logo
قطاعات

أزمة سلاسل الإمداد تفرض استراتيجيات جديدة لمواجهة المخاطر

أزمة سلاسل الإمداد تفرض استراتيجيات جديدة لمواجهة المخاطر
إضراب عمال الموانئ في محطة حاويات «باي بورت» في سيبروك، تكساس، 1 أكتوبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:30 أكتوبر 2024, 06:54 م

تواجه سلاسل الإمداد التي تدعم الاقتصاد العالمي ضغوطاً كبيرة نتيجة التوترات الجيوسياسية، والاضطرابات العمالية، والكوارث الطبيعية. وبينما تبلّغ بعض الشركات عن تحقيق ميزة تنافسية من خلال اعتماد أدوات إدارة المخاطر المتقدمة، فإن تنفيذ هذه الحلول قد يكون مكلفاً ومعقداً.

وفي أعقاب جائحة كوفيد-19، التي أجبرت العديد من الشركات على الإسراع في سد الثغرات في سلاسل إمدادها، برز جيل جديد من الاستراتيجيات والتقنيات لإدارة هذه المخاطر بشكل أكثر فعالية، وفقاً لتقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».

وقال ميركو فويتزيك، المدير العالمي للمعلومات في شركة «إيفرستريم أناليتكس» لإدارة المخاطر: «كانت إدارة مخاطر سلسلة الإمداد في السابق مجالاً متخصصاً، ولكن جائحة كوفيد-19 جعلتها تتصدر المشهد. فجأة، أصبحت إدارة مخاطر سلسلة الإمداد ميزة تنافسية».

نهج أكثر استدامة

وأوضح التقرير أن الجائحة سلطت الضوء على نقاط الضعف لدى الشركات التي أعطت الأولوية للمخزونات المنخفضة على حساب كل شيء آخر. ومنذ ذلك الحين، أدت سلسلة من الاضطرابات، بما في ذلك إضراب حديث لعمال الأرصفة في عدة مواني أميركية، وإعصار هيلين الذي ضرب جنوب شرقي الولايات المتحدة في سبتمبر وأثر على الأعمال التجارية، إلى دفع الشركات لتبني نهج أكثر استدامة في إدارة المخاطر. كما تسبب الصراع المستمر في الشرق الأوسط في تعطيل طرق النقل البحرية.

تفرض اللوائح الجديدة في الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة على الشركات للحصول على رؤية أوضح لسلاسل إمدادها، وتواجه الشركات الأميركية، خصوصاً، تدقيقاً متزايداً فيما يتعلق بتقليل اعتمادها على الموردين الصينيين. تشمل هذه الضغوط تشريعات تم تمريرها أخيراً في مجلس النواب الأميركي، تقترح حرمان السيارات الكهربائية من بعض الائتمانات الضريبية إذا كانت تستخدم مكونات بطارية من شركات صينية محددة.

أخبار ذات صلة

ميرسك: بدء استقرار سلاسل الإمداد العالمية لكن الانكماش قادم

ميرسك: بدء استقرار سلاسل الإمداد العالمية لكن الانكماش قادم

وأوضحت بريا أناند، مديرة خدمات اللوجستيات العالمية في شركة «جابل» المتخصصة في التصنيع وإدارة سلسلة الإمداد، أن «هناك العديد من الفرص لأولئك الذين يتمكنون من التكيف. إذا استطعت وضع خطة مرنة، فستحقق ميزة تنافسية كبيرة».

تصنع «جابل» مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الإلكترونيات، ومنتجات الرعاية الصحية، والسلع الاستهلاكية، لأكثر من 400 علامة تجارية عالمية، مثل «أبل». ومع سلسلة إمداد عالمية مترامية الأطراف، تواجه الشركة مخاطر متزايدة عبر مختلف الأسواق، ما دفعها إلى اعتماد استراتيجيات متعددة لإدارة تلك المخاطر.

ووفقاً لبريا أناند، مديرة خدمات اللوجستيات العالمية في «جابل»، زودت الشركة مورديها بأدوات لتقييم المخاطر، من ضمنها منصات تسمح لهم بتحميل البيانات للتنبؤ بالاضطرابات المحتملة. كما بدأت الشركة في تأمين مزيد من المواد الأساسية من مصادر محلية، مثل شراء الإمدادات من المكسيك بدلاً من الصين.

مرونة سلاسل الإمداد 

ومع ذلك، تُعد زيادة مرونة سلاسل الإمداد من خلال التقنية أو تنويع المصادر تحدياً مكلفاً للعديد من الشركات. وأظهر استطلاع أجرته شركة «أوليفر وايمان» الاستشارية أن الشركات التي استثمرت في مرونة سلسلة الإمداد حققت نمواً متوسطاً في الإيرادات بنسبة 23% من 2018 إلى 2023، مقارنة بنمو بنسبة 15% بين الشركات الأخرى. ورغم ذلك، يشير نفس الاستطلاع إلى أن ثلث الشركات فقط حققت تقدماً ملحوظاً نحو أهدافها في مرونة سلالة الإمداد.

تفتقر الشركات المتأخرة في تعزيز مرونة سلاسل إمدادها غالباً إلى الدعم من مجالس إدارتها، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة «أوليفر وايمان». وأظهرت نتائج منفصلة من شركة «إف تي آي للاستشارات» أن نحو 40% من الشركات ليست لديها خطط طوارئ للتعامل مع فشل سلاسل الإمداد.

أخبار ذات صلة

دافوس 2024.. التكنولوجيا ستحدث تحولا بمرونة سلاسل التوريد

دافوس 2024.. التكنولوجيا ستحدث تحولا بمرونة سلاسل التوريد

ولتقليل المخاطر، أوضح التقرير أن العديد من الشركات تركز بشكل متزايد على فهم ليس فقط مورديهم المباشرين، بل أيضاً الشركات التي توفر المواد الخام والأجزاء لمورديهم. وأدى هذا التحليل المعمق لسلاسل الإمداد إلى نمو شركات برمجيات متخصصة تساعد الشركات في الكشف عن التقلبات المحتملة في علاقاتها التجارية.

وبدأ بعض الموردين بالاستفادة من البيانات العامة للاستيراد والتصدير، مثل سجلات الشحن، لفهم أفضل لمكونات المنتج، حتى وصولاً إلى المواد الخام. وكانت الحكومة الأميركية من أوائل المتبنين لهذه التقنيات، بدافع الحاجة إلى الاستعداد لمواجهة اضطرابات محتملة في قطاعات حيوية، بما في ذلك الأدوية.

وأشار آري توخمان، الرئيس التنفيذي لشركة «كوانتي فايند» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي لاستكشاف سلاسل الإمداد، إلى أن شركته تشهد اهتماماً متزايداً من القطاعين العام والخاص، إذ تتوجه العديد من الشركات نحو أدوات شركته استجابة للوائح الحكومية التي تطالب بإزالة السلع المرتبطة بالعمل القسري من سلاسل إمدادها.

فيما أكد جيمس كراسك، المدير الإداري للاستشارات الاستراتيجية للمخاطر في شركة «مارش» المتخصصة في وساطة التأمين وإدارة المخاطر، أنه «لا توجد إجابة واحدة تناسب جميع المخاطر؛ ففي الماضي، ركزت المنظمات بشكل مفرط على تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، ما جعلها أكثر عرضة للاضطرابات في عالم تتسم بزيادة الغموض».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC