحرك الرئيس للذهب هو ضعف الدولار الأميركيكايل رودا
عند الإغلاق ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 0.9%، أو ما يعادل 21.1 دولار، وصولا إلى مستويات 2438.50 دولار للأونصة.
كما صعدت عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.87%، لتصل إلى 2436.67 دولار للأونصة خلال تعاملات أمس الاثنين.
ويوم الجمعة الماضي ارتفع الذهب 32 دولاراً، وسجل خلال الأسبوع الماضي، مكاسب أسبوعية بنسبة 0.44% أو ما يعادل 10.5 دولار.
قال بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة: "أسعار الذهب قد تتحول للتراجع مع تطلع الأسواق إلى إعادة تأسيس العلاقة التاريخية بين الذهب والدولار الأميركي".
وأشار البنك الأسترالي إلى أن حالة عدم اليقين ستستمر على الأرجح في أسواق الذهب خلال الأشهر المقبلة، وربما يتخلل فترات ارتفاع الذهب على وقع خفض الفائدة موجات من جني الأرباح وتصحيح الأسعار.
وأظهرت بيانات أميركية تباطؤ المؤشر السنوي لأسعار المستهلك الأميركي إلى 3.4% خلال الشهر الماضي، مقارنة بـ3.5% في الشهر السابق له؛ ما يعزز الحجة الداعية إلى خفض أسعار الفائدة.
عدم اليقين سيستمر على الأرجح خلال الأشهر المقبلة وربما يتخلل فترات الارتفاع على وقع خفض الفائدة موجات من جني الأرباح وتصحيح الأسعاربنك الكومنولث
ما الذي يقود السوق؟
كتب محلل الأسواق المالية في "كابيتال.كوم" كايل رودا، في مذكرة للعملاء: "إن المحرك الرئيس للذهب هو ضعف الدولار الأميركي، وتتعزز المعنويات على أساس أنه من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قريبا".
بينما يرى كبير المحللين في "سيتي إندكس" مات سيمبسون أن أسعار الذهب وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع قبل افتتاح السوق في الصين أمس الاثنين.
وقال سيمسون: "مع ذلك، بما أن ضعف الدولار لم يؤكد هذه الخطوة، يبدو أنها تلقت رياحا خلفية من ارتفاع العقود الآجلة للمعادن في البورصات الصينية".
ووفقا لأداة متابعة أسعار الفائدة "فيد ووتش" فإن المستثمرين يرون أن تراجع التضخم عن مستوى 3.8% المسجل في الشهر السابق يفتح الطريق لخفض الفائدة في سبتمبر.
ويتوقع المتداولون فرصة بـ65% لخفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة بحلول سبتمبر، كما أظهرت بيانات الأسبوع الماضي علامات على تباطؤ التضخم.
يتوقع المتداولون فرصة بنسبة 65% لخفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة بحلول سبتمبرفيد ووتش
جني أرباح
ذكر المحلل الاستراتيجي للسوق في "آي جي" يب جون رونغ في مذكر أن الميل الصعودي لأسعار الذهب قد يستمر، إذ تتيح البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة فرصة للاحتياطي الفيدرالي للنظر في تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة.
وأضاف في مذكرة أن التوترات الجيوسياسية لا تزال تستمر في دعم الذهب لتحقيق مستويات قياسية جديدة، سواء تلك التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط أو تلك الموجودة في أوروبا.
وتابع: "بعد أن انتعشت أسعار الذهب 5% تقريباً خلال الأسبوعين الماضيين فإن الوضوح بشأن بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي وعطلة نهاية الأسبوع المقبلة قد يؤدي أيضاً إلى بعض عمليات جني الأرباح الطفيفة".