واتسعت خسائر المعدن الأصفر لليوم الثالث على التوالي ليفقد أكثر من 100 دولار في أقل من ثلاث جلسات، بعدما أدى ارتفاع الذهب من مارس إلى أبريل إلى زيادة الأسعار بنحو 400 دولار ووصولها إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2431.29 دولار في 12 أبريل.
وجاءت خسائر الذهب لليوم الثالث على التوالي لتصل إلى أدنى مستوياتها في شهر تقريبا اليوم الأربعاء، مع انحسار مخاوف نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، مما شجع المستثمرين على جني الأرباح قبل صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة هذا الأسبوع.
وتترقب الأسواق أيضا صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة يوم الخميس، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مارس يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى المركزي الأميركي، لاستنباط مزيد من الدلائل عن حالة الاقتصاد وموعد خفض أسعار الفائدة.
وانخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بأكثر من 3 دولارات نزولا إلى مستويات 2315 دولارا للأوقية، بعد أن بلغ أدنى مستوياته منذ مطلع أبريل الجاري.
وفي الوقت ذاته تراجعت العقود الآجلة تسليم يونيو بأكثر من 5 دولارات نزولا إلى مستويات دون الـ 2328 دولارا للأوقية بتراجع في حدود 0.55%.
وأشارت تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي في الفترة الأخيرة إلى عدم وجود حاجة لخفض أسعار الفائدة بنحو عاجل، مما يقلل من جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا.
الذهب كان متلقيا لأنواع مختلفة من تدفقات الشراء في الأشهر الأخيرة، والآن جفّت إحدى هذه التدفقاتتيم ووتر
وعند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء انخفضت أسعار العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يونيو 0.4% نزولا إلى مستويات إلى 2333.80 دولار للأوقية.
كما هبط الذهب في المعاملات الفورية في حدود 0.3% نزولا إلى مستويات دون 2318 دولار للأوقية بعدما تراجع في وقت سابق إلى أدنى مستوى له منذ الخامس.
وجاء تراجع الذهب على الرغم من انخفاض مؤشر الدولار -الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة- بنسبة 0.4%، ليصل إلى مستوى 105.65 نقطة.
وقال بنك أوه سي بي سي (OCBC) السنغافوري: "انخفاض أسعار الذهب ربما يكون قد أدى أيضا إلى تعثُّر مراكز الشراء الضعيفة مما أدى إلى انخفاض أكبر".
ارتفاع نفقات المستهلكين يمكن أن يتسبب في تراجع سعر الذهب خطوة أكبر إلى الوراءتيم ووتر
ويرى كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد، تيم ووتر، أن الذهب كان متلقيا لأنواع مختلفة من تدفقات الشراء في الأشهر الأخيرة، والآن جفّت إحدى هذه التدفقات قليلا مع تراجع الطلب على الملاذ الآمن.
وقال تيم ووتر وفقا لمذكرة: "يرى المستثمرون في الوضع الحالي فرصة لجني بعض الأرباح بعد الارتفاع القوي لأسعار الذهب مؤخرا والتي تجاوزت الـ 400 دولار".
ولفت ووتر إلى ان أسعار الذهب انخفضت أكثر من 2.5%، أول أمس الاثنين، وهو أكبر انخفاض خلال اليوم منذ أكثر من عام، مع انحسار المخاوف من صراع إقليمي أوسع، بعد أن قالت إيران إنها لا تخطط للانتقام في أعقاب هجوم إسرائيلي محدود.
أظهرت الأسواق المالية علامات على إقبال المستثمرين على المخاطرة والإحجام عن الأصول الآمنة على غرار الذهبجوليا خاندوشكو
وقال ووترر: "سيكون التركيز الاقتصادي الرئيس لهذا الأسبوع على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي يوم الخميس، ونفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة".
وأضاف ووتر: "إذا حدث وارتفعت نفقات المستهلك وجاءت بيانات الناتج الإجمالي سلبية، فيمكننا أن نرى تمديدا إضافيا لانتظار تخفيف أسعار الفائدة، مثل هذا السيناريو يمكن أن يتسبب في تراجع سعر الذهب خطوة أكبر إلى الوراء".
ومن المرجح أن يرتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيس لشهر مارس بنسبة 0.3%، دون تغيير عن الشهر السابق، بزيادة على أساس سنوي بنسبة 2.6%، مقارنة بزيادة 2.5% في فبراير، وفقا لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال.
تتوقع الأسواق الآن فرصة 35% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50%CME FedWatch
ترى جوليا خاندوشكو، الرئيس التنفيذي لشركة مايند موني الأوروبية للسمسرة، أن المخاوف من صراع أوسع نطاقا انحسرت بعدما قالت إيران الأسبوع الماضي إنها لا تعتزم الرد على ما يبدو أنه هجوم إسرائيلي بطائرات مسيرة.
وقالت جوليا خاندوشكو: "أظهرت الأسواق المالية علامات على إقبال المستثمرين على المخاطرة ليتجهوا صوب الأصول عالية المخاطر، بين أحجموا عن الأصول الآمنة على غرار الذهب والعملات والمعادن الثمينة".
وأضافت خاندوشكو: "أن عزوف المستثمرين عن الملاذات الآمنة وتحول شهية المخاطر يعني أن الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديا على أنه الملاذ الآمن من المخاطر، فقد قوته وبريقه".
وتابعت رئيسة مايند موني الأوروبية: "السوق تراقب عن كثب الإشارات الواردة من الولايات المتحدة، إذ تشير بيانات التضخم وتلك الصادرة عن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه لن يخفض أسعار الفائدة في يونيو".
انخفاض أسعار الذهب ربما يكون قد أدى أيضًا إلى تعثُّر مراكز الشراء الضعيفة مما أدى إلى انخفاض أكبرأوه سي بي سي بنك (OCBC)
وتتوقع الأسواق الآن فرصة 35% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التجزئة الأميركية في الأسبوع الماضي.
وحسب بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. (CME FedWatch)، زاد احتمال إجراء التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 60%.
يأتي ذلك بعدما أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام، لتتحول التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة حتى سبتمبر من يونيو.