تدفقات الاستثمارات قد تتوقف عن الأسواق الناشئة
سياسة أميركا أولاً ستمتص السيولة من الدول الفقيرة
حذر بنك «جيه بي مورغان» في مذكرة حديثة، من أن الأسواق الناشئة قد تشهد توقفاً مفاجئاً لتدفقات رأس المال، مع تحفيز سياسات «أميركا أولاً» التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب للاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن تلك السياسة الحمائية، ستقود إلى سحب الأموال من الدول الأكثر فقراً.
تزامن تحذير بنك الاستثمار الأميركي، مع خطاب الرئيس دونالد ترمب أمس في المنتدى الاقتصادي في دافوس، حيث تحدث عن عدد من القضايا بما في ذلك التعريفات الجمركية والتضخم والعلاقات الدولية.
قال ترامب خلال مشاركته عبر الفيديو في دافوس: «رسالتي لكل شركة في العالم بسيطة للغاية، تعالوا واصنعوا منتجكم في أميركا، وسنقدم لكم إحدى أدنى الضرائب على وجه الأرض، وإذ لم تصنعوا منتجكم في أميركا، وهو حقكم، فبكل بساطة، سيتعين عليكم دفع تعريفة جمركية».
وفقاً لمذكرة جي بي مورغان التي نشرتها وسائل إعلام غربية، يخشى المحللون من حدوث توقف مفاجئ في تدفقات رأس المال، لأن ذلك يؤدي إلى حرمان الاقتصادات من الأموال التي تحتاج إليها للنمو أو حتى مجرد الاستمرار.
تشير المؤشرات الداخلية لبنك «جي بي مورغان» إلى أن هناك تدفقات رأسمالية خارجية صافية بقيمة 19 مليار دولار من الاقتصادات النامية باستثناء الصين في الربع الأخير، مع توقع فرار 10 مليارات دولار أخرى في الربع الأول.
قال البنك في مذكرة بحثية «من شأن ذلك أن يشير إلى أن الأسواق الناشئة باستثناء الصين على وشك التوقف المفاجئ».
وأوضح خبراء البنك أن تلك الظاهرة ليست شيئا يجب التعامل معه باستخفاف.
كتب خبر البنك «أن التباطؤ الحالي في تدفقات رأس المال لا ينشأ عن حدث مرتبط بالأسواق الناشئة، بل بسبب تشديد الظروف المالية على مستوى العالم مع زيادة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب وتعهداته بخفض الضرائب؛ مما يثير احتمال بقاء أسعار الفائدة الأميركية أعلى لفترة أطول.
قال خبراء «جي بي مورغان» إن تطورات الوضع من هنا ستعتمد على ما سيفعله ترامب وما إذا كانت البيانات الأميركية الرئيسية بشأن الوظائف والتضخم ومبيعات التجزئة قوية بما يكفي للتأثير في تحركات أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأضافوا أن الاقتصادات الأكثر عرضة للخطر هي رومانيا وماليزيا وجنوب إفريقيا والمجر، وإن حدث توقف مفاجئ في الأسواق الناشئة، فمن المفترض أن تواجه أغلب الاقتصادات صعوبات في امتصاص تلك الصدمة».
قال ترامب خلال مشاركته في دافوس أمس: «سأطالب بخفض الفائدة على الفور، وعلى نحو مماثل، ينبغي أن تنخفض الفائدة في جميع أنحاء العالم».
وأضاف أن الإنفاق المسرف نتيجته أسوأ أزمة تضخم في التاريخ الحديث، وارتفاع الفائدة إلى عنان السماء، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وكل شيء آخر معروف.
تابع ترامب «يعاملنا الاتحاد الأوروبي بشكل غير عادل وسيئ للغاية، ولديه ضريبة كبيرة للغاية، نريد فقط أن نحظى بمعاملة عادلة من الدول الأخرى».
في الوقت ذاته، أشار ترامب إلى أنه سيطلب من دول «أوبك» خفض أسعار النفط، ولفت إلى أنه إذا انخفضت أسعار النفط، فإن الحرب في أوكرانيا ستنتهي على الفور، لكن السعر مرتفع حالياً بما يكفي لاستمرار الحرب.