"كاك 40" الفرنسي يبدد مكاسب الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية
عدم اليقين يضرب رهان خفض الفائدة في اجتماع يوليو
ضربت موجة من التراجعات المؤشرات الأوروبية كافة في التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء، لينخفض مؤشر "يورو ستوكس 600" الأوسع نطاقاً بأكثر من 0.5%، وذلك بعد تصريحات متشددة من كريستين لاغارد رئيس البنك المركزي الأوروبي.
كما فقدت الأسهم الفرنسية بعض مكاسب الجلسة السابقة التي جاءت مدفوعة بالارتياح بعد الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
ويترقب المستثمرون بيانات التضخم في منطقة اليورو بحثاً عن إشارات حول المسار الذي سيتبعه البنك المركزي الأوروبي إزاء أسعار الفائدة.
انخفض مؤشر "يورو ستوكس 600" بنسبة 0.5% أو ما يعادل 2.1 نقطة نزولاً إلى مستويات 510 نقاط.
وتراجع مؤشر "فوتسي 100" البريطاني 0.15% أو ما يعادل 10 نقاط إلى مستويات 8159 نقطة.
فيما نزل مؤشر "داكس" الألماني 0.7% رغم تراجع التضخم، حيث أظهرت أحدث البيانات تراجع أسعار المستهلكين في ألمانيا بأكثر من المتوقع في يونيو ليستأنف اتجاهه النزولي بعد شهرين متتاليين من الزيادات.
وتحول مؤشر "كاك" الفرنسي للهبوط بعد ارتفاعات أمس، لتنخفض بنسبة 0.45% أو ما يعادل 33 نقطة نزولاً إلى مستويات 7528 نقطة.
جاء ذلك مع تراجع مؤشر "إيبكس" الإسباني بنسبة 1.3% أو ما يعادل 140 نقطة، بينما انخفض "فوتسي إم آي بي" الإيطالي بنسبة 0.75% أو ما يعادل 250 نقطة.
قالت كريستين لاغارد، رئيس البنك المركزي الأوروبي "إن البنك يحتاج إلى مزيد من الوقت ليخلُص إلى أن التضخم يمضي بثبات في طريقه نحو هدفه البالغ 2% وإن التطورات الاقتصادية الجيدة تشير إلى أن خفض سعر الفائدة ليس مُلحّاً".
وخفض "المركزي الأوروبي" أسعار الفائدة للمرة الأولى في يونيو الماضي بعد أقوى موجة لرفع أسعار الفائدة، لكنه أحجم عن الالتزام بأيّ تحركات تالية مجادلاً بأن شدة عدم اليقين تحول دون الإعلان عن خفض ثان.
في اجتماع يونيو الماضي أعلن البنك المركزي الأوروبي تخفيض أسعار الفائدة في منطقة اليورو، وأوضح البنك أنه سيخفض سعر الفائدة على ودائع المصارف التجارية لديه بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى 3.75%.
وأعلن البنك خفض سعر الفائدة على الأموال الجديدة التي تحصل عليها مؤسسات الائتمان من البنك من 4.50% إلى 4.25%.
ما زال المستثمرون يراهنون على أن المخاوف من التضخم ستطغى على المخاوف من الركود الاقتصادي، وأن "المركزي الأوروبي" سيلتزم البطء الشديد في خفض أسعار الفائدة، خصوصاً بعد أن أظهر الاحتياطي"الفيدرالي" الأميركي تحليه بالصبر.
بحسب بيانات "ستاندرد آند بورز غلوبال" تتوقع الأسواق الآن خفضاً واحداً أو اثنين إضافيين هذا العام وأربعة فقط من الآن وحتى نهاية عام 2025.
ومن المتوقع أن يحوم نمو أسعار المستهلكين حول 2.5% لبقية العام الجاري، قبل أن يتراجع إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% بحلول نهاية عام 2025 بحسب بيانات "المركزي الأوروبي".
قالت لاغارد "ما زلنا نواجه العديد من الشكوك بشأن التضخم في المستقبل، خاصة في ما يتعلق بكيفية تطور العلاقة بين الأرباح والأجور والإنتاجية وما إذا كان الاقتصاد سيتضرر من صدمات جديدة في جانب العرض".
أكد عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك ليتوانيا، جيديميناس سيمكوس: "البنك سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين بالاجتماعات المتبقية لعام 2024 إذا تحرك الاقتصاد بمنطقة اليورو على النحو الذي يتوقعه المسؤولون".
وأضاف سيمكوس "التوقعات التي تشير إلى خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة مرتين هذا العام تتماشى مع معتقدات البنك".
وأشار محافظ بنك ليتوانيا إلى أن السياسة النقدية لا تزال مقيدة للغاية، مؤكداً أن أي مستوى لسعر الفائدة أعلى من 3% يقع ضمن نطاق التشديد، لذلك، فإن البنك المركزي الأوروبي لديه مجال للمناورة أعلى المستوى 3%.
قال سيمكوس إن قضية خفض الفائدة في يوليو انقضت، ولكن بالنسبة للاجتماعات المستقبلية، أوصى عضو المركزي الأوروبي بألا يقتصر البنك على الاجتماعات الرسمية.