سياسات ترامب تعصف بالأسواق والحرب التجارية تقوض الاقتصاد العالمي

هوت أسواق المال العالمية وشهدت موجة تراجعات حادة اليوم بعد أن أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كندا والمكسيك والصين مخاوف من حرب تجارية أوسع نطاقاً تقوض النمو العالمي.

وتواجه الأسواق العالمية في الوقت الراهن تهديداً ثلاثياً يتمثل في الرسوم الجمركية والتضخم وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية والسياسية والنقدية. 

فقد تراجعت العقود الآجلة الأميركية بشكل حاد حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.93٪، وهوى مؤشر ناسداك بنسبة 2.46٪، وتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.0٪، فيما انخفضت الأسهم الأوربية أيضا حيث تراجع مؤشر داكس بنسبة 2.4٪، وتراجع مؤشر كاك 40 بنسبة 2.3٪، وهبط مؤشر FTSE 100 بنسبة 1.2٪.

أما في الأسواق الآسيوية الأسواق، فقد قادت الأسهم اليابانية (نيكي -2.4٪)، والكورية الجنوبية (كوسبي -3٪)، والأسترالية (ASX 200 -1.8٪) الانخفاضات؛ بينما أغلقت الأسواق الصينية أبوابها بمناسبة رأس السنة القمرية.

وفي سوق العملات والسلع، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.28٪ إلى 109.75 حيث سعى المستثمرون إلى ملاذ آمن؛ وبلغ البيزو المكسيكي والدولار الكندي أدنى مستوياتهما منذ عدة سنوات.

وتراجع خام برنت بنسبة 0.75٪ إلى 76.42 دولارا وسط حالة من عدم اليقين بشأن الطلب، على الرغم من قيود العرض التي تفرضها منظمة أوبك +. وارتفع الذهب بنسبة 0.3٪ إلى 2,842.60 دولارا للأوقية، لكن مكاسبه كانت محدودة بسبب قوة الدولار.

كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس إلى 4.525٪ وسط عزوف عن المخاطرة.
 

 تداعيات الرسوم الجمركية

 مخاطر التضخم: تقدر غولدمان ساكس أن الرسوم الجمركية قد تضيف 0.7٪ إلى التضخم في الولايات المتحدة وتقلل النمو الاقتصادي بنسبة 0.4٪. وتحذر مورغان ستانلي من انكماش محتمل في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.1٪.
 التأثير القطاعي: يواجه صانعو السيارات (فولكس فاجن -5.4٪، ستيلانتيس -6.1٪) وأسهم التكنولوجيا (العقود الآجلة لناسداك -2.2٪) ضربات مباشرة بسبب تعطل سلاسل الإمداد في أمريكا الشمالية.
 مخاطر الرد: فرضت كندا رسوما جمركية مضادة بنسبة 25٪؛ وتعهدت الصين والمكسيك باتخاذ "إجراءات مناسبة"، مما أثار مخاوف من حرب تجارية طويلة الأمد.

الغموض الجيوسياسي 

استدعى ترامب سلطات الطوارئ (IEEPA) لفرض الرسوم الجمركية، مما أثار نقاشات قانونية وحالة من عدم اليقين بشأن السياسات.

وتهدف محادثات الاتحاد الأوروبي الدفاعية في بروكسل إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وسط التوترات في الناتو.

ما يجب مراقبته لاحقا:

• البيانات الاقتصادية: 
o مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي (3 فبراير): يشير إلى النشاط الصناعي وسط فوضى الرسوم الجمركية.
o مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو (3 فبراير): من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.5٪ على أساس سنوي، وهو أمر بالغ الأهمية لسياسة البنك المركزي الأوروبي.
o تقرير الوظائف الأمريكي (7 فبراير): قد تؤثر مرونة سوق العمل على توقيت خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

 البنوك المركزية: 

o قرار بنك إنجلترا بشأن سعر الفائدة (6 فبراير): من المتوقع خفض بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.5٪، لكن التضخم المستمر قد يبطئ التيسير.
o سياسة الاحتياطي الفيدرالي: الأسواق تسعر في تأخير التخفيضات؛ والتركيز على تعليقات باول بعد فرض الرسوم الجمركية.

 التطورات الجيوسياسية 

o محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين: أي تهدئة يمكن أن تستقر الأسواق.
o تمويل الدفاع في الاتحاد الأوروبي: قد تؤثر النتائج من قمة بروكسل على أسهم الدفاع.
توقعات المحللين:
• تشاؤم على المدى القصير: تضخ الرسوم الجمركية التقلبات؛ وقد يختبر مؤشر S&P 500 أدنى مستوياته في عام 2024 إذا تم كسر دعم 23,280.

 اختيارات القطاعات 

o الدفاع / الطاقة: التحوط من المخاطر الجيوسياسية (مثل Lockheed Martin ، BP).
o الذهب والفضة: التحوط من التضخم؛ ارتفع سهم SPDR Gold Shares (GLD) بنسبة 0.3٪.
o ألأسهم الدفاعية كأسهم القطاع الاستهلاكي و القطاع الصحي 
• مخاطر طويلة الأجل: 
o مخاوف الركود: تتوقع BCA Research انخفاضًا بنسبة 32٪ في مؤشر S&P 500 في عام 2025 إذا أخر الاحتياطي الفيدرالي التخفيضات.
o أسواق الدين: ارتفاع حالات التخلف عن السداد في السندات عالية العائد (مثل قطاع الطاقة الكندي).

تقلبات

 في حين أن الأصول الدفاعية (الذهب والمرافق) قد تخفف من تأثير المحافظ، يجب الاستعداد إلى  ارتفاع التقلبات في الأسواق، وينصح بمراقبة توجيهات البنك المركزي وتنقيحات الأرباح للحصول على أدلة اتجاهية.