وفي غضون ذلك بدأت موجة جديدة من هبوط الدولار الأميركي، وسط انحسار الحديث عن مزيد من التشديد من جانب الفيدرالي الأميركي، الذي لم يعد في جعبته سوى 25 نقطة أساس، إلا إن قرر أن يغامر أكثر بالركود.
الدولار سيكسر حاجز الـ100 نقطة، نزولًا إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أعوامخبراء كريدي سويس
خلال الأزمة المصرفية الحالية، تم إغلاق بنكي سيليكون فالي وسانتا كلير، في 10 مارس الماضي، بحجم أصول بلغت 209 مليارات دولار، وبلغ حجم الودائع 175.4 مليار دولار.
وتم إغلاق بنك سيغنتشر قبل أن تمر 48 ساعة، بحجم أصول بلغ 110.4 مليار دولار وحجم ودائع 88.6 مليار دولا، وسبق ذلك إغلاق سيلفر غيت المرتبط بالأصول المشفرة.
اقرأ أيضًا
الذهب على أعتاب مستويات تاريخية.. الأغلى على الإطلاق
وقال بنك كريدي سويس في مذكرة حديثة، بالنسبة لمؤشر الدولار الأميركي، لا تزال الآفاق سلبية حتى الان.
وقال محللو البنك رغم الانتعاش، الذي شهده مؤشر الدولار يوم الخميس الماضي، إلا أن الرؤية العامة في ظل قيود الائتمان، وتوقعات تراجع التشديد تمثلان رياحا عكسية للدولار.
وكتب خبراء كريدي سويس، أنهم من الناحية الفنية، يتوقعون عودة الدولار مرة أخرى للتداول، أدنى مستوى 100.82 نقطة.
وأضاف خبراء البنك الاستراتيجيون، أنه من المتوقع أن يجد دعما أقوى عند نطاق 98.98 - 97.89 نقطة.
وقال خبراء كريدي سويس: "إنهم يبقون على توقعاتهم السلبية، على مدار 1-3 أشهر القادمة لأن يعيد مؤشر الدولار اختبار أدنى مستوياته، منذ بداية العام عند 100.82 نقطة".
وأضاف محللو البنك، أنهم يبحثون عن قيعان جديدة لمؤشر الدولار للدعم التالي عند 100.00 نقطة هذا العام، ليصل بعدها إلى مستوى دعم أفضل يبدأ عند 98.98 ويمتد هبوطا إلى 97.44 .
اقرأ أيضًا
اقتصاد العالم في أسبوع.. تطورات ضاغطة على الأسواق
وعقب هذا الهبوط، توقع خبراء البنك أن يشهد الدولار تصحيحا، بنسبة 61.8% للاتجاه الصعودي، مشابها لما حدث بين 2021 و2022.
وقال محللو البنك إنه من المتوقع أن يبلغ المتوسط المتحرك لـ200 أسبوع لتحركات مؤشر الدولار حاليا، نحو 97.89 ، وأن يكون مستوى 103.36 نقطة هو القمة المثالية للمقاومة، التي يتم وضع حد للخسائر عندها.
وبينما كانت أزمة 2008 بسبب الرهون العقارية، ترجع أزمة المصارف في 2023، إلى سندات الخزانة الأميركية الحكومية، التي تراجعت قيمتها مع ارتفاع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي.
وعلى الرغم من التشابه إلى حد ما، فإن المقارنة بين الفترتين تختلف من جهة حجم الأصول، فبينما سقط 140 بنكاً بإجمالي أصول بلغت 172 مليار دولار خلال 2009، فإن أصول بنك سيليكون فقط تتجاوز 209 مليارات دولار.
اقرأ أيضًا..
الرهان الجديد للتجار.. سوق السندات يكشف السر
ويبدو أن الدولار يحمل آفاقًا سلبية في ظل توقعات، باتجاه الفيدرالي إلى خفض الفائدة قبل نهاية العام، أو في أقل تقدير الإبقاء على المستويات الحالية هربًا من الركود.
تتابع الأسواق تبعات التدابير التي يقوم بها صناع السياسة في أميركا، وتأثيراتها السلبية في الائتمان، حيث ارتفعت التدفقات نحو صناديق سوق المال أخيراً، مع ارتفاع أسعار الفائدة حيث سجلت 4.75 %.
وتراجع حجم الودائع بنحو 363 مليار دولار، لتهبط إلى 17.3 تريليون دولار، في المقابل ارتفعت الأصول في صناديق أسواق المال، بنحو 304 مليارات دولار، لتصل إلى 5.2 تريليون دولار.
وفي غضون ذلك يتم استثمار 40% منها، في عمليات إعادة الشراء العكسي، مما يدفع بدوران السيولة بعيداً من الاستثمار والائتمان، وهو ما قد يخلق أزمة ائتمان على المدى القريب، إذ لم يبدأ الفيدرالي في خفض سعر الفائدة.
اقرأ أيضًا..
بيانات مرتقبة.. تعصف بالأسواق وتُغير المشهد
وعن أداء الدولار مقابل العملات الأخرى، فقد تعرضت العملة الأميركية للضغوط في الأسواق، بعد أن تراجع الدولار مقابل اليورو إلى أدنى مستوى له في شهرين.
وفي غضون ذلك تراجعت العملة الأميركية مقابل الجنيه الاسترليني، لأدنى مستوى منذ 10 أشهر، بعد بيانات اقتصادية ضعيفة.
وعن أداء مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار، مقابل سلة من العملات، فقد تراجع للربع الثالث على التوالي.
ونزل مؤشر الدولار الرئيسي، من مستويات قرب الـ 115 نقطة في الربع الثالث من 2022، إلى مستوى 100.45، في الفصل الرابع من العام الماضي.
وتتوقع الأسواق مزيداً من الضعف للدولار مقابل العملات، مع ترقب الأسواق بداية خفض سعر الفائدة الأميركية، مما يزيد من الضغوط على العملة الأميركية.
اقرأ أيضًا..