%89 من المتداولين يتوقعون الإبقاء على أسعار الفائدة
بيانات البطالة تمنح «الفيدرالي» مساحة جديدة للتوقف
ارتفع الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، بينما لا يوجد في الأنباء ما يحرك السوق، غير أن العوامل الجيوسياسيةـ والتوترات الدولية، فضلاً عن حالة الغموض المالي، لا سيما قبل تنصيب ترامب قد تقف وراء هذا الصعود.
يزيد انخفاض أسعار الفائدة من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، غير أن التوقعات تتجه إلى إبقاء مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغير في اجتماع ديسمبر الجاري.
ازداد الذهب في المعاملات الفورية نحو 0.2% أو ما يعادل خمسة دولارات وصولاً إلى مستويات 2663 دولاراً للأونصة، بحلول الساعة 3:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في الوقت ذاته ارتفعت العقود الأميركية الآجلة، تسليم شهر فبراير، بنحو 11 دولاراً أو ما يعادل 0.45% وصولاً إلى مستويات 2681 دولاراً للأونصة، ليحوم حول أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين الذي سجله أمس.
صعدت أسعار الذهب نحو 1.6% خلال الأسبوع الجاري حتى الآن، وكسبت العقود الأميركية الآجلة للذهب نحو 0.8%.
وسجل الذهب أمس، أعلى مستوى في أسبوعين، وارتفع في المعاملات الفورية 1% إلى 2649.73 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى منذ 18 ديسمبر، وازدادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8% إلى 2663.20 دولار للأونصة.
في الوقت ذاته، سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية عدة في عام 2024 وارتفع 27%، وهي أكبر زيادة سنوية منذ عام 2010، وذلك وسط تدابير خفض أسعار الفائدة التي اتخذها «الفيدرالي» وعمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
ينصب التركيز على قرارات مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» بشأن أسعار الفائدة في المستقبل، وكذلك الرسوم التجارية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتي من شأنها تعميق حالة عدم اليقين الاقتصادي عالمياً.
تبدأ ولاية ترامب الرئاسية في 20 يناير الجاري، ومن المتوقع أن ترفع الرسوم الجمركية المقترحة وسياسات الحماية التجارية معدلات التضخم، ومن الممكن أن تشعل حروباً تجارية، ما يزيد جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ولا تزال التوترات الجيوسياسية تقدم الدعم للأسعار، سواء تلك التي يشهدها الشرق الأوسط مع اتساع الغارات الجوية الإسرائيلية، أو الهجمات الروسية المكثفة على العاصمة الأوكرانية كييف.
أكدت بيانات صدرت أمس، قوة سوق العمل بالولايات المتحدة مع انخفاض طلبات البطالة الجديدة إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر الأسبوع الماضي، ما يمنح «الفيدرالي» فرصة للتوقف عن خفض أسعار الفائدة.
وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لشركة «سي إم إي»، ترى الأسواق فرصة بنسبة 11.2% فقط لإقدام «المركزي الأميركي» على خفض الفائدة، خلال اجتماع يناير.
كما ترى الأسواق احتمالاً بنسبة 88.8% للإبقاء على الوضع الراهن، وتثبيت أسعار الفائدة، بعدما قال رئيس «الفيدرالي» جيروم باول «خفض تكاليف الاقتراض بمعدلات أكبر يعتمد في الوقت الحالي على التقدم في السيطرة على التضخم».
وأجرى «الفيدرالي» خفضاً ثالثاً على التوالي لأسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه يتوقع الآن خفضين فقط في عام 2025، مشيراً إلى متانة الاقتصاد وسوق العمل، وتتزايد التوقعات أن يتخذ «الفيدرالي» نهجاً مدروساً وحذراً بشأن خفض الفائدة؛ نظراً لاستمرار التضخم مرتفعاً عن هدف البنك عند 2%.