يبدو أن كرستين لاغارد محافظ البنك المركزي الأوروبي ضلت الطريق هي ورفاقها فيما يتعلق بقرار السياسة النقدية الذي صدر أمس وأسفر عن التثبيت الرابع على التوالي لأسعار الفائدة.
وفي غضون ذلك صدرت اليوم الجمعة حزمة من البيانات الأوروبية المثيرة للقلق، حيث أنها على الرغم من إيجابية بعضها إلا أن الجزء الأكبر من تلك البيانات جاء سلبيًا للغاية.
وكشفت البيانات التي صدرت حتى الآن في منطقة اليورو وألمانيا وفرنسا وإيطاليا إسبانيا والسويد عن تضرر العديد من القطاعات جراء سياس المركزية الأوروبي المتشددة.
وقرر المركزي الأوروبي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، ليستقر معدل الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية عند مستوى 4.50%، للاجتماع الرابع على التوالي في ظل رغبة البنك بالسيطرة على التضخم بمنطقة اليورو.
اليورو
وتباطأ معدل التغير في التوظيف (سنويا) (الربع 4) إلى 1.2% مقابل توقعات 1.3% ودون النمو السابق عند مستويات 1.3%.
بينما ارتفع معدل التغير في التوظيف (ربع سنويا) (الربع 4) بسنبة 0.3% متفقًا مع التوقعات بتحقيق النسبة ذاتها، وأعلى من القراءة السابقة عند 0.2%.
واستقر نمو الناتج الإجمالي المحلي (سنويا) (الربع 4) عند مستويات 0.1% متفقًا مع توقعات الأسواق والمحللين بتسجيل النسبة ذاتها.
وفي الوقت ذاته سجل الناتج الإجمالي المحلي (ربع سنويا) (الربع 4) نموًا صفريًا متفقًا مع التوقعات زأعلى من الانكماش في الفترة السابقة بنسبة -0.1%.
من المتوقع أن يظل النمو ضعيفا في منطقة اليورو على المدى القريبكريستين لاغارد
ألمانيا
أظهرت بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء الألماني destatis اليوم الجمعة، عن ارتفاع الإنتاج الصناعي الألماني (شهريا) (يناير) بنسبة 1% متجاوزًا التوقعات بنمو 0.5% وأعلى من القراءة السابقة التي سجل فيها انكماشًا بنسبة -2%.
وفي المقابل، انكمش مؤشر أسعار المنتجين الألماني (سنويا) (يناير) بنسبة -4.4% أقل من توقعات بانكماش -6.6% وأقل من الانكماش السابق في ديسمبر حينما سجل -5.1%.
ةفي إشارة إلى ارتفاع تضخم تكاليف الإنتاج، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الألماني (شهريا) (يناير) بنسبة 0.2% أعلى من التوقعات بارتافع 0.1% واعلى من الانكماش السبق في ديسمبر عند -0.8%.
وعلى أساس سنوي إنكمش الإنتاج الصناعي الألماني (يناير) بنسبة -5.35 مقابل انكماش بنسبة -3.53% في ديسمبر 2023.
اقرأ أيضًا- العراق: سنعلن عن ملفات فساد تضم شخصيات كبيرة
فرنسا
وفي فرنسا ثالث أكبر اقتصاد أوروبي، ارتفع عجز الحساب الجاري الفرنسي (يناير) إلى مليار يورو مقابل عجز فعلي في ديسمبر بقيمة 200 مليون يورو.
وانخفضت الصادرات الفرنسية من 50.4 مليار يورو إلى 48.8 مليار يورو، وفي الوقت ذاته نزلت الواردات قليلا إلى 56.2 مليار مقابل 56.8 مليار يورو.
واتسع عجز الميزان التجاري الفرنسي إلى 7.4 مليار يورو مقابل توقعات بعجز 6.5 مليار يورو ومقابل عجز فعلي بقيمة 6.4 مليار يورو.
يجب تقوية السياسات النقدية والمالية لدعم الاقتصاد بشكل مستدام، ومن المتوقع حاليا أن يستمر تراجع التضخم هذا العام تدريجياكريستين لاغارد
إيطاليا
وانكمش مؤشر أسعار المنتجين الإيطالي (سنويا) (يناير) بنسبة -10.7% مقابل انكماش في ديسمبر بنسبة -16%.
وعلى أساس شهري إنكمش مؤشر أسعار المنتجين الإيطالي (شهريا) (يناير) بنسبة -1.7% مقابل الاكماش بنسبة -1% في ديسمبر.
اقرأ أيضًا- نفد الصبر.. الأُسَر اليابانية تتألم بشدة
أسبانيا
انكمش الإنتاج الصناعي الأسباني على أساس سنوي بنسبة -0.6% مقابل انكماش فعلي في يناير من العام الماضي -1.4%.
بيانات السويد
وفي غضون ذلك كشفت بيانات مكتب الإحصاء السويدي نمو الناتج الإجمالي المحلي (شهريا) (يناير) بنسبة 0.9% مقابل انكماش -0.3%.
بينما انكمش مؤشر ثقة الأُسَر (شهريا) (يناير) وسنويا بنسبة -0.7% مقابل نمو 0.4% على أساس شهري ونمو بنسبة 0.9% على أساس سنوي.
ونما الإنتاج الصناعي السويدي (سنويا) بنسبة 1.2% مقابل انكماش -0.1% بينما ارتفع على أساس شهري بنسبة 2.3% مقابل نمو 1.2%.
نرى أن الإبقاء على مستويات الفائدة الحالية لفترة كافية ستدعم تحقيق هدف التضخمكريستين لاغارد
سيظل ضعيفًا
وقالت كريستين لاغارد عقب اجتماع المركزي الأوروبي أمس الخميس: "من المتوقع أن يظل النمو ضعيفا في منطقة اليورو على المدى القريب، ومن المتوقع أن يتعافى النمو تدريجيا أيضا مع تعافي الأجور الحقيقية".
وأضافت لاغارد: "يجب تقوية السياسات النقدية والمالية لدعم الاقتصاد بشكل مستدام، ومن المتوقع حاليا أن يستمر تراجع التضخم هذا العام تدريجيا".
ويتوقع اقتصاديو المركزي الاوروبي الآن أن يبلغ متوسط التضخم 2.3% في عام 2024، و2.0% في عام 2025، و1.9% في عام 2026.
وقام البنك بتعديل توقعاته للنمو لعام 2024 بالخفض إلى 0.6%، مع توقع أن يظل النشاط الاقتصادي ضعيفا على المدى القريب.
اقرأ أيضًا- الفيدرالي يدفع الدولار لقاع شهرين.. هل تنقذه البيانات؟
الاعتماد على البيانات
وقالت لاغارد: "سيستمر المركزي الأوروبي بالاعتماد على البيانات في كل قرارات الفائدة المقبلة، بينما يرى أن الإبقاء على مستويات الفائدة الحالية لفترة كافية ستدعم تحقيق هدف التضخم".
وأضافت لاغارد: "سيحصل المركزي الأوروبي على مزيد من البيانات في يونيو، وأكدت أن كان هناك اتفاق واسع النطاق على أننا لن نغير وجهة نظرنا اعتمادا على نقطة زمنية واحدة من البيانات".
وتابعت لاغارد: " ليس من الواضح بعد متى قد يرى المركزي الأوروبي الوقت مناسبا لخفض الفائدة، بينما التضخم الأساسي لا يزال هو العامل الرئيسي الذي يراقبه التضخم، ولكنه ليس الوحيد".
وأكدت لاغارد أن البنك لن ينتظر حتى يصل التضخم إلى 2% لاتخاذ قرار خفض الفائدة، وقالت: "لم نناقش خفض الفائدة هذا الاجتماع، ولكننا بدأنا فقط بمناقشة تداعيات السياسة المتشددة الحالية".
