بعد حالة من الجدل والشد والجذب استمرت لشهور بين قطبي الإدارة الأميركية الجمهوريين والديمقراطيين بشأن قانون المساعدات، والتي وصلت إلى تهديد الرئيس الأميركي بايدن برفض القانون، وافق الكونغرس الاميركي أخيرا على قانون المساعدات الأميركية بقيمة 95 مليار دولار، وجاء نصيب إسرائيل من تلك المساعدات بأكثر من 14 مليار دولارا، والتي تعادل بحسب تصريحات رسمية لمسؤولين إسرائيلين تكلفة فاتورة الحرب خلال العام الجاري 2024، وذلك في حرب غزة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي وقت سابق قالت وزارة المالية الإسرائيلية في إحاطة للكنيست: "إن الحرب مع حركة حماس ستكلف إسرائيل على الأرجح ما لا يقل عن 50 مليار شيكل (14 مليار دولار) أخرى في عام 2024، وستؤدي إلى زيادة عجز ميزانيتها ثلاثة أمثال تقريباً"، متوقعة استمرار القتال لفترة أطول.
مشروع قانون الأمن القومي هذا هو أحد أهم الإجراءات التي أقرها الكونغرس منذ وقت طويل للغايةتشاك شومر
موافقة الشيوخ
ووافق مجلس الشيوخ في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بأغلبية 79 صوتا مقابل 18 على أربع مشروعات قوانين أقرها مجلس النواب يوم السبت.
جاء ذلك بعد أن غير الزعماء الجمهوريون في مجلس النواب مسارهم فجأة الأسبوع الماضي وسمحوا بالتصويت على حزمة حجمها 95.34 مليار دولار معظمها مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان وشركاء الولايات المتحدة بالمحيطين الهندي والهادي.
ودُمجت مشروعات القوانين الأربعة في حزمة واحدة بمجلس الشيوخ، والتي قال الرئيس جو بايدن إنه سيوقعها لتصبح قانونا اليوم الأربعاء.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في مؤتمر صحفي بعد التصويت: "مشروع قانون الأمن القومي هذا هو أحد أهم الإجراءات التي أقرها الكونغرس منذ وقت طويل للغاية لحماية الأمن الأميركي وأمن الديمقراطية الغربية".
اقرأ أيضاً- القادم أسوأ.. الذهب يخسر قمم جديدة ويهبط لقاع شهر
تفاصيل الدعم
ويقدم مشروع القانون مساعدات أمنية بنحو 61 مليار دولار لأوكرانيا في حربها ضد روسي.
إضافة إلى ذلك يقدم مشروع القانون مساعدات أمنية بنحو 14.3 مليار دولار لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
بينما يقدم مشروع القانون مساعدات أمنية بقيمة 4.83 مليار دولار لدعم الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ومنهم تايوان لردع الصين.
ويخصص أكثر من 5 مليارات دولار لمواجهة الصين الشيوعية في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ويقدم أيضا 9.15 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة والضفة الغربية وأوكرانيا، وإلى غيرهم من السكان في مناطق الصراعات حول العالم.
الحرب مع حركة حماس ستكلف إسرائيل على الأرجح ما لا يقل عن 50 مليار شيكل (14 مليار دولار) أخرى في عام 2024وزارة المالية الإسرائيلية
فاتورة الحرب
وفي وقت سابق قالت وزارة المالية الإسرائيلية: "إن الحرب مع حركة حماس ستكلف إسرائيل على الأرجح ما لا يقل عن 50 مليار شيكل (14 مليار دولار) أخرى في عام 2024، وستؤدي إلى زيادة عجز ميزانيتها ثلاثة أمثال تقريباً، متوقعة استمرار القتال حتى فبراير".
وقال نائب المسؤول عن الميزانيات في وزارة المالية إيتي تيمكين في إحاطة لأعضاء الكنيست إنه من المتوقع أن تستمر الحرب لمدة قد تتجاوز الـ 4 أشهر على الأقل في عام 2024، مما سيؤدي إلى إضافة 30 مليار شيكل للأمن، و20 مليارا أخرى للنفقات المدنية والنفقات الأخرى.
اقرأ أيضاً- النفط يُفرط في مفاجأة المخزونات الأميركية
وأضاف تيمكين أمام اللجنة المالية بالكنيست أن ذلك سيرفع إجمالي إنفاق وزارة الدفاع بأكثر من 48 مليار شيكل بما يتجاوز ما جرى تخصيصه في البداية.
وينص مشروع المساعدات الأميركية الذي تمت الموافقة عليه منذ ساعات على تقديم حزمة مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار، يخصص منها 4 مليارات لمنظومتي الدفاع الجوي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، و1.2 مليار دولار لمنظومة "الشعاع الحديدي".
عجز كبير
واوضح تيمكين أن إجمالي النفقات في ميزانية عام 2024 سيرتفع إلى 562.1 مليار شيكل من 513.7 مليارا كانت مقررة في البداية، مما سيؤدي إلى عجز في الميزانية 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
ومع توقع اتساع العجز بمقدار 75 مليار شيكل إلى 114 مليار شيكل العام المقبل، قال تيمكين: "إن الفجوة ستتطلب خفض نفقات أخرى أو زيادة الإيرادات".
ووافق الكنيست هذا الشهر على ميزانية خاصة للحرب في العام تبلغ نحو 30 مليار شيكل للمساعدة في تمويل الأعمال القتالية وتعويض المتضررين من الهجمات التي شنها مسلحو حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر الماضي.
رغم الانتقاد
وتأتي موافقة الكونغرس الأميركي على المساعدات بعدما وجه الرئيس بايدن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض واحدة من أشد انتقاداته حتى الآن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث قال: "أنا أرى، كما تعلمون أن سلوك الرد في قطاع غزة جاوز الحد".
وأضاف الرئيس الأميركي: "أضغط من أجل زيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى وقف للقتال يتيح إطلاق سراح الرهائن ".
وقال بايدن: "إنني أضغط بشدة الآن من أجل وقف إطلاق النار المرتبط بالرهائن، هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعا، والكثير من الأبرياء الذين يعيشون في كرب ويموتون، ويجب أن يتوقف ذلك".
