ضخ المستثمرون الأفراد حوالي 70 مليار دولار في الأسهم الأميركية هذا العام، على الرغم من أن مديري الأموال المحترفين يخفضون تعرضهم للسوق خوفاً من سياسات الرئيس دونالد ترامب، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز».
ومن المتوقع أن تسجل التدفقات الصافية من المستثمرين الأفراد إلى الأسهم الأميركية وصناديق المؤشرات المتداولة 67 مليار دولار في عام 2025، بانخفاض طفيف عن 71 مليار دولار التي تم ضخها في الربع الأخير من 2024، وفقاً لبيانات من «فانداتراك».
ويؤكد هذا التدفق القوي كيف يظل المستثمرون الأفراد متفائلين بشأن الأسهم في وول ستريت، على الرغم من التقلبات الشديدة هذا العام، والتي تسببت فيها خطط ترامب المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية وظهور شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال ستيف سوسنيك، كبير استراتيجيي السوق في «إنترأكتيف بروكرز»، وهي منصة تستخدم على نطاق واسع من قبل المستثمرين الأفراد: «شراء التراجع كان استراتيجية فعّالة بشكل أساسي في أربع من السنوات الخمس الماضية»، وأضاف: «القيام بشيء يحقق نجاحاً رائعاً لفترة طويلة يجعلك معتاداً على الاستمرار فيه»، بحسب تقرير «فايننشال تايمز».
وانخفض مؤشر «S&P 500» في وول ستريت بنسبة 2% هذا العام، مع هبوط قطاع التكنولوجيا بنسبة 8%، هذا الانخفاض يعد تبايناً حاداً مقارنة بعامي 2023 و2024، حين سجل مؤشر «S&P 500» مكاسب كبيرة بفضل انتعاش أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى - ما مكّن المتداولين الذين اشتروا في أثناء هبوط السوق من تحقيق أرباح.
وقد شهدت الأيام الأخيرة الاتجاه نفسه، حيث استعاد مؤشر «S&P 500» جزءاً كبيراً من خسائره السنوية، مرتفعاً بنسبة 1.8% يوم الاثنين فقط على أمل أن يتراجع ترامب جزئياً عن تهديداته بفرض رسوم جمركية انتقامية مؤلمة في 2 أبريل.
وقال جيم بولسن، استراتيجي السوق المستقل: «يبدو أن المستثمرين ما زالوا يشعرون بالقلق من تفويت فرصة شراء التراجع أكثر من قلقهم من مزيد من الانخفاضات في السوق».
وتظهر بيانات «غولدمان ساكس» أن المستثمرين الأفراد كانوا بائعين صافين للأسهم الأميركية في سبع جلسات فقط هذا العام، رغم أن مؤشر «S&P 500» انخفض في 25 يوماً. وفي المقابل، قام كبار المستثمرين الذين تتبعهم «بنك أوف أميركا» بعمل «أكبر خفض على الإطلاق» في تخصيصاتهم للأسهم الأميركية في مارس.
كما استمر المستثمرون الأفراد في شراء أسهم الشركات التي كانت من أكبر الرابحين في العامين الماضيين، ولكنها تكبدت خسائر كبيرة في 2025، واشترى المتداولون الأفراد أسهم «تسلا» بقيمة 3.2 مليار دولار وأسهم «إنفيديا» بقيمة 1.9 مليار دولار فقط الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات «جيه بي مورغان تشيس».
وقال ستيف سوسنيك إن الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة ذات الرافعة المالية التي تتبع وتضاعف مكاسب أو خسائر «تسلا» و«إنفيديا» كان قوياً أيضاً، وأضاف أن الشهية اللامحدودة للمستثمرين الأفراد لهذه المنتجات «منطقية إلى حد ما» بالنظر إلى مدى ربحية الشراء عند التراجع مؤخراً.