وتضع فولفو رهاناً كبيراً على أن سيارة الدفع الرباعي الكهربائية الأصغر والأرخص يمكن أن تساعد في إقناع المشترين ذوي الميزانية المحدودة بالتحول إلى السيارات الكهربائية.
وتعتزم فولفو للسيارات، التي تملك غالبية أسهمها مجموعة تشجيانغ جيلي القابضة الصينية، الكشف عن طراز EX30 في ميلانو يوم الأربعاء، التي تعد سيارة دفع رباعي أصغر بكثير من سيارتها الكهربائية بالكامل ذات السبعة مقاعد EX90، والتي من المقرر أن تبدأ في الخروج من المصانع العام المقبل.
وتأمل فولفو أن يتنافس النموذج الأكبر، الذي يبدأ من أكثر من 109,000 دولار، مع مركبات من تسلا وعلامات تجارية ألمانية فاخرة مثل مرسيدس-بنز وبي إم دبليو وأودي، لجذب المشترين الأثرياء المقيمين في الضواحي.
ومن ناحية أخرى، يستهدف النموذج الأصغر EX30 المستهلكين الأكثر حرصاً على التكلفة، مثل خريجي الجامعات الذين يبحثون عن أول سيارة جديدة لهم، ولم تكشف فولفو بعد عن سعر السيارة الأصغر، لكن الرئيس التنفيذي جيم روان قال خلال مكالمة أرباح في أبريل إن النموذج سيطرح بسعر أقل من أي وقت مضى بالنسبة لسيارات الدفع الرباعي.
وتأمل الشركة أن تساعدها سيارة الدفع الرباعي الجديدة في مواجهة أحد أكبر التحديات التي يواجهها صانعو السيارات التقليديون في تحولهم الكهربائي، إذ لتحقيق أهداف السيارات الكهربائية الطموحة على مدى السنوات القليلة المقبلة، يتعين عليهم تقديم سيارات أكثر بأسعار معقولة.
وقال فيليبي مونوز، محلل في مجموعة جاتو ديناميكس Jato Dynamics، وهي مجموعة بحوث المستهلك، إن مبيعات السيارات الرياضية الصغيرة الكهربائية من جميع الشركات المصنعة تضاعفت تقريبًا في العام الماضي لتصل إلى 637,000 مركبة، أي ما يعادل 9% من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية، وهذا يجعل هذا القطاع واحدا من أسرع أسواق السيارات نمواً.
وتشكل مجموعة نماذج فولفو تحديًا مقارنةً بمنافسيها مثل بي إم دبليو ومرسيدس، ولكنها توسّعت لتشمل مزيدًا من النماذج بينما تحتل الشركة مواقع في سوق السيارات الكهربائية النامية، وتطمح الشركة إلى بيع نحو 1.2 مليون سيارة سنويا بحلول منتصف العقد، نصفها سيارات كهربائية بالكامل.
في العام الماضي، باعت أكثر من 615,000 سيارة في جميع أنحاء العالم، وشكلت السيارات الكهربائية بالكامل حوالي 11% من إجمالي المبيعات.
وكانت فولفو من بين أوائل شركات صناعة السيارات التقليدية التي راهنت على مستقبلها في التحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل، والتخلص التدريجي من مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالغاز باستثناء السيارات الهجينة، التي لديها محرك تقليدي ومحرك كهربائي.
وبعد مرور أكثر من عقد على استحواذ شركة جيلي Geely على علامة فولفو التجارية المتعثرة من فورد، تقوم شركة صناعة السيارات السويدية البالغة من العمر 96 عاماً بتصنيع سيارات في السويد وكارولينا الجنوبية والصين، وتحقق الشركة أرباحاً صحية بعد عودتها الناجحة إلى سوق الأسهم في عام 2021.
ومع ذلك، فإن مناورة فولفو الكهربائية تأتي مع عدم اليقين، وحذر روان، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات، من أن التسارع في التحول إلى السيارات الكهربائية قد يحدث بسرعة كبيرة، مدفوعاً جزئياً بقانون إدارة بايدن للحد من التضخم، والذي قدم تمويلاً لتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء في الولايات المتحدة، وتكمن المخاطرة في أن الهوامش الربحية المنخفضة التي يحققها صانعو السيارات عادةً من السيارات الكهربائية بالكامل قد تجعل من الصعب على فولفو وغيرها تحقيق أهداف الربح إذا أصبحت مبيعات تلك السيارات الكهربائية حصة كبيرة جدًا من إجمالي مبيعاتهم في وقت قريب جدًا.
وهناك خطر آخر على الربحية في فولفو وغيرها من شركات صناعة السيارات، وهو حرب الأسعار المحتملة التي حفزتها تخفيضات تسلا الأخيرة في الأسعار، والتي كانت حادة مثل 20% على بعض النماذج، وفقاً للمحللين في بيرنشتاين للأبحاث Bernstein.
وفي مقابلة أجريت في وقت سابق من هذا العام، قال روان إن فولفو تمكنت من الحفاظ على الأسعار وأن الشركة تستفيد من انخفاض تكاليف المواد الخام، مثل الليثيوم، وإمدادات أفضل من المكونات الأساسية جداً مثل أشباه الموصلات.