عادةً ما تتفاوت التحديات في مجال القيادة بناءً على حجم الأعمال التجارية، ومع ذلك فسواء كنت تترأس شركة ناشئة، أم تدير مشروعاً متوسط الحجم، فهناك تحديات معينة تظل شاملة لجميع أنواع الأعمال.
وعلى حين يسعى كل قيادي إلى تطوير أعماله التجارية سريعاً، فإنه من الضروري فهم بعض المخاطر الشائعة التي تعيق الأعمال التجارية من المضي في رحلتها على نحو أكثر كفاءة.
لنتعرف أكثر على هذه التحديات الشائعة:
تتميز قيادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمتعة والإرهاق في الوقت نفسه، ففي المراحل الأولية يكون بإمكانك إدارة كل شيء بما في ذلك العملاء والجودة واكتشاف مواطن القوة التي تتمتع بها، ولكن مع نمو الأعمال من الممكن أن يؤدي هذا النهج إلى تراجع أدائك، نظراً لأنه قد يشغلك بإنجاز مهام ذات أولوية منخفضة بدلاً من التركيز على تحقيق النمو الاستراتيجي.
ويكون التحول الأصعب هو الانتقال من دور الأخصائي إلى مهمة القيادي، والذي عادةً ما ينطوي على التخلي عما تحب، فعلى سبيل المثال يجب على الطاهي الاختيار بين العمل بالطهي أو تولي إدارة المطعم، بتفويض المهام للآخرين حتى يتمكن من التركيز على الدور الذي يستطيع من خلاله تحقيق أقصى قيمة للأعمال.
تعني القيادة إعطاء الأولوية لتحقيق أثر وقبول التغيير وإدراك حقيقة أنه لا يمكنك القيام بجميع المهام بمفردك.
عندما تدرك أنك تحتاج إلى التركيز بشكل أكبر على أمور أخرى لتحقيق مستقبل أفضل للجميع، يكون هذا هو الوقت المناسب للتفكير في تفويض المهام، ولا يتعلق الأمر هنا فقط بنقل المهام إلى شخص آخر، بل يتعلق بتمكين فريقك من اتخاذ القرارات وتولي الملكية.
وعند القيام بذلك فإنك لا توفر وقت فراغ لنفسك فحسب، بل يتوفر لديك أيضاً قوة عاملة تتمتع بحافز واستقلال أكبر، ويمكن أن ينطوي هذا التحول على صعوبات، خاصةً عندما تكون معتاداً على تولي زمام الأمور، ولكنه ضروري لتحقيق النمو.
ففي هذه المرحلة لا يقتصر الأمر على تفويض المهام، بل يمتد لمنح فريقك الأدوات والثقة اللازمة لاتخاذ قرارات سليمة وتحقيق نتائج مرضية.
يتجاوز بناء فريق عمل مميز مجرد شغل الأدوار، ليركز على تجهيز أعمالك لمواكبة المستقبل، وقد أصبحت المهارات الشخصية الأولية والقدرة على التكيف والمواءمة مع قيم الشركة أكثر أهمية من ذي قبل، وأصبحت اختبارات الشخصية وتقييمات الملاءمة الثقافية هي النهج الجديد المتبع في المجال.
ويتسم التوجه والأخلاقيات والتوافق الثقافي الصحيح بقيمة أكبر من المهارات الفنية، والتي يمكن عادةً اكتسابها على رأس العمل، ومع تطور الأدوار يجب على القادة التركيز على بناء فرق عمل تمتلك المهارات اللازمة، فضلاً عن التزامها بالقيم الرئيسة التي تتبناها الشركة، وتتمتع بالجاهزية للتكيف مع أي شيء ينشأ في المستقبل.
قد يكون التكيف مع التكنولوجيا الجديدة وخاصةً دمجها في أقسام مشروعك التجاري خطوة كبيرة ومؤثرة، ولكن في المجال الرقمي للأعمال الحديثة، فإن إضافة بعض المؤثرات التكنولوجية إلى طريقة سير العمل التي يتبعها فريقك لا تُعد خطوة تتميز بالذكاء فحسب، بل تكون أيضاً ضرورية.
ويمكن أن يساهم دمج برمجيات إدارة المشروعات ومنصات التعاون في الوقت الحقيقي والإبلاغ السريع والتحليلات في تحسين الكفاءة التشغيلية بدرجة كبيرة.
كن مستعداً لأعضاء الفريق الذين يستوعبون هذا التحول سريعاً، وتحلى بالصبر مع الأعضاء الآخرين الذي سيقاومون الاعتماد على التكنولوجيا لأطول وقت ممكن.
عليك أن تذكر نفسك باستمرار أنه من خلال الاعتماد على التكنولوجيا، فإنك تؤسس طرقاً لتحقيق التطور والنمو سريعاً، حيث تكون فرق العمل المتصلة، والتي تعتمد على التقنية هي الفرق القادرة على تحقيق الأهداف وقيادة النمو.
لذلك يجب عليك في أثناء إتقان فن تفويض المهام وإعداد فرق العمل المميزة، أن تتذكر أن دمج التكنولوجيا ليس فقط خطوة للمضي قدماً، بل هو التغيير المطلوب.