"المركزي الأوروبي": خفض الفائدة ليس مُلحّاً.. ونحتاج وقتاً للتأكد من مضي التضخم بثبات

قالت رئيس البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد: "إن البنك يحتاج إلى مزيد من الوقت ليخلُص إلى أن التضخم يمضي بثبات في طريقه نحو هدفه البالغ 2% وإن التطورات الاقتصادية الجيدة تشير إلى أن خفض سعر الفائدة ليس مُلحّاً".

خفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة الأولى في يونيو بعد أقوى موجة لرفع أسعار الفائدة، لكنه أحجم عن الالتزام بأي تحركات تالية مجادلاً بأن شدة عدم اليقين تحول دون الإعلان عن خفض ثان.

في اجتماع يونيو الماضي أعلن "البنك" خفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو، وأوضح أنه سيخفض سعر الفائدة على ودائع البنوك التجارية لديه بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى 3.75%.

في الوقت ذاته خفض "البنك" سعر الفائدة على الأموال الجديدة التي تحصل عليها مؤسسات الائتمان من البنك من 4.50% إلى 4.25 %.

بعض الوقت

قالت لاغارد في منتدى البنك المركزي الأوروبي للبنوك المركزية "سيستغرق الأمر بعض الوقت كي نجمع بيانات كافية للتأكد من أن مخاطر التضخم فوق الحد المستهدف انقضت".

وأضافت "سوق العمل القوية تعني أن بوسعنا تخصيص وقت لجمع معلومات جديدة والانتظار قبل أن نقوم بخفض الفائدة مرة أخرى".

 

معضلة البنك

يحاول البنك المركزي الأوروبي الموازنة بين عدم اليقين إزاء التضخم وضعف النمو الذي يلاحق العديد من الاقتصادات الكبرى في القارة العجوز.

 وقد يؤدي عدم اليقين الحذر إلى خفض أسعار الفائدة، لكن الضعف الاقتصادي المستمر يعزز الحجة لصالح التيسير النقدي ما يدفع البنك المركزي الأوروبي في اتجاهين متعارضين.

أظهرت البيانات الأخيرة وفقاً لمكتب الإحصاء الأوروبي وقوع الاقتصاد الألماني، الأكبر في القارة، في فخ الركود الفني بعد تحقيق ربعين متتالين من التباطؤ في الناتج المحلي الإجمالي.

الهبوط السلس ما زال غير مضمون.. يتعين علينا الأخذ في اعتبارنا حقيقة أن توقعات النمو ما زالت غير مؤكدة

كريستين لاغارد 

اعتراف لاغارد

اعترفت كريستين لاغارد بهذه المعضلة، محذرة من أن تجنب التكتل للركود ليس مضموناً، على الرغم من الارتفاع المتواضع في النمو خلال الربع الماضي.

قالت رئيس المركزي الأوروبي: "الهبوط السلس ما زال غير مضمون.. يتعين علينا أيضاً الأخذ في اعتبارنا حقيقة أن توقعات النمو ما زالت غير مؤكدة".

جاءت مؤشرات النمو في الأسابيع الماضية لتظهر الجانب الأضعف من التوقعات، ما يشكل تحدياً لوجهة نظر واسعة النطاق مفادها أن الركود الاقتصادي الذي استمر عاماً ونصف العام قد انتهى وأن التعافي بدأ يترسخ.

التوقعات التي تشير إلى خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة مرتين هذا العام تتماشى مع معتقدات البنك

محافظ بنك ليتوانيا

رهان المستثمرين

مازال المستثمرون يراهنون على أن المخاوف من التضخم ستطغى على المخاوف من الركود الاقتصادي وأن "المركزي الأوروبي" سيلتزم البطء الشديد في خفض أسعار الفائدة، خاصة بعد أن أظهر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحليه بالصبر.

بحسب بيانات "ستاندرد آند بورز غلوبال" تتوقع الأسواق الآن خفضاً واحداً أو اثنين إضافيين هذا العام وأربعة فقط من الآن وحتى نهاية عام 2025.

من المتوقع أن يحوم نمو أسعار المستهلكين حول 2.5 % لبقية العام الجاري، قبل أن يتراجع إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ  2% بحلول نهاية عام 2025 بحسب بيانات "المركزي الأوروبي".

قالت لاغارد: "ما زلنا نواجه العديد من الشكوك بشأن التضخم في المستقبل، خاصة في ما يتعلق بكيفية تطور العلاقة بين الأرباح والأجور والإنتاجية وما إذا كان الاقتصاد سيتضرر من صدمات جديدة في جانب العرض".

مرتان إضافيتان

في الوقت ذاته قال عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك ليتوانيا، جيديميناس سيمكوس: البنك سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين في الاجتماعات المتبقية لعام 2024 إذا تحرك الاقتصاد بمنطقة اليورو على النحو الذي يتوقعه المسؤولون".

أضاف سيمكوس: "التوقعات التي تشير إلى خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة مرتين هذا العام تتماشى مع معتقدات البنك".

وأشار إلى أن السياسة النقدية لا تزال مقيدة للغاية، مؤكداً على أن أي مستوى لسعر الفائدة أعلى من 3% يقع ضمن نطاق التشديد، لذلك، فإن البنك المركزي الأوروبي لديه مجال للمناورة أعلى المستوى 3%.

قال سيمكوس: "قضية خفض الفائدة في يوليو انقضت، ولكن بالنسبة للاجتماعات المستقبلية، أوصى عضو المركزي الأوروبي بألا يقتصر البنك على الاجتماعات الرسمية.

كما أوضح المسؤول الأوروبي أنه حال اتفق الأعضاء على أن هناك حاجة إلى خفض في اجتماع استثنائي، فيجب أن يكون الأعضاء قادرين على التصرف.