شهد مؤشر الأسهم الأميركي «إس آند بي 500» (S&P500) في «وول ستريت» انخفاضاً حاداً أفقده مكاسبه التي حققها بعد الانتخابات الأميركية، حيث أثقلت المخاوف المرتبطة بأسواق السندات كاهل الأسواق، في ظل النشاط الاقتصادي المحفز من الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ومع بدء موسم نتائج الشركات للربع الرابع اعتباراً من يوم الأربعاء، سجل المؤشر خسارة أسبوعية بنسبة 2%، مغلقاً يوم الجمعة عند مستوى يقل بنسبة 1% عن إغلاق يوم الانتخابات في 5 نوفمبر.
وفي تعاملات العقود الآجلة صباح الاثنين، انخفضت العقود المرتبطة بالمؤشر بنسبة 1%، بينما ارتفع مؤشر التقلب (VIX)، المعروف بمؤشر الخوف، إلى أكثر من 22 لأول مرة هذا العام.
أثارت بيانات التوظيف القوية في الولايات المتحدة مخاوف إضافية بشأن إمكانية تسارع التضخم. وسجلت الوظائف نمواً أعلى من التوقعات، بينما انخفض معدل البطالة؛ ما يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام معضلة تقييم المخاطر التضخمية مع الحفاظ على استقرار سوق العمل.
ومن المتوقع أن تسهم خطط ترامب المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتخفيض الضرائب، وزيادة الرسوم الجمركية في دفع التضخم، وزيادة الأجور والأسعار، مع احتمالية تفاقم المخاطر المرتبطة بالدين العام.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.8% لأول مرة منذ نهاية 2023؛ ما أثار قلق الأسواق، مع تسجيل قفزة بلغت 115 نقطة أساس منذ بدء الفيدرالي تخفيف سياساته النقدية في سبتمبر الماضي.
في المقابل، حقق مؤشر الدولار الأميركي ارتفاعاً كبيراً ليصل إلى أعلى مستوى له منذ العام 2022، مدفوعاً بارتفاع العوائد وتعزيز مكانة الدولار عالمياً.
ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس، مدعومة بتوقعات بفرض عقوبات أشد على صادرات النفط الروسية. فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركات نفط روسية مثل «غازبروم نفط» و«سورغوت نفط غاز»، إلى جانب 183 ناقلة نفط.
ويتوقع المحللون أن تتأثر صادرات النفط الروسية بشكل كبير؛ ما سيدفع مستوردي النفط مثل الصين والهند إلى البحث عن بدائل في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا؛ ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف الشحن.
في آسيا، انخفضت الأسواق الصينية وأسهم هونغ كونغ بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة، مع تسجيل انخفاض حاد في الروبية الهندية.
وفي أوروبا، تواصل ارتفاع عائدات السندات الأميركية تأثيره على الأسواق الأوروبية، حيث بلغت عائدات السندات البريطانية لأجل 30 عامًا أعلى مستوياتها منذ 27 عامًا.
يتطلع المستثمرون إلى تقارير الأرباح التي ستصدرها شركات كبرى مثل «بلاك روك» و«سيتي غروب» و«غولدمان ساكس» هذا الأسبوع، إلى جانب بيانات التضخم لشهر ديسمبر.
على صعيد التكنولوجيا، من المتوقع أن تعلن شركة «تايوان سيميكونداكتور» عن قفزة بنسبة 58% في أرباحها للربع الرابع، مدفوعة بالطلب الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي.
وتظل الأسواق في حالة ترقب للتطورات الاقتصادية والسياسية التي ستشكل ملامح المرحلة المقبلة.