وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 45 دولارا في لحظات بيد أنها تلاشت معظمها مع تدفق المزيد من الأنباء التي أظهرت أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جاء محدودًا مع تأكيدات رسمية من طهران بأن الأوضاع مستقرة.
ويتعامل المتداولون مع المعدن الأصفر على أنه وسيلة تحوط ضد التقلبات الحادة في الأسواق تزامنا وتزايد المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على شهية المخاطر لدى المستثمرين.
ونقل التلفزيون الإيراني عن قائد كبير بالجيش قوله اليوم الجمعة: "إنه لم تحدث أي أضرار في الهجوم الذي وقع أثناء الليل"، وأضاف: "أن الضجيج الذي سمع خلال الليل في أصفهان كان بسبب استهداف أنظمة الدفاع الجوي لجسم مريب".
لم تحدث أي أضرار في الهجوم الذي وقع أثناء الليل على إيرانالجيش الإيراني
عقب أنباء الهجوم مباشرة قفزت أسعار الذهب خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة من مستويات 2388 دولارا للأوقية وصولا إلى مستويات قرب الـ2433 دولارا للأوقية بمكاسب بلغت 45 دولارا.
بيد أنه وخلال هذه اللحظات تحولت العقود الآجلة تسليم يونيو المعدن الأصفر إلى المنطقة الحمراء نزولًا دون مستويات الـ2400 دولار للأوقية بتراجع طفيف في حدود 0.15%.
وفي المقابل، لا تزال الأسعار الفورية تحتفظ ببعض مكاسبها بعدما ارتفعت إلى مستويات 2418 دولارا للأوقية عقب أنباء الهجوم، بينما تحوم الآن قرب مستويات 2385 دولارا بمكاسب في حدود 5 دولارات للأوقية.
ومنذ قليل قال مصدر مطلع لقناة برس تي في الإيرانية اليوم الجمعة: "إنه لم يقع أي هجوم من الخارج على مدن إيرانية بما في ذلك أصفهان التي جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي بها في وقت سابق اليوم لاعتراض ما يشتبه في أنها طائرات مسيرة".
أسعار الذهب حصلت على دعم آخر من الجولة الأخيرة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسطمات سيمبسون
وعند نهاية تعاملات أمس الخميس، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو بنسبة 0.4%، أو ما يعادل 9.6 دولار وصولا إلى مستويات 2398 دولارا للأوقية.
وانخفضت أسعار الذهب خلال تعاملات أول أمس الأربعاء بأكثر من 19 دولارًا، للمرة الأولى في 5 جلسات عقب الارتفاع إلى مستويات قياسية غير مسبوقة خلال الجلسات الماضية.
وتبددت الضغوط الناجمة عن بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لمدة أطول حيث أدت مخاطر اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط إلى زيادة جاذبية المعدن الأصفر بصفته ملاذًا آمنًا.
يرى كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا، كيلفن وونغ أنه بالنظر إلى حقيقة أن لدينا الكثير من عدم اليقين على الجبهة الجيوسياسية؛ فإن ذلك يدعم هذا الاتجاه الصعودي الذي لا يزال سائدًا في أسعار الذهب.
وقال وونغ: "على الرغم من أن بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لمدة أطول قد يضيف بعض الضغوط إلى الدعم المستمر للذهب على المدى القصير، إلا أن التوترات الجيوسياسية تبقي الأسعار مرتفعة حتى الآن".
وأضاف وونغ: "أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة، إذ تراهن السوق الآن على أقل من تخفيضين بمقدار ربع نقطة بحلول نهاية العام، مقارنة بـ3 تخفيضات قبل شهر تقريبًا".
عدم اليقين على الجبهة الجيوسياسية يدعم هذا الاتجاه الصعودي الذي لا يزال سائدًا في أسعار الذهبكيلفن وونغ
وفي الوقت ذاته، لفت كبير المحللين في سيتي إندكس، مات سيمبسون، إلى ان أسعار الذهب حصلت على دعم آخر من الجولة الأخيرة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
إضافة إلى ما سبق، يرى سيمبسون أن مشتريات المصارف المركزية وارتفاع توقعات التضخم دعمت هى الأخرى من ارتفاع أسعار الذهب في إشارة إلى ان المستثمرين يتعاملون مع الذهب كأداة مهمة للتحوط.
وقال سيمبسون: "في حال شهدنا اختراق الذهب فوق مستويات 2400 دولار والتي تشير إلى أن المتداولين اكتفوا من عمليات جني الأرباح التي أدت إلى تراجعات أمس الأربعاء".
وأضاف كبير المحللين في سيتي إندكس: "يشير اختراق الذهب بدوره لتلك المستويات إلى أننا قد نكون على وشك تجربة مستويات قياسية للمعدن الأصفر تتجاوز الذروة السابقة قرب الـ2450 دولاراً للأوقية".
وجدت أسعار الذهب بعض الدعم بتدفقات الملاذ الآمن في ضوء المخاطر الجيوسياسية المتزايدةيب جون رونغ
وتوقع محللو سيتي أن تتداوَل أسعار الذهب عند 3000 دولار للأوقية خلال 6 إلى 18 شهرًا القادمة، في إشارة غلى تسجيل مستويات جديدة غير مسبوقة للمعدن الأصفر.
ويرى المحلل الاستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ أن أسعار أسعار الذهب أظهرت مرونة في مواجهة ارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار الأميركي.
وقال رونغ: "وجدت أسعار الذهب بعض الدعم بتدفقات الملاذ الآمن في ضوء المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، مع استمرار ترقب المشاركين في السوق لرد إسرائيل على الهجمات الإيرانية".
وأضاف جون رونغ: "أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية يمكن أن يمهد الطريق أمام أسعار الذهب لإعادة اختبار أعلى مستوياتها على الإطلاق".