شهدت الأسواق العالمية تراجعات اليوم الاثنين، وسط تقليص المستثمرين لتوقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خلال عام 2025. وفي أوروبا، عند الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش، انخفضت بورصة باريس بنسبة 0.32%، وفرانكفورت 0.43%، ولندن 0.34%، وميلانو 0.92%. أما في زيورخ، فقد خسر مؤشر SMI نحو 0.67%.
وفي «وول ستريت»، تراجع مؤشر «ناسداك» ذو الطابع التكنولوجي بنسبة 1.39%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.71%. أما مؤشر «داو جونز»، فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.29%.
تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى تقرير مؤشر أسعار المنتجين (PPI) لشهر ديسمبر في الولايات المتحدة، والمقرر صدوره يوم الثلاثاء. ويُعتبر هذا المؤشر مقياساً رئيسياً للتضخم على مستوى المنتجين. وقد زادت المخاوف في الأسواق بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة، والتي جاءت أفضل من المتوقع.
وصرّح خبيران من شركة «LBP لإدارة الأصول»، سباستيان باريس هورفيتز وكزافييه شابارد، قائلين: «تُظهر البيانات الأخيرة، إلى جانب توقعات التضخم المرتفعة، أنه من المحتمل أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي».
حالياً، يتوقع المستثمرون خفضاً واحداً فقط لأسعار الفائدة خلال هذا العام، رغم أن رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، أشار في ديسمبر إلى إمكانية إجراء خفضين بمقدار 0.25 نقطة مئوية لكل منهما في عام 2025.
قالت إيبيك أوزكارديسكايا، محللة في «سويسكوت»: «تراجع توقعات خفض الفائدة أثّر في شهية المخاطرة، مما تسبب في ضغط على أسواق الأسهم».
وأضافت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «XTB»، أن حركة البيع تسارعت في سوق السندات مع بداية العام الجديد، مشيرة إلى عدة عوامل تشمل: مخاوف التضخم، العجوزات في القطاع العام، وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية، ما دفع العوائد إلى الارتفاع، وزاد الضغوط على الأسواق المالية.
وبلغ عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات 4.78% عند الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش، مقارنة بـ4.76% عند إغلاق الجمعة.
أثرت المخاوف بشأن أسعار الفائدة طويلة الأجل على السندات السيادية، لا سيما في المملكة المتحدة وفرنسا. ووصل عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات إلى 4.86%، قريبًا من أعلى مستوياته منذ 2008. أما نظيره الفرنسي، فقد ارتفع إلى 3.45%. واستفاد الدولار الأميركي من بيانات الوظائف الأخيرة، حيث ارتفع بنسبة 0.37% مقابل اليورو ليصل إلى 1.0207 دولار لليورو، مسجلاً أدنى مستوى للعملة الأوروبية منذ نوفمبر 2022.
أثرت حالة عدم اليقين الاقتصادي بشكل خاص على قطاع التكنولوجيا المرتفع القيمة. في «وول ستريت»، تراجعت أسهم «نفيديا» بنسبة 3.41%، و«تسلا» بنسبة 2.04%، و«ألفابيت» (الشركة الأم لـ«غوغل») بنسبة 1.72%، و«آبل» بنسبة 2.36%.
تراجعت أسهم شركة الملابس الأميركية «أبركرومبي آند فيتش» بنسبة 15.52% في نيويورك بعد إعلانها عن توقعات مبيعات أقل من المتوقع للسنة المالية 2024-2025. في المقابل، ارتفعت أسهم «لولوليمون» بنسبة 1.89% بعد أن رفعت الشركة توقعاتها المالية للربع الرابع.
واصلت أسعار النفط ارتفاعها نتيجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قطاع الطاقة الروسي. عند الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر خام «برنت» بنسبة 1.04% ليصل إلى 80.59 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 1.39% ليصل إلى 77.63 دولاراً للبرميل. وشهدت عملة «بيتكوين» تراجعاً بنسبة 4.33% لتصل إلى 90,235 دولاراً.