يواكيم ناجل: الحرب الحمائية قد تتجاوز سيطرة الجميع
دي غويندوس: توازن المخاطر يتحول من التضخم إلى النمو الاقتصادي
أكد صانعو السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، أن السياسات الضريبية والجمركية التي ينوي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب فرضها قد تقود إلى ركود واسع النطاق يتجاوز حدود أوروبا، وهو ما قد يؤدي إلى حرب تجارية تقود إلى تغير موازين التجارة الدولية.
في حين أشار عدد من كبار صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي إلى أنهم أكثر قلقاً بشأن الضرر الذي قد تحدثه الرسوم التجارية الأميركية الجديدة المتوقعة على النمو الاقتصادي في منطقة اليورو أكثر من أي تأثير على التضخم.
يأتي ذلك بينما ينتظر المستثمرون وصناع القرار في مختلف أنحاء العالم تفاصيل السياسة التجارية الجديدة التي سينتهجها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعد أن جعل من الحماية التجارية عنصراً أساسياً في خطابه أمام الناخبين خلال الحملة الانتخابية.
قال محافظ البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل، خلال فعالية في العاصمة اليابانية طوكيو، بحسب بيان البنك المركزي الأوروبي: «الرسوم الجمركية التي وعد بها ترامب من شأنها أن تقلب التجارة الدولية رأساً على عقب، في الوقت الذي بدأت فيه المخاوف تهدأ بشأن التضخم».
أضاف ناجل: «التنافس العالمي لا بد وأن يتقلص بشكل كبير حتى يؤدي إلى زوال ملحوظ في الضغوط التضخمية. وحتى الآن لم نشهد هذا».
وأوضح محافظ المركزي الألماني أنه يمكن السيطرة على التضخم برفع او خفض الفائدة، لكن إشعال تلك الحرب الحمائية أمر من الممكن أن يتجاوز سيطرة الجميع.
كما خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثلاث مرات منذ يونيو مع اقتراب التضخم في منطقة اليورو من هدفه البالغ 2%، في حين خفض أيضاً توقعاته للنمو مرتين مع صعوبة تحقيق التعافي في الدول العشرين التي تتقاسم اليورو.
حذر محافظ بنك اليونان وعضو «المركزي الأوروبي»، يانيس ستورناراس، من أن فرض ترامب للرسوم قد يؤدي إلى ركود في أوروبا.
وقال ستورناراس، في كلمة خلال ندوة مستقبل التمويل المنعقدة في العاصمة اليونانية أثينا أمس: «إذا كان بوسعي أن أنصح أصدقاءنا في الولايات المتحدة، فهذه نصيحتي: لا تفعلوا ذلك».. وأضاف أن أية رسوم قد تؤدي إلى الركود وفترة من الانكماش في الأمد المتوسط.
كما حذر ستورناراس، من الأضرار التي قد تلحق بالاتحاد الأوروبي نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وقال «إن التوصل إلى اتفاق ممكن مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب».
إلى ذلك أضاف محافظ بنك اليونان: «أنا قلق بشأن الرسوم الجمركية لأنني من أنصار التجارة الحرة، وأعتقد أن الرسوم الجمركية لا تخلق في النهاية أي تأثير إيجابي، من الواضح أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا لن تفيد الولايات المتحدة أو أوروبا».
شدد نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي غويندوس ورئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل على الضربة التي قد تخلفها القيود التجارية الجديدة على الناتج، في حين بدا أنهما أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق التضخم، الذي بدأ يتراجع بعد ارتفاع استمر عامين.
كما قال دي غويندوس في مناسبة أقيمت في مدينة فرانكفورت الألمانية، بحسب بيان البنك أمس: «تحول توازن المخاطر الكلية من المخاوف بشأن التضخم المرتفع إلى المخاوف بشأن النمو الاقتصادي».
أضاف دي غويندوس «آفاق النمو مشوبة بعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية والمشهد الجيوسياسي، سواء في منطقة اليورو أو على مستوى العالم، وقد تتصاعد التوترات التجارية بشكل أكبر، ما يزيد من خطر أحداث غير متوقعة».
جاء ذلك بعدما أثار ترامب قلق العواصم الأوروبية بتهديده بفرض رسوم جمركية 60% على الصين و10% إلى 20% على بقية العالم.
خلال ولايته الأولى، فرض ترامب رسوماً جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية؛ ما أدى إلى تصعيد متبادل مع الاتحاد الأوروبي، الذي استهدف الشركات الحساسة سياسياً في الولايات المتحدة برسوم جمركية خاصة به.
وتخشى الأسواق من أن تؤدي ولاية ترامب الثانية إلى تجربة أسوأ بكثير للحرب التجارية التي خاضها الرئيس الجمهوري السابق في عامي 2018 و2019 مع الصين، مع تداعيات على أوروبا والانتقام المحتمل.