يواجه المستثمرون، عند الاستثمار في صناديق الاستثمار المشتركة في دبي، قراراً حاسماً يتعلق باختيار استراتيجية نشطة أو سلبية. توفر صناديق الاستثمار المشتركة محفظة استثمارية متنوعة تُدار بشكل احترافي، مما يتيح للمستثمرين الوصول إلى مجموعة واسعة من الأصول دون الحاجة إلى الملكية المباشرة أو الإدارة النشطة للأوراق المالية الفردية.
فهم الفروقات الرئيسية بين صناديق الاستثمار النشطة والسلبية أمر ضروري لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، سواء كان ذلك من خلال النظر في صناديق الاستثمار البنكية أو وضع خطة استثمارية في دولة الإمارات.
تُعد صناديق الاستثمار المشتركة، بوجه عام، أدوات استثمارية تجمع أموال العديد من المستثمرين للاستثمار في محفظة متنوعة من الأسهم أو السندات أو الأوراق المالية الأخرى. تتيح هذه الصناديق للمستثمرين التعرض لمجموعة واسعة من الأصول دون الحاجة إلى ملكية مباشرة أو إدارة نشطة للأوراق المالية الفردية.
تُدار صناديق الاستثمار النشطة من قِبَل مديري صناديق يهدفون إلى التفوق على أداء السوق من خلال اختيار الأوراق المالية التي يُتوقع أن تحقق عوائد أعلى. يقوم هؤلاء المديرون بإجراء أبحاث وتحليلات شاملة لتحديد الفرص الاستثمارية المربحة، واتخاذ قرارات شراء وبيع حكيمة، وتعديل محفظة الصندوق بناءً على توقعاتهم للسوق واستراتيجياتهم الاستثمارية.
في هذا النوع من الاستثمار، يختار مدير الصندوق الأسهم التي يُتوقع أن تتفوق على السوق الأوسع، مع التركيز على تحقيق نمو رأسمالي طويل الأجل من خلال الاستثمار في شركات ذات أسس قوية.
تُعرف صناديق الاستثمار السلبية أيضاً بصناديق المؤشرات أو الصناديق المتداولة في البورصة، وتهدف إلى تكرار أداء مؤشر سوق معين، مثل «مؤشر نيفتي 50» أو «ستاندرد آند بورز 500». بدلاً من اختيار الأسهم بشكل نشط، حيث تحتفظ الصناديق السلبية بجميع أو عينة ممثلة من الأوراق المالية في المؤشر، مما يوفر للمستثمرين تعرضاً واسعاً للسوق بتكلفة أقل.
على سبيل المثال، تقوم الصناديق السلبية بتكرار أداء «مؤشر سينسكس» من خلال الاحتفاظ بجميع الأسهم المكونة للمؤشر بالنسب نفسها. تتيح هذه الاستراتيجية تحقيق عوائد قريبة جداً من أداء المؤشر، مما يمنح المستثمرين تعرضاً للسوق الأوسع دون الحاجة إلى اختيار الأسهم النشط.
الاختيار بين صناديق الاستثمار النشطة والسلبية يعتمد على أهدافك الاستثمارية، ومدى تقبلك للمخاطر، وفلسفتك الاستثمارية. وفيما يلي عوامل رئيسية يجب أخذها بعين الاعتبار:
الصناديق النشطة: مناسبة إذا كان هدفك هو التفوق على أداء السوق، وتثق بقدرة مديري الصناديق المهرة على تحقيق عوائد فائقة.
الصناديق السلبية: مثالية إذا كنت تسعى لمطابقة عوائد السوق، وتفضل نهجاً غير تدخلّي.
الصناديق النشطة: عادةً ما تكون لديها نسب نفقات أعلى؛ بسبب التكاليف المرتبطة بالإدارة النشطة.
الصناديق السلبية: تتميز بنسب نفقات أقل، مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على العوائد طويلة الأجل.
الصناديق النشطة: قد تتفوق على السوق أحياناً، لكنها تتطلب تقييم الأداء على المدى الطويل بعناية.
الصناديق السلبية: تسعى لتكرار أداء المؤشر، مما يوفر نتائج طويلة الأجل أكثر استقراراً.
الصناديق النشطة: تنطوي على مخاطر وتقلبات أعلى، لكنها تقدم إمكانية تحقيق عوائد أعلى.
الصناديق السلبية: توفر تعرضاً للسوق الأوسع، مما يخفف المخاطر من خلال محفظة متنوعة.
يختلف نجاح الصناديق النشطة مقارنة بالصناديق السلبية باختلاف فئات الاستثمار. بشكل عام، تكون معدلات النجاح على المدى الطويل أعلى بالنسبة لصناديق العقارات، والسندات، وأسهم الشركات الصغيرة النشطة، بينما تميل استراتيجيات الأسهم الكبرى الأمريكية إلى الأداء الأفضل عند إدارتها بشكل سلبي.
تشير بيانات «مورنينغ ستار» لعام 2023 إلى أن أقل من نصف الاستراتيجيات النشطة تفوقت على نظيراتها السلبية، لكن صناديق الاستثمار النشطة اكتسبت حصة سوقية كبيرة. تتفاوت معدلات النجاح للاستراتيجيات النشطة بين الفئات، مع تحقيق صناديق الدخل الثابت والعقارات النشطة نجاحاً ملحوظاً على المدى الطويل.
تمتلك صناديق الاستثمار النشطة والسلبية مزاياها الخاصة، ويمكن أن تؤدي دوراً في محفظة استثمارية متوازنة. ضع في اعتبارك أهدافك الاستثمارية، ومدى تقبلك للمخاطر، والخصائص المحددة لكل صندوق قبل اتخاذ القرار. نهج متوازن يتماشى مع استراتيجيتك الاستثمارية وأهدافك طويلة الأجل سيساعدك على التعامل مع عالم الاستثمار في الصناديق المشتركة المعقد.
علينا أن نتذكر أن الاستثمار في صناديق الاستثمار المشتركة يخضع لمخاطر السوق. استشر مستشاراً مالياً أو قم بإجراء بحث شامل قبل اتخاذ قرارات استثمارية.