logo
سياحة

موسم الحيتان في تاهيتي يجذب السياح ويثير قلقاً بشأن تزايد القوارب

موسم الحيتان في تاهيتي يجذب السياح ويثير قلقاً بشأن تزايد القوارب
حوت أحدب يقفز (Megaptera novaeangliae) في مياه المحيط الهادئ في جزيرة كونتادورا في بنما في 24 سبتمبر 2023المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:24 سبتمبر 2024, 04:03 م

يشهد موسم الحيتان في بولينيزيا الفرنسية، الذي يقام كل عام من يوليو إلى نوفمبر، إقبالاً كبيراً على السياحة البحرية، مما يثير قلقاً بشأن سلامة الحيتان.

وخلال الموسم، تأتي الحيتان الحدباء لتتكاثر وتضع صغارها في مياه بولينيزيا. تُعدّ هذه المنطقة الفرنسية ما وراء البحار، وتضم 118 جزيرة وخمسة أرخبيلات، من الأماكن الوحيدة في العالم التي تسمح بإطلاق هذه الحيتان الكبيرة.

تشكل تاهيتي أكبر جزيرة في بولينيزيا الفرنسية، وتبلغ مساحتها أكثر من 1000 كيلومتر مربع، وهي مكان متميز لمشاهدة الحيتان.

يشير جوليان أنطون، من "تاهيتي دايف منجمنت"، إلى أن الحيتان الحدباء تفضل الشعاب المرجانية كملاذ آمن، خاصة الإناث اللواتي يبحثن عن الحماية من الذكور. هذه السلوكيات الطبيعية للحيتان تتيح للسياح فرصة فريدة لمشاهدتها عن قرب في بيئتها الطبيعية.

ضوابط صارمة

رغم الازدهار الذي تشهده السياحة الحيتانية، فإن السلطات المختصة تفرض قيوداً صارمة على هذه الأنشطة؛ حفاظاً على أعداد الحيتان التي وصلت إلى حوالي 80 ألف حوت في نصف الكرة الجنوبي. ويعود الفضل في هذا الانتعاش إلى حظر الصيد التجاري للحيتان الذي بدأ تطبيقه في عام 1986.

ويفرض مرسوم من الحكومة البولينيزية، نُشر في 25 أبريل 2024، مسافة أمان تبلغ 100 متر بين الحيوان والقوارب المرخصة، و15 مترا مع السباحين.

يقول جوليان أنطون: “إنها إحدى الأماكن الأخيرة على هذا الكوكب التي يحق لنا مراقبتها من هذه المسافة القريبة. إن أعداد (الحيتان) في حالة جيدة جدا، لذا فهي حقاً فرصة كبيرة”.


ورغم نجاحها السياحي والمكاسب المالية التي توفرها، تتعرض السباحة مع الحيتان لانتقادات من جمعيات وجزء من المجتمع العلمي. وتشير دراسة أجريت في جزر تونغا، ونُشرت عام 2019 في مجلة “بلوس وان” PLOS One، إلى وجود “سلوكيات ينبغي تجنبها”، بما في ذلك الغوص لفترات طويلة، مع آثار غير معروفة على صحة الحيتان.

سلامة البشر

لا تقتصر مخاطر التعامل مع الحيتان على سلامة هذه الكائنات البحرية فحسب، بل تمتد لتشمل أيضاً سلامة البشر؛ ففي حادثة وقعت في أغسطس 2020، تعرضت سبّاحة أسترالية لإصابات خطيرة نتيجة تصادمها بحوتين. وتؤكد هذه الحادثة، بالإضافة إلى حوادث مشابهة وقعت في الأسبوع نفسه، ضرورة الالتزام الصارم بقواعد السلامة في أثناء ممارسة أنشطة السياحة البحرية.

وتندد الجمعية البولينيزية “ماتا توهورا”، التي تعمل على حماية الثدييات البحرية، بالانتهاكات المنتظمة من القوارب والسباحين الذين يقتربون من الحدود المسموح بها.


تشير أنييس بينيه، عالمة أحياء ومؤسسة الجمعية، إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد القوارب تشكل تهديدًا مباشرًا لراحة الحيتان والدلافين. وتقترح فرض قيود على عدد القوارب وتحديد فترات حظر للمراقبة؛ بهدف تحقيق التوازن بين النشاط السياحي وحماية هذه الثدييات البحرية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC