العقيدة النووية الروسية تقلب سوق الأسواق وشراء للأصول الآمنة
طغت التوترات الجيوسياسة في منطقة اليورو، والمخاوف من اتساع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، على الأسواق المالية حيث شهدت الأسهم موجة تراجعات حادة فيما زاد الإقبال على شراء الملاذات الآمنة.
وبعد إعلان روسيا عن تحديث عقيدتها النووية، في خطوة فسّرت كتحذير صريح لأعدائها المحتملين بأن أي هجوم على البلاد أو حلفائها سيواجه برد حتمي، لم يلتفت المستثمرون إلى بيانات التضخم الإيجابية التي حققتها دول الاتحاد الأوروبي، والتي تعزز توقعات خفض أسعار الفائدة، وتنعش أداء الأسهم التي تشهد تقلبات عنيفة اليوم الثلاثاء، ما أسهم في تراجع حاد للأسهم الأوروبية.
أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم، استقرار معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو عند 2%، وفقاً لتوقعات الأسواق، ما يعزز احتمالات إقدام المركزي الأوروبي على خفض رابع لأسعار الفائدة، إلا أن الأسهم لم تتفاعل مع البيانات، لتعمق من خسائرها بعدما تخلت عن كافة مكاسبها الصباحية التي سجلتها عند افتتاح تداولات اليوم.
وإلى جانب المشهد الاقتصاد الملتبس في أوروبا، لا تزال التوترات الجيوسياسية في منطقة اليورو تلقي بظلالها السلبية على السوق الأسهم، خاصة بعد التصعيد الذي تشهده الأزمة الروسية الأوكرانية.
استقر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس سنوي خلال أكتوبر عند مستويات 2% مقابل التوقعات ذاتها.
وأفادت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) استقر على أساس سنوي عند 2.7%، متماشياً مع التوقعات. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين خلال أكتوبر إلى 0.3% وفقاً للتوقعات، مقابل انخفاضه بنسبة 0.1% في سبتمبر.
◄انخفض مؤشر يورو ستوكس 600 بما يقرب من 1% أو ما يعادل 5 نقاط وصولاً إلى مستويات دون 498 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ مطلع أغسطس الماضي.
◄هبط مؤشر داكس الألماني بأكثر من 1.3% أو ما يعادل 260 نطقة وصولاً إلى مستويات 18930 نقطة.
◄تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.4% أو ما يعادل 100 نقطة وصولاً إلى مستويات 7175 نقطة.
◄نزل مؤشر فوتسي إم أي بي الإيطاليا بالنسبة الأكبر، بعدما فقد 770 نقطة أو ما يعادل 2.4% وصولاً إلى 32970 نقطة.
◄انخفض مؤشر إيبكس 35 الإسباني 1.6% أو ما يعادل 180 نقطة وصولاً إلى مستويات 11490 نقطة.
◄هبط اليورو قرب أدنى مستوى في عام بنسبة 0.4% بعدما ارتفع في التعاملات المبكرة 0.15، ليسجل في أحدث التداولات مستويات 1.0563 للدولار.
تصاعدت التوترات الجيوسياسية في أوروبا بعدما سمحت واشنطن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية لضرب العمق الروسي، وجاء القرار الأميركي رداً على مشاركة قوات من كوريا الشمالية في أكبر هجوم روسي على الحدود الأوكرانية منذ شهور.
في المقابل، أعلن الكرملين «إن روسيا سترد على ما وصفه بالقرار المتهور لإدارة بايدن، بعد أن حذر في وقت سابق من أن مثل هذه القرارات من شأنها أن تزيد خطر المواجهة مع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة».
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، على أسس سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، والتي تنص على «أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، وتضمن حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وردع أي عدو محتمل من العدوان على روسيا الاتحادية و(أو) حلفائها».
وفقاً للوثيقة، يعتبر عدوان أي دولة من التحالف العسكري ضد روسيا أو حلفائها عدواناً من قبل هذا التحالف ككل، ومن المنتظر أن يدخل المرسوم حيز التنفيذ من يوم التوقيع عليه، أي اليوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر.
شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً قوياً عند افتتاح تعاملات اليوم، حيث ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 بنسبة 0.4% في التعاملات المبكرة، تزامناً وسيطرة الصعود على المؤشرات الرئيسة جميعها.
كان الارتفاع في الأسواق الأوروبية مدفوعاً بشكل أساس بمكاسب بلغت 1% في قطاع التعدين و0.8% في قطاع العقارات، بعد التعافي من الانخفاضات السابقة.
قفزت أسهم شركة تيسينكروب الألمانية بنسبة 7.5% بفضل نتائج الربع الرابع القوية، وارتفعت أسهم شركة إمبراير السويدية بنسبة 3.7% بعد أنباء عن فصل وحدتها أسمودي، وعرض خطط للنمو الإستراتيجي.
في المقابل، انخفضت شركة أجهزة السمع السويسرية سونوفا بنسبة 2% بعد الإبلاغ عن أرباح نصف سنوية ضعيفة.
ارتفعت أصول الملاذ الآمن بشكل ملحوظ اليوم الثلاثاء، بعد إعلان روسيا عن تحديث عقيدتها النووية، في خطوة فسّرت كتحذير صريح لأعدائها المحتملين بأن أي هجوم على البلاد أو حلفائها سيواجه برد حتمي.
وأعقب ذلك إعلان من الكرملين بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذا التحديث؛ ما دفع المستثمرين إلى التهافت على شراء السندات الحكومية، الين الياباني، والذهب. وسجّل الذهب قفزة إلى أعلى مستوى له خلال الجلسة ليصل إلى نحو 2626 دولاراً للأوقية، في حين تراجع الدولار 0.9% مقابل الين الياباني إلى 153.28 ين.
وفي سوق السندات، انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 8 نقاط أساس ليصل إلى 2.28%، وهو أدنى مستوى منذ أواخر أكتوبر. كما شهدت السندات الحكومية الأميركية والبريطانية مكاسب مماثلة.