الصين ستظل لاعبًا رئيسًا في تحديد توجهات الأسعارالطاقة الدولية
بيد أنه وفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية السابقة سيظل الطلب من الصين هو كلمة السر الرئيسة في تحرك الأسعار حيث إن انتعاش النمو في الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم، يعني بالضرورة زيادة الطلب وارتفاع الأسعار، جنبًا إلى جنب والرؤية السلبية لمؤشر الدولار بفعل توقعات بدأ رحلة التيسير النقدي نهاية الربع الأول أو منتصف الربيع المقبل على أبعد تقدير.
ويعد الدولار الضعيف أمرًا إيجابيًا لمستهلكي ومستوردي النفط، وهو السلعة المسعرة بالدولار، حيث ينعكس انخفاض الدولار على تكلفة شراء وتأمين ونقل النفط.
وفي غضون ذلك، تقف العوامل التقليدية التي ربما تنتقل حتى الربع الأول من العام المقبل على غرار التوترات الجيوسياسة في منطقة الشرق الأوسط والحرب في غز، والأزمة في أوكرانيا، جنبًا إلى جنب وتطور خطة إنتاج اوبك وتوجهات العقوبات الأميركية على النفط الإيراني والفنزويلي، ومستقبل النفط الروسي.
تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، كما أنها صُنفت باعتبارها سادس أكبر منتج للنفط الخام في العالم في 2022، وفقًا للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية.
ولا يزال الإنتاج لعام 2023 عند نحو 4.18 مليون برميل يوميًا، وهو أقل من المستوى القياسي لعام 2015 البالغ 4.3 مليون برميل يوميًا.
سجل إجمالي إنتاج الصين من الحقول البحرية 58 مليون طن متري في عام 2022، في حين تجاوز إنتاج البلاد السنوي من النفط الصخري 3 ملايين طن العام الماضي، وفقًا لإدارة الطاقة الوطنية (NEA).
التوترات الجيوسياسة وقوة الدولار أحد المرحكات الرئيسة لاتجاه أسعار النفطبنوك عالمية
وبالنسبة إلى عام 2024، ينقسم المحللون والوكالات بشأن التوقعات، إذ تتراوح التوقعات بين انخفاض الإنتاج بما يصل إلى 31 ألف برميل يوميًا أو زيادة تصل إلى 60 ألف برميل يوميًا، وهو تباطؤ في النمو من المرجح أن يزيد من اعتماد الصين على الواردات.
بعد انخفاض الإنتاج بنسبة 12% بين عامي 2015 و2018 في الصين، ضخت شركات النفط التي تمتلكها الدولة Sinopec Corp وPetroChina وCNOOC استثمارات هائلة من أجل نمو الإنتاج في الحقول الحالية واستكشاف حقول جديدة، وسط دفع بكين لمزيد من أمن الطاقة.
ومنذ عام 2018، نما إنتاج النفط المحلي بمعدل 2% سنويًا.
ومع تراجع الطبيعي للإنتاج من الحقول التقليدية فضلًا عن ندرة الاكتشافات الجديدة، اتجه المنتجون إلى الاستفادة من احتياطيات النفط الصخري.
لكن الصعوبات الفنية لاستكشاف مثل هذه الآبار العميقة فضلًا عن التكاليف الهائلة تعني أنه من غير المرجح أن يحافظ إنتاج الصين من النفط على النمو، وفقًا لرويترز.
تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2024 ليعكس ضعف نمو الاقتصاديات الرئيسةالطاقة الدولية
وفي المقابل من التوقعات الداعمة للنفط تأتي توقعات وكالة الطاقة الدولية التي ترجح تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2024 ليعكس ضعف نمو الاقتصاديات الرئيسية حول العالم في ظل ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري الذي صدر الخميس، إنه من المتوقع تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار النصف إلى 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2024، على أن يبلغ متوسط الطلب اليومي على النفط خلال العام القادم 102.8 مليون برميل، بزيادة قدرها 130 ألف برميل يومياً مقارنة بالتقديرات السابقة.
وأوضح التقرير أن فقدان الطلب على النفط لزخم النمو بصورة واضحة يعكس تدهور المناخ الاقتصادي الكلي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تلاشي الانتعاش الذي شهدته أسواق النفط في أعقاب أزمة الوباء.
وذكرت الوكالة في التقرير أن إمدادات الولايات المتحدة من النفط خلال هذا العام استمرت في تحدي التوقعات مع تجاوزها 20 مليون برميل يومياً.
فضلاً عن ارتفاع مستويات الإنتاج في كل من البرازيل، وجويانا إلى مستويات قياسية، وزيادة الإمدادات الإيرانية.
ارتفاع واردات الصين من النفط الخام بنسبة 14.6% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاريالجمارك الصينية
وهذا من شأنه رفع إنتاج النفط العالمي بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً إلى 101.9 مليون برميل يومياً في عام 2023.
وتابعت بأنه من المتوقع أن تقود إمدادات الدول غير الأعضاء في منظمة "أوبك" نمو الإنتاج العالمي من النفط في عام 2024، ليبلغ 1.2 مليون برميل يومياً العام القادم بعد أخذ تخفيضات تحالف "أوبك +" الطوعية في الاعتبار.
واردات الصين
وأظهرت بيانات رسمية صينية لإدارة الجمارك الوطنية ارتفاع واردات الصين من النفط الخام بنسبة 14.6% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري إلى 424.27 مليون طن مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.
أوضحت أن إنتاج النفط الخام في الصين ارتفع بنسبة 1.9% على أساس سنوي خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 ليسجل 156.72 مليون طن.
وأضافت الهيئة أن إنتاج النفط الخام في الصين ارتفع بنسبة 0.3% على أساس سنوي ليصل إلى 16.87 مليون طن خلال سبتمبر الماضي.