ويمضي الروبل حاليًا صوب أدنى مستوياته على الإطلاق، مقابل الدولار واليورو، والتي سجلها في 7 مارس 2022، عقب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية.
الانخفاض الحالي في قيمة الروبل مقابل الدولار بأكثر من 12% منذ بداية يونيو، إلى حقيقة أن الواردات تتعافى بشكل أسرع من الصادراتبوخوف سيرغي
وخلال تعاملات اليوم الأربعاء ارتفع سعر صرف اليورو، خلال تداول العملات في بورصة موسكو فوق 102 روبل لليورو وفقا لبيانات التداول.
وفي غضون ذلك تجاوز سعر صرف الدولار مستويات الـ 93 روبلا للدولار، للمرة الأولى منذ 24 مارس 2022، ويرتفع الدولار الآن مقابل الروبل باكثر من 1%.
وفي الوقت ذاته ارتفع سعر اليوان الصيني مقابل الروبل بحوالي 0.9%، وصولا إلى مستويات 12.923 روبل لليوان.
كانت العملة الروسية تتداول قبيل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، عند مستويات قرب الـ 83 روبلا للدولار.
ومع بدء الأحداث في 24 فبراير 2022، وعقب موجة من التراجعات السريعة أدت لتعليق التداولات، التي عادت يوم 7 مارس، شهدت سوق العملات تدهورا سريعا ، وفي غضون ذلك انخفض الروبل الروسي إلى مستويات قرب الـ 158 روبلا للدولار لفترة وجيزة يوم 7 مارس.
وفي غضون ذلك اتخذت السلطات التنظيمية في روسيا، مجموعة من القرارات عززت من أداء العملة، وأدت لزيادة الطلب على الروبل على غرار تصدير النفط والغاز مقابل الروبل.
وبعد النزول لأدنى مستوى تاريخي، بدأت العملة الروسية في اتخاذ اتجاه معاكس، لتقفز إلى أعلى مستوياتها في أكثر من من 7سنوات ونصف بحلول يوليو 2022.
وفي منتصف يوليو نجح الروبل الروسي في تجاوز مستويات الـ 49 روبلا للدولار للمرة الأولى، بينما سجل مستويات 55 روبلا لليورو حينذاك.
تراجع الروبل بات أمرا غير مقلق نظرًا لتدفق الاستثمارات الأجنبية في سوق الأسهم، إضافة إلى زيادة حصة الروبل والعملات البديلة للدولار واليورو في ميزان المعاملاتبوخوف سيرغي
وبخلاف تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجانبين الروسي والأوكراني، تزامنًا وانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب يعزو البعض تراجعات العملة الروسية إلى بعض العوامل.
يقول بوخوف سيرغي الخبير في معهد "مركز التطوير" القومي الروسي، إن المركزي الروسي يتبع سياسة سعر الصرف العائم وهو ما يسمح بحرية تحركات سعر الصرف.
وعزى سيرغي الانخفاض الحالي في قيمة الروبل مقابل الدولار، بأكثر من 12% منذ بداية يونيو، إلى حقيقة أن الواردات تتعافى بشكل أسرع من الصادرات.
وأشار سيرغي إلى اعتماد سعر الصرف على ديناميكيات عروض الأسعار في أسواق السلع العالمية - و في المقام الأول أسعار منتجات الطاقة ، وكذلك المعادن والقمح.
ولفت سيرغي إلى انخفاض أسعار النفط و الغاز والفحم ، إضافة إلى انخفاض أسعار المعادن غير الحديدية.
وأوضح الخبير في معهد "مركز التطوير" القومي الروسي، أن الروبل انخفض مقابل الدولار في يونيو بنسبة 10.4% نتيجة تراجع الأسعار العالمية.
ولفت سيرغي إلى أن تراجع الروبل بات أمرا غير مقلق نظرًا لتدفق الاستثمارات الأجنبية في سوق الأسهم.
إضافة إلى ذلك فقد زادت حصة الروبل والعملات البديلة للدولار واليورو، في ميزان المعاملات بين الدول.
ووفقًا لبيانات بنك روسيا ، بلغت حصة الروبل واليوان في مايو من هذا العام 64% في الصادرات، وتجاوزت 61% في الواردات .
زيادة الدولار مقابل الروبل، تؤدي إلى "إلغاء دولرة" في عقود التجارة الخارجية، وهو ما قد ينسحب على تقلبات سعر الصرفبوخوف سيرغي
في المقابل انخفضت حصة الدولار الدولار واليورو إلى 32% و 34% على التوالي.
وفي يونيو تجاوز حجم التداول في زوج اليوان والروبل، في بورصة موسكو حجم تداول الدولار والروبل، وفي يوم 6 يوليو تضاعفت هذه الفجوة.
وأشار سيرغي إلى أن تلك الزيادة تؤدي إلى "إلغاء دولرة" في عقود التجارة الخارجية وهو ما قد ينسحب على تقلبات سعر الصرف.
ولفت الخبير في معهد "مركز التطوير" القومي الروسي، إلى أن الوضع الحالي للروبل يخدم الصناعات الموجهة للتصدير .
ووفقًا لسيرغي، فإن تراجع الروبل يزيد القدرة التنافسية للمنتجات المحلية، على المنتجات المستوردة في السوق المحلية.
وفي الوقت نفسه ، يزيد "الروبل الضعيف" من عائدات الروبل للشركات، التي تقع نفقاتها الرئيسية في منطقة الروبل.
وأشار سيرغي إلى أن المستفيد الأكبر من الروبل الضعيف، هو ميزانية الدولة ولكن على المدى القصير فقط، حيث إن استمرار الروبل بهذا الضعف سيؤدي إلى تباطؤ الإنفاق والنمو .
وأشار سيرغي إلى أن قرارات السلطات النقدية - البنك المركزي لروسيا الاتحادية - واستقرار ميزان المدفوعات الروسي في مواجهة العقوبات الغربية غير المسبوقة، إشارة حقيقية على مرونة وقوة سوق الصرف.
وقال سيرغي: "على الرغم من التقلبات المتزايدة بشكل حاد في الروبل، فإن سوق الصرف الأجنبي المحلي والتجارة الخارجية تتكيف تدريجياً مع الظروف الجديدة".