تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة، ما يعكس التزام الدولة بأهداف استراتيجية الإمارات للسياحة 2031.
هذا ما أكده وزير الاقتصاد الإماراتي، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، عبدالله بن طوق المري، خلال جلسة نقاشية بعنوان «رسم المسار.. السياحة المستدامة نحو اقتصادات مرنة»، ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2025»، اليوم الجمعة.
خلال الجلسة، استعرض عبدالله بن طوق المري، التجربة الإماراتية في تطوير آليات مبتكرة للاستدامة ودمجها في قطاعي السياحة والسفر، ما أسهم في تعزيز حضورها على خريطة السياحة العالمية من خلال عدد من المبادرات الناجحة من أبرزها «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031».
وأطلقت دولة الإمارات هذه الاستراتيجية أواخر العام 2022، ومثلت نقطة تحول؛ لأنها نصت على رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 450 مليار درهم (122 مليار دولار) بحلول العقد المقبل.
وفي أواخر ديسمبر الماضي، توقع تقرير صادر عن «المجلس العالمي للسفر والسياحة» أن ترتفع مساهمة القطاع السياحي الإماراتي في الاقتصاد الوطني في 2024، لتصل إلى 236 مليار درهم، أي ما يعادل 12% من إجمالي الناتج المحلي للدولة، لكن الإحصاءات النهائية للعام الماضي لم تصدر بعد.
وفي سياق شرح المبادرات السياحية في دولة الإمارات، أكد عبدالله بن طوق المري، أن النسخة الخامسة لحملة «أجمل شتاء في العالم»، والتي تأتي تحت عنوان «السياحة الخضراء»، تعد نموذجاً عالمياً في السياحة المستدامة، إذ ساهمت في إبراز تنوع الوجهات الإماراتية البيئية وتشجيع السياحة الداخلية بشكل مستدام، وجذب الزوار الدوليين، ودعم تقديم منتجات سياحية متنوعة، وتسليط الضوء على المقومات السياحية في البلاد.
وحول المبادرات التي أطلقتها الإمارات لاستدامة قطاع السفر والنقل الجوي، وأبرزها «خريطة الطريق الوطنية لخفض انبعاثات الكربون في مجال الطيران»، قال وزير الاقتصاد الإماراتي، إن هذه المبادرات ستحقق إنتاجاً سنوياً يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام «ساف» بحلول عام 2030، ما يصب في دعم الجهود العالمية لاستدامة قطاع الطيران والقطاعات المرتبطة به، مثل السياحة والضيافة والتجارة والخدمات اللوجستية وغيرها.
وتعد دولة الإمارات مركزاً عالمياً للنقل الجوي، حيث تجاوز المجال الجوي الإماراتي حاجز المليون حركة جوية في عام 2024، فيما تُقدِّم مطارات الدولة خدماتها لأكثر من 140 مليون مسافر سنوياً، مع استقبال فنادق الدولة خلال عام 2024 نحو 30 مليون نزيل فندقي.
ووفق الوزير الإماراتي، فإن العاصمة أبوظبي تستعد لاستضافة "الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ (GISS 2025)، الشهر المقبل (10-12 فبراير).
ويمثل الحدث منصة دولية تهدف إلى توحيد الجهود العالمية لتنفيذ خطط منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو» في مجالات السلامة والأمن والاستدامة، بالإضافة إلى شراكة الدولة الاستراتيجية مع منظمة السياحة العالمية لتطبيق «إطار قياس السياحة المستدامة»، الذي يسهم في جمع وتحليل البيانات والمعلومات السياحية بصورة أفضل وأكثر دقة.