أعلنت شركة «ميتا»، المالكة لتطبيق «إنستغرام»، اليوم الثلاثاء، عن خطوة كبيرة لتعزيز سلامة المستخدمين الشباب على المنصة، من خلال إطلاق ميزة جديدة تحت اسم «حسابات المراهقين».
يهدف هذا الإجراء إلى حماية المستخدمين القُصّر من المخاطر المتعددة المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، والإدمان، والتعرض للمحتوى الضار.
بموجب القواعد الجديدة، سيتم تعيين الحسابات الخاصة بالمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً على الوضع الخاص بشكل افتراضي، ما يعني أن المنشورات ستكون مرئية فقط للمستخدمين الموافق عليهم، وستتم حماية المراهقين من التفاعل مع جهات اتصال غير مرغوب فيها، أو مشاهدة محتوى غير ملائم.
بينما بالنسبة للمراهقين الذين يطمحون إلى أن يصبحوا مؤثرين، أو يرغبون في الحصول على حسابات عامة، فستتطلب القواعد الجديدة الحصول على إذن وموافقة الوالدين. وتنطبق هذه التغييرات على المستخدمين الجدد والحاليين، ما يعزز التزام «ميتا» بحماية جمهورها الأصغر سناً.
تأتي هذه التدابير في وقت تواجه فيه «ميتا» وغيرها من منصات وسائل التواصل الاجتماعي ضغوطاً متزايدة من الحكومات، والجماعات الحقوقية، والخبراء حول العالم، إذ أثارت المخاوف بشأن التأثيرات السلبية لمنصات مثل «إنستغرام» على الصحة النفسية للمستخدمين الشباب موجة من الإجراءات العالمية.
وتقدمت في أكتوبر الماضي مجموعة من أكثر من 40 ولاية أميركية بدعوى قضائية ضد منصات «ميتا»، زاعمة أن هذه المنصات، بما في ذلك «إنستغرام»، تُلحق ضرراً بالصحة النفسية والجسدية للشباب، مع الإشارة إلى قضايا مثل الإدمان، والتنمر الإلكتروني، واضطرابات الأكل مخاوف رئيسة.
كذلك، تخطط الحكومة في أستراليا لفرض قيود عمرية تتراوح بين 14 و16 عاماً لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة، لا تزال «ميتا» ترفض التحقق من أعمار المستخدمين جميعهم، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالخصوصية.
وبحسب ميتا، فإن الحل الأكثر فاعلية قد يكون التنفيذ الدقيق على العمر على مستوى نظام التشغيل، من خلال منصات مثل «أندرويد» من «غوغل» أو «آي أو إس» من «أبل».
يعد إطلاق «حسابات المراهقين» أو «حسابات الشباب» خطوة إلى الأمام، لكن لا يزال السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت هذه الإجراءات الجديدة كافية لطمأنة الحكومات والناشطين في مجال السلامة على الإنترنت. ويظل ماثيو بيرغمان، مؤسس مركز ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي، متشككًا.
يقول بيرغمان: «إنستغرام يسبب إدماناً، ويقود الأطفال إلى متاهات خطيرة، إذ يتم عرض ما لا يستطيعون التوقف عن مشاهدته، وليس ما يريدون رؤيته». ويمثل بيرغمان مجموعة تضم 200 أسرة فقدت أطفالها نتيجة تعرضهم لمحتوى ضار على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك».
ويشير بيرغمان بشكل خاص إلى الفتيات الصغيرات اللواتي أصبن باضطرابات الأكل نتيجة المحتوى الذي تروج له خوارزميات إنستغرام.
تجدر الإشارة إلى أنه استجابةً لهذه الانتقادات، اتخذت «ميتا» إجراءات لمنع الترويج للأنظمة الغذائية المتطرفة على منصاتها. ورغم أن بيرغمان أقر بأن هذه الخطوات «بسيطة»، دعا «ميتا» وغيرها من المنصات إلى جعل خدماتها أقل إدماناً، حتى لو كان ذلك على حساب الربحية.
ويشدد بيرغمان على أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي يمكنها تقليل الأضرار التي تسببها منصاتها من دون المساس بجودة تجربة المستخدم.