وحاليًا يسعى المصدرون بجد لإيجاد سبل بديلة سواء عن طريق الجو أو البر أو البحر لتوصيل السلع الاستهلاكية الرئيسية وقطع غيار السيارات لتجار التجزئة إذ تسببت سلسلة من الهجمات في البحر الأحمر في تفاقم مشاكل سلاسل توريد الشحن البحري حول العالم.
قطاع السلع الاستهلاكية، الذي يزود كبرى شركات البيع بالتجزئة في العالم مثل وول مارت وإيكيا، سيواجه التأثير الأكبرإس أند بي غلوبال
وكثفت جماعة الحوثي اليمنية هجماتهما على السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر وفي غضون ذلك تم إصابة واحتجاز ومنع العديد من السفن من العبور عبر مضيق باب المندب.
وصدرت توجيهات أميركية عاجلة، لحاملة الطائرات الأميركية كارل فينسون بإنهاء مهمتها في بحر الصين والتحرك فورا نحو البحر الأحمر ليرتفع عدد الحاملات إلى حاملتين.
وحاملات الطائرات التي سيكون لها دور في البحر الأحمر هما حاملة الطائرات أيزنهاور، وحاملة الطائرات كارل فينسون.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان: "جماعة الحوثي اليمنية نفذت هجومين على سفينتين تجاريتين في جنوب البحر الأحمر".
وقالت ستاندرد اند بورز غلوبال: "إذا كانت هناك اضطرابات ممتدة، فإن قطاع السلع الاستهلاكية، الذي يزود كبرى شركات البيع بالتجزئة في العالم مثل وول مارت وإيكيا، سيواجه التأثير الأكبر".
وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وارتفعت تكاليف شحن الحاويات إلى أكثر من ثلاثة أمثال في بعض الأحيان.
وفي غضون ذلك تسعى الشركات إلى نقل بضائعها عبر طرق بحرية بديلة أطول في كثير من الأحيان.
تسعى الشركات إلى نقل بضائعها عبر طرق بحرية بديلة أطول في كثير من الأحيانإس أند بي غلوبال
دفع تصاعد المخاطر الأمنية، شركات النقل البحري، إلى تحويل ما يصل قيمته إلى نحو 35 مليار دولار من شحنات البضائع، بعيداً عن طريق البحر الأحمر.
وتسعى شركات النقل إلى تجنب مضيق باب المندب المحفوف بالمخاطر، والذي يسمح بالوصول إلى المدخل الجنوبي لقناة السويس.
وخلال الأسابيع الماضية استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ، أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية، حركة الملاحة فى البحر الأحمر.
وقال باولو مونترون نائب الرئيس الأول في شركة النقل واللوجستيات السويسرية "Kuehne + Nagel": "إن هناك الآن 57 سفينة حاويات، تبحر لمسافات طويلة حول إفريقيا، بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس".
وأضاف مونترون: "أن هذا العدد سيزداد مع تبني المزيد من الشركات هذا المسار، وتبلغ السعة الإجمالية لحاويات هذه السفن 700 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدماً".
وتبلغ القيمة التقريبية لهذه الحاويات 50 ألف دولار تقريباً للواحدة، بحسب "أنطونيلا تيودورو"، كبيرة المستشارين في شركة "MDS Transmodal"، وهذا يعني أن قيمتها تقدر بنحو 35 مليار دولار إجمالًا.
وتبلغ القيمة التقريبية لهذه الحاويات 35 مليار دولار إجمالًاآنطونيلا تيودورو
وأعلنت أكبر شركات الشحن في العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، منع سفنها من عبور البحر الأحمر، بسبب التهديدات الأمنية لحركة الملاحة في المنطقة، تزامناً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وتتوقع شركة "ميرسك"، أكبر شركة شحن في العالم، والتي أوقفت عملياتها مؤقتاً في البحر الأحمر، تأخيراً لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع في عملية النقل.
وقال بيتر ساند، كبير المحللين في زينيتا: "لا أعتقد أن القناة ستُغلق، ولكن للانسداد عواقب وخيمة ولا يزال النقل البحري الذي يغذيه اقتصاد متقلب هشاً".
وأشار آلان باير الرئيس التنفيذي لشركةأو.إل يو.إس.إيه إلى أن لديه فرقا تقدم المشورة لعملاء الشحن والخدمات اللوجستية للاستعداد لاضطرابات في البحر الأحمر قد تمتد لتسعين يوما على الأقل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركةأو.إل يو.إس.إيه: "حلول عطلة عيد الميلاد لا يحدث فرقا، وستكون لدينا فترة هدوء من الآن وحتى الثاني من يناير، وبعد ذلك سيصيب التوتر الجميع".
وقال جان كلاين لاستويس، الرئيس التنفيذي للعمليات للشحن الجوي لدى شركة الشحن الألمانية الرائدة هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس: "الشركات تحاول الآن التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط للحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، والتي تتضمن طريقا بحريا وجويا مشتركا".
وأضاف لاستويس: " أن شركته شهدت زيادة في الطلب على الطريق الجوي والبحري المشترك للسلع الاستهلاكية مثل الملابس وكذلك الإلكترونيات والمواد التقنية".
وقد يعني ذلك، على سبيل المثال، نقل البضائع أولا بحرا إلى ميناء في دبي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي، وفقًا لـ لاستويس.
الشركات تحاول الآن التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط للحفاظ على سلاسل التوريد العالميةجان كلاين لاستويس
وقال كلاين لاستويس: "هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا".
بينما أشار بول براشير، نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد آي.تي.إس لوجيستيكس وفقًا لرويترز إلى أن بعض الشركات قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا.
وقال بريان بورك كبير المسؤولين التجاريين العالميين في شركة سيكو للوجستيات: " إن نقل البضائع عن طريق الجو تزيد تكلفته ما بين خمسة أمثال إلى 15 مثلا مقارنة مع النقل البحري الذي لا تزال أسعار شحن الحاويات فيه منخفضة وفقا للمعايير التاريخية".
وأضاف بورك: "إذا تضاعف الوقت الذي يستغرقه توصيل البضائع إلى المستهلكين فإن المزيد من شركات الشحن ستتحول إلى النقل الجوي خاصة بالنسبة للسلع ذات القيمة العالية مثل الملابس الفاخرة والإلكترونيات باهظة الثمن".
قال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درياد غلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن: "إن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل حوالي 10 % من الناتج المحلي الإجمالي العالم".
وتعتمد شركات البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة على هذا الطريق للحصول على سلع مثل الملاءات القطنية وفرش الأسنان الكهربائية من الهند والأحذية من الصين وسريلانكا.
وأشار رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درياد غلوبال البريطانية إلى أنه في ظل تهديد ممتد ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا ارتفاعا كبيرا بسبب زيادة تكاليف التحويل حول أفريقيا وهو ما يمكن أن يضيف نحو 30 يوما إلى العبور اعتمادا على ميناء الوصول".
35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيادرياد غلوبال
وفي غضون ذلك قالت شركة تيل ويند شيبينج لاينز، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر ليدل الألمانية، والتي تنقل السلع غير الغذائية لصالح ليدل وكذلك البضائع لعملاء آخرين: "إنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي".
وأضافت شركة تيل ويند شيبينج لاينز: "هدفنا هو أن نبقى قريبين من جدولنا الزمني قدر الإمكان".
وقال جيب كلولو الشريك في مجموعة صناعة النقل التابعة لشركة المحاماة ريد سميث: "هذا لا يتطلب وقتا ونفقات إضافية فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم التأثير البيئي من خلال زيادة استهلاك الوقود".
وتعاني قناة بنما من جفاف شديد ما أدى إلى خفض عدد ممرات السفن التي تسمح بها.
إضافة إلى ذلك، هناك سباق لنقل البضائع قبل إغلاق المصانع بمناسبة العام الصيني الجديد في الفترة من 10 إلى 17 فبراير، وهو ما يمكن أن يعطل الإمدادات لشهر أو أكثر.
وفي الوقت نفسه، بدأ ملاك سفن الحاويات الكبيرة في إضافة رسوم، تشمل رسوما إضافية لحالات الطوارئ، على الشحنات المتضررة من الاضطرابات في البحر الأحمر.
وفي إشعار للعملاء أمس الأربعاء، قالت مجموعة الشحن الفرنسية سي.إم.إيه سي.جي.إم إنها ستفرض رسوما إضافية تبلغ 1575 دولارا لكل حاوية مقاس 20 قدما، و2700 دولار وذلك بالنسبة للبضائع المنقولة من وإلى موانئ البحر الأحمر.