بعد الانتخابات.. عاملان يعرقلان مبيعات العقارات الراقية في بريطانيا

حذرت شركة وينكورث؛ إحدى شركات العقارات البريطانية الكبرى، من أن حملة ضريبة القيمة المضافة التي تنوي حكومة حزب العمال تطبيقها على المدارس الخاصة، وعدم اليقين بشأن مستقبل الوضع الضريبي لغير المقيمين، يؤثران في الطلب على عمليات شراء المنازل الراقية.

وقالت وينكورث، التي لديها مكاتب في لندن وجنوب إنجلترا، إن "الانتخابات العامة كان لها تأثير أقل من المعتاد على سوق العقارات، باستثناء الطلب على العقارات الراقية"، وفقا لما نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وأردفت الشركة، في تحديث للمستثمرين، أن "مزيجًا من إزالة حزب المحافظين لوضع غير المقيم، ونية حزب العمال المعلنة إضافة ضريبة القيمة المضافة إلى رسوم المدارس الخاصة، وارتفاع تكلفة التمويل، قد ألقى بثقله على هذا القطاع".

تعهدات ضريبية

وتفصيلا للتعهدات، كان تطبيق ضريبة القيمة المضافة وضرائب الأعمال على المدارس الخاصة أحد التعهدات الرئيسة التي أعلن عنها حزب العمال في بيانه الانتخابي. إذ قال الحزب إنه سيجمع 1.5 مليار جنيه إسترليني. 

لكن الخبراء حذروا من أن هذه الخطوة ستدفع الآباء إلى سحب أبنائهم من التعليم الخاص وإدخالهم إلى نظام المدارس الحكومية.

كما أعلن وزير المالية البريطاني السابق، جيريمي هانت، في ميزانيته الربعية، أنه سيلغي نظام ضرائب غير المقيمين في المملكة المتحدة، وهي السياسة التي تعهد حزب العمال بتبنيها بشكل أكبر باعتبارها واحدة من التدابير الرئيسة لجمع الإيرادات.

وفي بيانها الانتخابي، قالت حكومة حزب العمال إنها ستجمع 5.2 مليار جنيه إسترليني من خلال الجمع بين تشديد القواعد الخاصة لغير المقيمين، وشن حملة صارمة على التهرب الضريبي. 

وتعهدت الحكومة بإنفاق الأموال على تقليص أوقات الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

ووعد حزب العمال أيضا بإضافة نقطة مئوية إضافية إلى ضريبة الدمغة للمشترين الأجانب، الذين ينشطون في الأسواق الأكثر تكلفة في بريطانيا.

المنازل الراقية

إلى ذلك، أظهرت بيانات منفصلة من شركة LonRes للمحللين، أن معاملات "أغلى المنازل" في لندن انخفضت بنحو 15% على أساس سنوي في مايو الماضي، بينما انخفضت الأسعار بنحو 3%.

وفي سوق العقارات - التي تبلغ قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني فأكثر - انخفضت المعاملات بشكل أكثر حدة، بنسبة 20.5% على أساس سنوي.

وكان هذا على النقيض التام من الأدلة الواضحة على التعافي في سوق العقارات الأوسع.

وقالت شركة وينكوورث إنه "ارتفعت بشكل كبير هذا العام نسبة المنازل الراقية التي لا تباع إلا بعد خفض أسعارها".

وفي سياق متقاطع، أظهرت بيانات شركة LonRes أنه بحلول عام 2024، تم تخفيض أسعار 61% من المنازل المباعة في جنوب كنسينغتون، مقارنة بـ 43% في عام 2022.

وفي تشيلسي، ارتفعت النسبة من 41% إلى 53% خلال الفترة نفسها.

جدير بالذكر، أن تحذير وينكورث يأتي بعد أن أظهرت بيانات هيئة الإيرادات والجمارك هذا الأسبوع أن حصيلة الضرائب التي تحصلها وزارة الخزانة من غير المقيمين قفزت بمقدار 474 مليون جنيه إسترليني إلى أعلى مستوى لها في ست سنوات عند 8.9 مليار جنيه إسترليني في السنة الضريبية المنتهية في عام 2023.