ويتصارع كل من البنوك والمستهلكون على حد سواء، مع تأثير التضخم المرتفع باستمرار وتشديد السياسية النقدية.
وقام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة سبع مرات متتالية خلال 2022، وذلك ضمن استراتيجيته لخفض معدلات التضخم المرتفعة.
كما أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيطبق زيادات إضافية في أسعار الفائدة خلال عام 2023، في حين تتطلع الشركات إلى أن تؤدي تحركات الاحتياطي الفيدرالي إلى ما يسمى بالهبوط الناعم، وتباطؤ الاقتصاد بدرجة كافية بحيث تنخفض أسعار المستهلك دون الانغماس في الركود.
ويشير أحدث البيانات إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة أدى أخيراً إلى تراجع التضخم الأميركي، بعد أن وصل إلى 9.1% في يونيو الماضي، وهي أسرع وتيرة له منذ أربعة عقود.
وفي ديسمبر الماضي، ارتفعت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى 6.5% على أساس سنوي، مسجلاً تباطؤا للشهر السادس على التوالي، في حين أن هدف الاحتياطي الفيدرالي هو معدل تضخم يبلغ 2%.
وتوقعت غالبية البنوك الأميركية حدوث ركود معتدل، في تحول عن التوقعات القاتمة حول حدوث ركود اقتصادي.
توقع الخبراء في بنك جي بي مورغان، حدوث ركود اقتصادي معتدل هذا العام، في تراجع لتوقعات الرئيس التنفيذي جيمي ديمون، الذي توقع الصيف الماضي قدوم إعصار اقتصادي.
وأوضح أن التأثير النهائي للرياح المعاكسة الناتجة عن التوترات الجيوسياسة، بما في ذلك الحرب في روسيا وأوكرانيا، وأزمة سلاسل التوريد، والتضخم، لا تزال غير واضحة.
أشار بنك أوف أميركا خلال إعلانه عن النتائج المالية للربع الرابع، إلى احتمالية حدوث ركود معتدل.
وقال الرئيس التنفيذي للبنك، بريان موينهان، إن السيناريو الأسوأ هو حدوث ركود معتدل، وذلك بناء على الحالة الأساسية للافتراضات الاقتصادية في أداء الأسهم الممتازة، وأساليب الشركات.
جاءت توقعات بنك سيتي جروب بنفس توقعات البنوك الأخرى، بتوقع ركود معتدل للعام الحالي، وعزز البنك احتياطاته من الخسائر الائتمانية إلى 640 مليون دولار، مقارنة بـ 1.37 مليار دولار في العام السابق.
وقالت الرئيسة التنفيذية للبنك، جين فريزر، إن بداية 2022 كانت أقوى مما كان متوقعاً، ولكنها ترى أن ذلك سيتغير خلال عام 2023.
وأشارت إلى أن البيئة في بداية 2023 كانت أفضل من توقعات الجميع.
حقق بنك ويلز فارغو، أرباحاً عالية للربع الرابع، وكان الرئيس التنفيذي تشارلي شارف متفائلا بشأن مستقبل البنك، وعلى الرغم من أن البنك لم يتنبأ بحدوث ركود، أوضح شارف أنه اتخذ خطوات للاستعداد للتباطؤ.
وقال إنه لا يتوقع حدوث ركود حاد، ولكن يجب أن نكون مستعدين لذلك، مشيراً إلى أن بنك ويلز فارغو أقوى مما كان عليه قبل عام أو عامين، وحقق عوائد أعلى.
كما عزز البنك مخصصاته لخسائر الائتمان في الربع الرابع إلى 957 مليون دولار، مقارنة مع 452 مليون دولار في الربع الرابع من العام الماضي.
من المقرر أن يعلن بنك جولدمان ساكس عن أرباحه، الثلاثاء،، وقال البنك يوم الجمعة الماضي إنه خسر 3 مليارات دولار منذ عام 2020.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية، أن غولدمان ساكس أعلن الأسبوع الماضي، عن تخفيض الوظائف بأكثر من 3000 وظيفة.
وجاءت التخفيضات بسبب التباطؤ في نمو الأعمال، والخسائر وعدم اليقين العام في السوق، وفقًا للتقرير.