دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم، والذي تمتد مرحلته الأولى لـ 42 يوماً، وذلك بعد 15 شهراً من العدوان الإسرائيلي على القطاع، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن أولى شاحنات المساعدات دخلت القطاع.
وأعلن جوناثان ويتال كبير مسؤولي الأراضي الفلسطينية المحتلة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» عبر منصة «إكس»، أن وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في غزة في الساعة 11:15 اليوم بتوقيت فلسطين، وبدأت أولى شاحنات الإمداد تدخل بعد 15 دقيقة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان، أنه تم تسليم أسماء الرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم اليوم للطرف الإسرائيلي، وهن ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية، فيما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان تسلم القائمة.
ومع بدء وقف إطلاق النار، بدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم، واكتظت الشوارع الرئيسة في مدن القطاع المدمر بأعداد غفيرة من الفلسطينيين العائدين إلى مناطقهم، ولا سيما في الشمال سيراً على الأقدام.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مسؤول بشمال سيناء، أن 300 شاحنة ضمن الدفعة الأولى من المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين وتحمل معونات إنسانية متنوعة ووقود، توجهت من ميناء رفح البري إلى معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق قطاع غزة، تمهيداً لإدخالها إلى القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم أن العدوان الإسرائيلي على القطاع أسفر عن استشهاد 46913 فلسطينياً على الأقل وإصابة 110750 آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتواجه غزة دماراً غير مسبوق بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر 15 شهراً، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة الإعمار ستتطلب مليارات الدولارات وجهوداً تمتد لعقود.
كشفت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن خبراء أن عملية إعادة إعمار قطاع غزة ربما تكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض خلفتها الحرب.
تقدر الأمم المتحدة وجود 42 مليون طن من الأنقاض الناتجة عن القصف الإسرائيلي، وهو ما قد يتطلب 14 عاماً لإزالتها بتكلفة تصل إلى نحو 700 مليون دولار.
وتحتوي هذه الأنقاض على مواد خطرة مثل الأسبستوس وبقايا بشرية، ما يزيد تعقيد عملية الإزالة، كما تقدر وزارة الصحة الفلسطينية وجود 10 آلاف جثة تحت الأنقاض، تضيف بُعداً إنسانياً مأساوياً.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تدمير ثلثي مباني غزة، أي نحو 170 ألف مبنى، بما في ذلك 245,123 وحدة سكنية، وقد أدى ذلك إلى تشريد أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون إلى مأوى طارئ، عملية إعادة بناء هذه المنازل قد تستمر حتى عام 2040 أو أكثر، ما يعكس مدى تعقيد الوضع الحالي.
بلغت قيمة الأضرار في البنية التحتية نحو 18.5 مليار دولار، وفق تقرير مشترك بين الأمم المتحدة والبنك الدولي، وتضررت القطاعات الحيوية كالمياه والصرف الصحي والطاقة بشكل كبير، حيث تراجعت إمدادات المياه الصالحة للشرب إلى أقل من 25% من مستواها قبل الحرب، كما تأثرت 68% من شبكة الطرق.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية تدهور أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة نتيجة القصف المتواصل، إذ دُمِّرَت البساتين والمحاصيل الحقلية بشكل كبير، بالإضافة إلى نفوق 95% من الماشية و50% من الأغنام، بحسب منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إلى جانب أن انتشار الجوع بات ظاهرة واسعة تهدد السكان بأزمة غذائية حادة.
وتسببت الحرب في تدمير أكثر من 136 مدرسة وجامعة، و200 منشأة حكومية و823 مسجداً وثلاث كنائس، كما تضررت المستشفيات، حيث لم تعد سوى 17 وحدة طبية من أصل 36 قيد العمل، هذه الأضرار تعكس تأثير الصراع على القطاعات الحيوية التي تمثل عمود الحياة اليومية.